رحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الأربعاء بالإفراج عن عدد من الرهائن في العراق، لكنه لزم الحذر بشأن إجراء مقارنة مع مصير البريطاني كينيث بيجلي المحتجز رهينة منذ نحو أسبوعين. وما زال بيجلي (62 عاماً) يواجه خطر القتل وهو محتجز لدى متشددين ذبحوا بالفعل زميليه الرهينتين الأمريكيين. وتم الإفراج أمس الأول عن رهينتين إيطاليتين خطفتا في بغداد منذ ثلاثة أسابيع مع عراقيين ومصريين في سلسلة عمليات إفراج عن الرهائن لكن لم ترد أي أنباء بشأن بيجلي وإن كانت أسرته تقول: إنها لديها أمل جديد بشأنه. وقال رئيس الوزراء البريطاني لشبكة تلفزيون جي. ام. تي في. من مقر انعقاد مؤتمر حزب العمال في برايتون: (إنه أمر مشجع إذا كان يجري الإفراج عن رهائن). وقال: (الصعوبة هي أننا نحاول إجراء اتصالات مع هذه الجماعة بعينها... وهم ليسوا عراقيين وخارج الجماعات الإرهابية. وجماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي العدو الأول للولايات المتحدة ذبحت الرهينتين الأمريكيين بعد عدم تلبية مطلبها بالإفراج عن السجينات العراقيات المحتجزات في سجون بالعراق. وقال بلير: إننا نبذل كل ما في وسعنا. وأضاف (لكن هذا الرجل الزرقاوي ليس عراقياً. إنه على صلة بالقاعدة). ومن جهة أخرى استقبلت الرهينتان الإيطاليتان اللتان احتجزتا في العراق طوال ثلاثة أسابيع استقبالاً حافلاً لدى عودتهما إلى الوطن الليلة قبل الماضية وكان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني على رأس المستقبلين في مطار شيامبينو في العاصمة الإيطالية روما. وفجر نبأ الإفراج عنهما حالة من البهجة عمّت أنحاء إيطاليا وتنفس الزعماء الإيطاليون وزعماء العالم الصعداء بانتهاء الأزمة دون إراقة للدماء. ونقل التلفزيون الإيطالي على الهواء صور الطائرة التي تقل (السيمونتين) كما يدللهما الإيطاليون وهي تهبط في مطار شيامبينو. وبعد لحظات خطت الفتاتان إلى خارج الطائرة وهما متشابكتا الأيدي وقد علت وجه كل منهما ابتسامة عريضة وعلى الفور أحاطت بهما أسرتاهما. وقالتا للصحفيين: (نحن بخير) قبل أن يتوجها لتستجوبهما سلطات مكافحة الإرهاب الإيطالية لتعرف تفاصيل عملية اختطافهما. وسافرت باري وتوريتا وعمر كل منهما 29 عاماً للعراق لمساعدة أطفال العراق وخطفتا من مكتبهما في بغداد مع عاملي إغاثة عراقيين في غارة في وضح النهار في السابع من سبتمبر أيلول. وأبلغ برلسكوني البرلمان بأن الإيطاليتين اللتين كانتا محتجزتين رهينتين في العراق أفرج عنهما بعد مفاوضات (شاقة). وقال برلسكوني الذي كان مسروراً وسط تهليل أعضاء مجلس النواب الإيطالي (أخيراً انتهت هذه المشكلة). وبثت قناة تلفزيون (الجزيرة) الفضائية فيلماً للإيطاليتين بعد إطلاق سراحهما وظهرتا في الفيلم وكل منهما ترتدي نقاباً أسود قامتا بنزعه فيما بعد وهما تبتسمان وتتحدثان. ومن ناحية أخرى نقلت محطة (العربية) الفضائية عن شخص فرنسي قدمته على أنه ممثل الوفد الفرنسي الذي يعمل من أجل إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين المحتجزين في العراق قوله مساء أمس الثلاثاء انه شاهد الرجلين وتوصل إلى اتفاق مع الخاطفين لاطلاق سراحهما. وقال هذا الرجل في اتصال هاتفي أجري معه من بغداد وقالت المحطة ان اسمه فيليب بريت: (استطيع ان أؤكد انهما يتمتعان بصحة جيدة نفسية ومعنوية). وأضاف (بعد اجتماعي معهما ومع المجموعة الممثلة للوفد تمكنا من استنباط أمرين). وأضاف (أولا: أن نحرر كريستيان (شينو) وجورج (مالبرونو). والنقطة الثانية أن نحصل منهما على شريط صوتي يعلنان فيه شخصياً عن قرب الإفراج عنهما)، حسب ما جاء في الترجمة العربية التي قدمتها (العربية) لتصريحه. وأوضح أن (الاتفاق) الذي تم التوصل إليه لا يحدد أي فدية ولكنه لم يعط تفاصيل إضافية كي (لا يتم التأثير على الجهود التي تبذل من أجل إطلاق سراحهما) كما قال. ونقلت العربية عن مصادر لم تحددها قولها: إن الصحافيين الفرنسيين سيطلقان خلال 48 ساعة. ولكن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت مساء أمس الثلاثاء أنها (ليست على علم بأي اتفاق) من أجل إطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين في العراق ما يتعارض مع ما أعلنته محطة العربية عن أن موفداً فرنسياً فاوض في بغداد من أجل إطلاق سراحهما.