عندما تريد أن نكتب عبارات مدح وإطراء مشوبة بالشكر والتقدير والعرفان والإعجاب لشخص أعجبت بسلوكه وشخصه وكرمه وتعامله وحسن أخلاقه، فأنت ولاشك ستحتار ماذا تكتب؟ وبماذا تبدأ؟ وعن أي جانب تتحدث؟ وتخاف ألا تعطي تلك الشخصية حقها المستحق، وهذا ما حصل عندي عندما أردت أن أكتب عن السفير الشاب محمد العلي السفير السعودي بسيرلانكا.. هذا الشخص المتدفق حيوية وشباباً وحكمة واتزاناً وحصافة ولطافة وحلماً أحنفياً وكرماً حاتمياً، مما كان له عظيم الأثر على سلوكيات وتعامل جميع منسوبي السفارة.. وأخص بالشكر والتقدير والعرفان من عرفت اسميهما وهما الأستاذ فيصل القحطاني والأستاذ حمد المحيسن (خسرته السفارة بانتقاله إلى دولة الكويت)، وأعتذر لعدم الإشادة بالبقية لعدم معرفة الأسماء، والكل يستحق الشكر والتقدير من سعوديين وسيرلانكيين. عندما تصل السفارة لن تجد طوابير المراجعين خلف الأبواب المغلقة.. مثل بعض السفارات، الكل يدخل ويقابل أعلى مسؤول ويجد التجاوب وحسن التعامل ويرى وجوهاً مبتسمة.. حتى العامل السيرلانكي في السفارة تأثر بالبشاشة واللطافة من العاملين بالسفارة.. ولم نجد وجهاً متجهماً، وكأن لسان حال السفارة يقول (ابتسم فأنت في السفارة السعودية).. أنا لا أكتب هذه السطور عن وجهة نظر شخصية بحتة، ولكن من خلال ما سمعته وعرفته من المواطنين من شكر وتقدير وثناء جميل على سعادة السفير ومنسوبي السفارة، ومن ذلك اللقاء الأسبوعي في منزل السفير وتناول طعام الغداء بحضور شخصيات كثيرة سعودية وسيرلانكية، إلى جانب الاهتمام الشخصي بالمواطنين والاتصال بهم هاتفياً وقضاء حوائجهم من قِبَل السفير والقسم القنصلي. إن السفارة في أي بلد هي جزء من الوطن، ومنسوبوها يمثلون أعلى قمة المسؤولية في بلدنا، ورضا المواطنين والمراجع عن السفارة ومنسوبيها جزء من حبهم وتعلقهم ورضاهم الوطني.. وكم نتمنى لو يوضع صندوق في المطار يضع فيه كل قادم رأيه ووجهة نظره عن السفارات والعاملين بها، حتى لا يبقى في السفارات شخص لا يستحق أن يكون صورة تمثل هذا البلد الطاهر، وحتى يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت؛ لأن السفارة لها دور عظيم في تنمية حب الوطن عند المواطن، وغرس الود في نفس الوافد للعمل أو الزيارة، وذلك من خلال ما تقدمه من خدمات غير مشروطة أو ممنوعة.. والسفير ما هو إلا النموذج الأول للعاملين معه فهم يتأثرون به. أنا لم أكتب أو أتحدث عن كل ما عرفته وسمعته عن شخصية السفير، وهو ليس بحاجة إلى المدح، ويكفيه ثقة ولاة الأمر -حفظهم الله- ولكن أقول: من الناس الرضا والثناء وحسن الدعاء، ومن الله الأجر والثواب.. أكثر الله من أمثالك ووفقك في أمر دينك ودنياك.