خطف ثمانية موظفين في شركة اتصالات، بينهم مهندسان مصريان يومي الاربعاء والخميس في العراق، فيما لا يزال الغموض يلف مصير الرهينة البريطاني والرهينتين الايطاليتين المحتجزين في هذا البلد. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس خطف مهندسين مصريين يعملان لدى شركة "عراقنا" مساء الخميس في بغداد. وفازت هذه الشركة بعقد لاقامة شبكة للهواتف النقالة في وسط العراق يملك فيها عملاق الاتصالات المصري "أوراسكوم" الحصة الاكبر. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية: "مساء امس قام رجال مسلحون كانوا في سيارة بخطف مصريين من المكتب الذي يعملان فيه في حي الحارثية". واضاف ان الخاطفين قيدوا الحراس وخطفوا المصريين مصطفى عبداللطيف ومحمود تركي كما سرقوا اجهزة كومبيوتر واسلحة من المكتب. وأعلن احد موظفي الشركة أمس ايضاً، ان ستة موظفين في هذه الشركة خطفوا الاربعاء قرب الفلوجة غرب بغداد، من دون ان يحدد جنسياتهم. ولم ترد اي معلومات جديدة حول الرهينة البريطاني كينيث بيغلي الذي ظهر في شريط فيديو بثه موقع اسلامي على الانترنت مساء الاربعاء وهو يتوسل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان ينقذه. ويدعو الرهينة بلير في الشريط الى التحرك من اجل اطلاق سراح العراقيات المعتقلات في العراق طبقاً لمطالب جماعة الاسلامي الاردني ابو مصعب الزرقاوي التي تحتجزه والتي اعلنت اعدام زميليه الاميركيين. وافاد مصدر بريطاني امس ان عراقيين وزعوا آلاف المنشورات في بغداد تدعو الى انقاذ حياة بيغلي. وقال المصدر نفسه ان المنشورات البالغ عددها حوالي خمسين ألفاً وكتبت بالعربية، وزعت مساء الخميس خصوصاً في حي المنصور، حيث خُطف الغربيون الثلاثة، وتتضمن دعوة أطلقها أفراد اسرة بيغلي. وجاء في النص: "انه نداء شخصي من عائلة اختفى ابنها. ان رب العائلة الذي يدعى كين بيغلي محتجز في مكان ما" لديكم. واضاف: "نحن عائلة كينيث، والدته واشقاؤه وزوجته وابنه نحبه. وندعوكم الى مساعدته، ننتظر عودة كينيث الى منزله. وندعو اولئك الذين احتجزوه الى اعادته الينا. هل تعلمون اين هو كينيث؟ وهل لديكم معلومات عن مكانه؟". وفي ما يتعلق بالرهينتين الايطاليتين سيمونا باري وسيمونا توريتا، لم يصدر عن الخاطفين اي دليل على قتلهما بعدما اعلن ذلك بيانان مشكوك في صدقيتهما نشرا على شبكة الانترنت الخميس. وخطفت العاملتان في المنظمة الايطالية غير الحكومية "جسر الى بغداد" في السابع من ايلول سبتمبر مع زميلين عراقيين لهما. ووجه عضو "هيئة علماء المسلمين" عبدالغفور السامرائي امس نداء جديداً للافراج عن باري وتوريتا، وقال خلال صلاة الجمعة: "أوجه رسالة الى خاطفي الايطاليتين... حرام عليكم ان تشوّهوا صورة المقاومة، فاطلقوا سراحهما". وتساءل السامرائي: "لماذا تعتقل الرهينة وهي لم تكن مسلحة ولم تأت للتعاون مع الاحتلال؟". وفي روما، قال المفوض الاوروبي لشؤون السياسات الاتحادية روكو بوتيليوني ان بلاده "لا تشعر بالارتياح لما يحدث في العراق الآن وانها ليست مرتاحة لسياسة الولاياتالمتحدة في هذا البلد"، لكنه اضاف: "ليس بإمكاننا ترك هذا البلد لحاله". وانتقدت منظمة "جسر الى بغداد" صمت الاعلام الايطالي ازاء موظفيها العراقيين اللذين خطفا مع باري وتوريتا، وقالت ناطقة باسمها ان "التركيز الكامل على زميلتينا اظهر تجاهلاً للوضع المأسوي الذي يعيش في ظله الرهينتان العراقيان، وهذا يزعجنا حقاً". وفي دبلن، عرض نائب ارلندي معارض للحرب امس ان يتوجه الى بغداد في محاولة لانقاذ الرهينة البريطاني الذي قال انه يحمل ايضاً الجنسية الارلندية من والدته، بعدما تلقى اتصالاً من شقيق الرهينة بول بيغلي. وقال ان "هذا الامر سيساعد على التمييز بين موقف ارلندا من اجتياح العراق واحتلاله وموقف الحكومتين البريطانية والاميركية". وفي الاممالمتحدة، أكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان بلاده تبذل كل ما في وسعها لتحرير بيغلي، وقال في كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك انه في حين ان معظم ضحايا الارهاب في العراق من العراقيين الا ان بعضهم أجانب "يساعدون العراقيين على بناء بلد اكثر استقراراً واكثر رخاء". واضاف "احد هؤلاء هو كينيث بيغلي المهندس البريطاني الذي احتجز رهينة على ايدي ارهابيين قتلوا بهمجية زميليه الاميركيين... سنواصل بذل كل ما في وسعنا لاطلاق سراحه". وقال سترو: "اعرف... ان الآراء اختلفت بشأن شرعية العمل العسكري الذي اتخذ في العراق قبل 18 شهراً، لكنني اؤكد انه ليس هناك اي دولة تؤيد التمرد الارهابي الذي يحدث هناك الآن... وعلينا ان نتحد معاً لهزيمة الارهابيين واغراضهم الخسيسة". وناشد مدير "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن ياسر السري خاطفي الرهينة البريطاني الإفراج عنه "زيادة في ذل الحكومة البريطانية وإمعاناً في بيان عجزها وانها لا تملك قرارها ... وورطت شعبها في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل".