سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء الموقر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد: فلقد اطلعت على ما كتبه الأستاذ صالح محمد الدهيمان في يوم 29-7- 1425ه حول التقاعد المبكر للمعلمات وهنا لابد من كتابة رد يوضح بعض النقاط والتي آمل تلطفكم بنشرها. لقد ذكر الكاتب أن المعلمات يذهبن مبكراً لمسافات بعيدة ولو افترضنا - لا قدر الله - انه فرض التقاعد المبكر لذهبت المعلمة صغيرة السن هذه المسافة البعيدة مبكراً أيضاً لأن تقاعد عدد من المعلمات لن يحل المشكلة بل العكس أن تذهب امرأة كبيرة وعاقلة أفضل من ذهاب شابة حديثة التخرج لمسافات بعيدة لأن هذه الأماكن في المدارس البعيدة يجب أن تملأ. الموضوع الثاني أن الكاتب ذكر تفرغ المتقاعدة لخدمة أسرتها والملاحظة التي فاتت عليه أن المتقاعدة أسرتها كبيرة السن فأولادها في الجامعة ان لم يكونوا موظفين ولا يحتاجون لرعاية ومن يحتاج لرعاية هم أولاد الأم الشابة صغيرة السن والتي تترك أطفالا صغارا وربما رضع لساعات طويلة فالعمل للكبيرة أفضل من الصغيرة لأن الصغيرة في طور إنشاء أسرة والكبيرة أسرتها راسية معتمدة على نفسها. ولكن دعوني أعزائي القراء أبين بعض النقاط المهمة في هذا الموضوع والتي سوف تفيد في تشغيل عدد كبير من بناتنا ومنها: اقتراح على وزارة التربية والتعليم سعودة المدارس الأهلية فسعودة هذه المدارس أهم بكثير من سعودة أسواق الخضار حيث إن هذه المدارس تربي أبناءنا وما حك جلدك مثل ظفرك ويوجد بهذه المدارس كما ذكرت إحدى الإحصائيات أكثر من 40 ألف معلمة أجنبية وهذه المدارس تأخذ اعانات من وزارة التربية والتعليم. كذلك فتح الباب أمام الوظائف الصحية في المستشفيات والمستوصفات الحكومية والأهلية فقد صرح مسؤول بوزارة الصحة أن الوزارة تحتاج لأكثر من 80 ألف مواطنة للعمل النسوي في مستشفياتها الحكومية فقط. كذلك تحويل إدارة التربية والتعليم (للبنات) لأن تدار عن طريق النساء فهل من المعقول أن يدير الرجل المرأة في إدارة لها وهذا بلاشك سيوفر آلاف الوظائف. اننا نشاهد سعودة لأسواق الخضار والذهب وسيارات الأجرة ومكاتب السفر والسياحة وكلها للرجال فأين سعودة الوظائف النسائية؟ ومن أهمها المدارس الأهلية وإدارات التربية والتعليم (للبنات) والبنوك النسائية والمستشفيات والمستوصفات ومدن الألعاب النسائية والأسواق النسائية وغيرها كثير. هناك إحصائيات ثابتة ومدروسة تقول إن البطالة في سوق الخريجين الرجال عالية في التخصصات النادرة مثل الهندسة وحتى التاريخ والجغرافيا. وعمل الرجل أهم بكثير من عمل المرأة حيث إنه هو الذي يعول الأسرة ومع ذلك لم نشاهد مقالاً واحداً يطالب بتقاعد الرجل مبكراً بل بالعكس هناك من يطالب بزيادة عمر التقاعد للرجال إلى 65 سنة أسوة ببعض الدول. وفي مقال كتب في جريدة الجزيرة الغراء مؤخراً ذكرت مديرة القسم النسوي في المؤسسة العامة للتقاعد الأستاذة فاطمة بنت محمد العلي أننا لو فرضنا التقاعد الإجباري للنساء لما وفر ذلك سوى عددا قليلا جدا ومحددا من الوظائف، ويعتبر هذا التقاعد الإجباري المبكر مكلفاً جداً للمؤسسة العامة للتقاعد وله تأثير سلبي على قدرة المؤسسة في الوفاء بالتزاماتها المستقبلية تجاه المتقاعدين. واقترحت المسؤولة في مؤسسة التقاعد سعودة الوظائف النسائية في التعليم الأهلي والوظائف الصحية وتحسين مخرجات التعليم لتوجيه المرأة نحو مجالات عمل جديد.