لست أدري ما الذي يحدث للنصر والبقية أمام الهلال! لست أدري لمَ ينام الهلالي قرير العين وينعم بالذهب يمنة ويسرة هانئا تعلوه الابتسامة والارتياح النفسي، بينما البقية تأكل الحسرات قلوبهم وتثقلهم العلل النفسية! لست أدري متى وكيف وأين رصع الزعيم جنبات تاريخه بهذا الكم الهائل من روايات البطولات! لست أدري لمَ الطالب الهلالي دائما (نجيب)، بينما نحن في الصف الثاني (نجيب) ذاك الهلالي! و(بليد) ذاك... !! سئمت وسئمنا لعب الدور الثاني الثانوي، لكن لست أدري الأسباب والمسببات! لست أدري ما الذي يفرق الزعيم عن غيره! حاولوا وحاولت معهم ومعنا جحافل أفواه وعقول سخّرت نفسها للنيل من كل ما من شأنه إعطاء (كبير القوم) و (زعيم الكل) حقه! لكن لست أدري من أين لذاك الزعيم ذاك الصبر والجلد على بلادتنا وضعف حجتنا! نزيد كذبا فيزداد توهجا! نتشدق دجلا بروايات حاكها (حاطب) ليل، فيتلألأ كالألماس! نغير تاريخه كذبا وزورا وبهتانا كما نريد، وندلس في أرقامه كما نشاء، ونزيد في قوائم بطولتنا الواحدة والاثنتين والثلاث، وما درى عنا ذاك الزعيم! همّه البطولة، وهمّنا التشكيك! همّه البطولة، وهمّنا العبث به وكبح جماحه! همّه الذهب وهمّنا (هو)! لماذا؟ قلت لك: لست أدري! شككنا وعدنا وزدنا بلا (عدل) وأنقصنا من تاريخك، عل ذاك ينتقص من جمالية تاريخك الوضاء، وما زدنا إلا جهلا على جهل وغثاء على غثاء! لماذا؟ لست أدري! لست أدري ماهية هذا الكيان وبت أجهل فعلا غايته الرياضية! كريم ذاك الزعيم على جمهوره، وبخيل علينا وشحيح في إعطائنا فرصة نخرج منها من (قمقم) المجهول! لست أدري كيف يتعامل الزعيم مع الآخر! والآخر هذا الكل! أتراها الإدارة، أم النجوم، أم الداهية كوزمين، أم التاريخ، أم رادوي البوخارستي، أم الجمهور، أم الرقم؟ لست أدري! لست أدري كيف تحمل شبيه الريح الهلالي سياط النقد والكذب والافتراء، حتى وصل بزعيمه إلى المباراة النهائية هذه الليلة، وتصدر الدوري في استحقاق آخر! لست أدري لمَ تعترينا حالة الارتباك الشديدة والتشتت الذهني الذي يصيب أقدام وعقول لاعبينا عند مواجهة هذا الزعيم؟ لست أدري! كنت أردد معهم (ببغائية) أكاذيب قديمة علها تفيد في التنفيس عن حالة القهر الوجداني الذي أرهق نفسيتي الواهنة من كثرة السقوط الأصفر! أقنعت نفسي، أو أقنعوني بالتطور ونظرية فرويد ومسلماته، فأفقت كالعادة، على مسلّمة واحدة: الهلال غير! لماذا؟ لست أدري! أزماتنا الإدارية (طافحة)، وخلافاتهم تحل بهدوء! السبب! صدقني لست أدري! يتفانون في تسليمهم أدوارهم الرئاسية بسلاسة وهدوء، ونحن الضجيج يغلف جنبات نادينا! أجهل السبب! لا.. لست أدري! فريق يخسر أفضل مدافع خليجي ويلعب ناقصا زهاء ال 55 دقيقة، بينما نغطّ نحن في سبات عميق! كنت أحلم بنجم كياسر، أو التائب، أو ولي ، أو رادوي، أو هوساوي، أو الدعيع أو أو أو أو ! فصدمتني أسماء فريقي! لمَ؟ لست أدري! تسمرت كغيري أمام الشاشة، عل التاريخ يطل عليّ من نافذته الصغيرة المعتمة في ذاك المساء ويحضر! لكن سرعان ما عدت لوعيي وأدركت مَن أقابل! فعدت للعبتي القديمة (التطور)!، لا تسألني أرجوك عن التطور! ولا تسألني عن (ركلة) حسام الغالي (الرخيصة) لظهر مدافع أخضرنا الخلوق أسامة! فلست أدري! أما اليوم، فلست أدري أيضا أي العملاقين سيظهر: الهلال زعيم الكل، أم الشباب!! لست أدري! تاهت الإجابات في خاطري! أنتظر ! الكأس شبابية! لا..لا..هلالية...قصدي شبه - هلالية... نصف - هلالية... (كوزمينية).. آه ! أعدني لحكايتي القديمة.. رواية التطور ... أي تطور !! لست أدري!