بدأت سكرتيرة الدولة للشؤون الخارجية الايطالية مارغريتا بونيفر أمس في القاهرة جولة عربية سريعة تشمل ايضا بيروت ودمشق وعمان وصنعاء للقاء مسؤولين ومنظمات نسائية سعياً الى اطلاق الايطاليتين المخطوفتين في العراق سيمونا باري وسيمونا توريتا. وناشدت بونيفر بعيد وصولها الى العاصمة المصرية الخاطفين الافراج عن الرهينتين، مؤكدة انهما كانتا تعملان في مشاريع انسانية لمساعدة الشعب العراقي. واعربت عن أملها بصدور "نداء اقليمي يدعو لوقف هذا العنف البربري ضد عاملتي الاغاثة بأسرع ما يمكن وبلا شروط". وقالت ان جولتها "ليست انسانية فقط بل سياسية ايضا، وهي مهمة لعزل الارهابيين معنوياً وسياسياً". وكانت بونيفر قالت في تصريح الى "وكالة الانباء الايطالية" امس ان هدف جولتها "مخاطبة الضمائر في البلدان العربية وبيان بشاعة عملية خطف النساء هذه" واطلاع المسؤولين والشخصيات التي ستلتقيهم على "تصميم المؤسسات والقوى السياسية والمجتمع المدني الايطالي على السعي للافراج عن السيدتين الايطاليتين". والى جانب باري وتوريتا يحتجز الخاطفون اثنين من عمال الاغاثة العراقيين الذين يعملون مع المنظمات الايطالية غير الحكومية في بغداد. ولم تعلن اي جهة اي مطالب تتعلق بالمرأتين. واكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني امس ان بلاده لن تغير موقفها بشأن العراق بغض النظر عن عمليات الخطف، وقال لمجلة "بانوراما" الاسبوعية "في حال ورود مطالب ابتزاز جديدة من الواضح ان الحكومة لن تغير وجهتها... لن يكون هناك تغيير في سياستنا الخارجية". وكان فراتيني طلب من نظيره الايراني كمال خرازي مساعدة بلاده في المساعي الهادفة الى اطلاق سراح الناشطتين الايطاليتين في المجال الانساني. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الايطالية ان فراتيني "اجرى اتصالاً هاتفياً ودياً" مع خرازي الذي دان الخطف، وأكد لمحادثه "تعاونه الكامل عبر وضع كل امكانات ايران في الاراضي العراقية" بتصرف ايطاليا. ووعد خرازي بالبقاء على اتصال مع فراتيني لمتابعة تطورات هذه المسألة. وقالت صحيفة "كوريري دي لا سيرا" امس ان الخاطفين قد يكونون عملاء سابقين لاجهزة استخبارات نظام صدام حسين المخلوع، ورأت ان "طريقة عملهم تشبه الى حد كبير طرق الفرق الخاصة لصدام حسين"، موضحة انهم "اشخاص مدربون بشكل جيد ومتعلمون وجميعهم عراقيون من المجتمع الراقي الذين درسوا مخططات مقري" المنظمتين "جسر الى بغداد" و"انترسوس". ونقلت الصحيفة عن ضابط سابق في الاستخبارات "قد يكون اعضاء هذه الاجهزة غيروا مواقفهم ويعملون حاليا للاسلاميين المتطرفين او لبعثيين سابقين ينشطون بين الفلوجة والمحمودية قرب بغداد". وفي بغداد، دعا العشرات من الاطفال العراقيين في مسيرة قاموا بها امس الى اطلاق سراح الايطاليتين. وطالب الاطفال الذين ينتمون الى عدد من الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها بعض المنظمات الانسانية العاملة في بغداد خلال تظاهرة في ساحة الفردوس بوسط العاصمة الخاطفين باطلاق سراح باري وتوريتا. وفي باريس، عبر مسؤولو القوى السياسية الفرنسية مجدداً أمس عن حرصهم على تغليب وحدة الصف والتضامن مع الحكومة في سعيها للافراج عن الصحافيين المخطوفين. واستقبل رئيس الوزراء بيار رافاران للمرة الثانية منذ 30 آب اغسطس ممثلي الاحزاب السياسية في الغالبية اليمينية الحاكمة واليسار المعارض. وعرض رافاران خلال الاجتماع الذي حضره ايضا عدد من الوزراء المعنيين بأزمة الرهينتين ومنهم وزير الخارجية ميشال بارنييه، الجهود المستمرة في باريس وايضا في بغداد عبر السفارة الفرنسية، للوصول الى مخرج ايجابي. وصرح الامين العام للحزب الاشتراكي المعارض فرانسوا هولاند عقب الاجتماع "نحن هنا لاظهار وحدتنا والدعوة للابقاء على التعبئة، وان مرور الوقت ينبغي ألا يكون سبباً لتلاشي الجهود وخصوصاً تلاشي الوحدة الوطنية". وفي بروكسيل، دعا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الدول العربية الى القيام بكل التحركات الديبلوماسية الممكنة لمحاولة اطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في العراق. وقالت الناطقة باسمه كريستينا غالاش ان سولانا وجه خلال اجتماع مع سفراء العديد من دول الجامعة العربية في بروكيسل الاربعاء "نداء الى كل الدول العربية كي تبذل كل التحركات الديبلوماسية العامة او الخاصة لحل هذه الازمة". واضاف ان مثل هذه المبادرات "يمكن ان تساعد في ايجاد حل لهذه الازمة".