سعادة الأستاذ - خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لقد قرأت مقال الأستاذ - فهد الحوشاني في جريدتكم بتاريخ 8-2-1425ه بعنوان تقاعد المعلمات المبكر.. ولي هنا عتب شديد عليكم وعلى جريدتنا المحبوبة الجزيرة حيث يجب ألا يمر مقال يسخر بالمرأة السعودية العاملة وينتقص منها في جريدتكم الغراء. أليس من ( العيب) أن نسخر من امرأة أفنت شبابها في تعليم الأجيال ثم في الختام تطرد كما يذكر الكاتب فقط لأنها كما ادعى تبث على موجة SW والطالبات على FM. وللأسف الشديد لم يراع الكاتب كرامة المرأة بهذا الكلام الرخيص. فلو أن إنسانا احتاج لعملية جراحية فهل يذهب لطبيب حديث التخرج أم لطبيب له سنوات طويلة من الخبرة. ونشاهد اليوم جميع الوظائف تشترط الخبرة إذن فكلام الحوشاني في انتقاص صاحبات الخبرة كلام غير صحيح وغير منطقي ولا علمي. كنت أتمنى أن الحوشاني اقترح على وزارة التربية والتعليم سعودة المدارس الأهلية فسعودة هذه المدارس أهم بكثير من سعودة أسواق الخضار حيث إن هذه المدارس تربي أبناءنا وما حك جلدك مثل ظفرك ويوجد بهذه المدارس كما ذكرت إحدى الإحصائيات أكثر من 40 الف معلمة أجنبية وهذه المدارس تأخذ إعانات من وزارة التربية والتعليم. كذلك كنت أتمنى من كاتب المقال اقتراح فتح الباب أمام الوظائف الصحية في المستشفيات والمستوصفات الحكومية والأهلية فقد صرح مسؤول بوزارة الصحة أن الوزارة تحتاج لأكثر من 80 ألف مواطنة للعمل النسوي في مستشفياتها الحكومية فقط. كذلك تحويل إدارة التربية والتعليم (للبنات) لان تدار عن طريق النساء فهل من المعقول أن يدير الرجل المرأة في إدارة لها وهذا بلا شك سيوفر آلاف الوظائف. للأسف الشديد نشاهد سعودة لأسواق الخضار والذهب وسيارات الأجرة ومكاتب السفر والسياحة وكلها للرجال فأين سعودة الوظائف النسائية؟ ومن أهمها المدارس الأهلية وإدارات التربية والتعليم (للبنات) والبنوك النسائية والمستشفيات والمستوصفات ومدن الألعاب النسائية والأسواق النسائية وغيرها كثير. لا أدري لماذا يهاجم الحوشاني ويسخر من المعلمة السعودية ولا أدري لو أن امرأة طالبت بالتقاعد المبكر للرجال فماذا سيكون رد الفعل؟ أقل ما فيه أن يقال وما دخل المرأة بهذا؟ مع أن هناك إحصائيات ثابتة ومدروسة تقول إن البطالة في سوق الخريجيين الرجال عالية في التخصصات النادرة مثل الهندسة وحتى التاريخ والجغرافيا. وعمل الرجل أهم بكثير من عمل المرأة حيث إنه هو الذي يعول الأسرة ومع ذلك لم نشاهد مقالاً واحداً يطالب بتقاعد الرجل مبكراً بل بالعكس هناك من يطالب بزيادة عمر التقاعد للرجال إلى 65 سنة أسوة ببعض الدول. لقد وقعنا هنا في المملكة قبل فترة برتوكول عدم التمييز ضد المرأة (أليس هذا تمييز ضدها) وأوجدنا جمعيات لحقوق الإنسان أو ليست المرأة انساناً؟ أم هي جمعيات لحقوق الرجل. نحمد الله ونشكره أن ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني وضعوا الأسس لأن تعامل المرأة العاملة تماماً مثل الرجل في الحقوق والمسئوليات ومنها التقاعد فلم يفضلوا الرجل على المرأة بل اكرموها بما كرمها به الشرع الحنيف وهذا الشيء الذي لم يراعه كاتب المقال هداه الله.