سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - الأستاذ خالد المالك.. المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن جهاز جوال (الباندا)، وأنه أصبح داء العصر بالنسبة لكثير من شرائح المجتمع، ولقد أعجبني حقيقة ما تطرَّق له الأستاذ الكاتب عبد الله الكثيري في أحد مقالاته السابقة والذي ذكر فيه أنه لا غرابة، ولا اندهاش من هذا الجهاز، فسوف يكون في القريب العاجل ما هو أدهش وأمر، لأن التطور التكنولوجي لن يتوقف على الباندا ولا على غيره، وحيث إن الاستاذ الكثيري عاد إلى الوراء كثيراً عندما كنا لا نعرف (الدش)، والذي تطوَّر من عربسات إلى الستالايت، وأخيراً الديجتال وما فيه من أشياء تشمئز منها الأنفس، ولم نكن نتوقع أنها سوف تصبح من الأمور العادية، ولم يعد هناك حديث عنها إطلاقاً إلا قلة من الناس، بل أصبح وأمسى الحديث عن جوال (الباندا) والذي يُعتبر عند كثير من الناس من أشد المنكرات. إنني أحب أن أُشاطر الأستاذ الكثيري رأيه المتعقل والحكيم والمتزن حيال ما ذكره لأنه ليس بمقدورنا بمجرد الكلام، وكثرة الحديث أن نُغيِّر في هذا شيئاً، إنما الذي يجب علينا هو أن نوجه هذه الوسيلة فيما صُنعت له، ثم إن الإنسان العاقل يستطيع أن يُسيِّر أموره في ما هو صالح لها في أي مجال كان بمعنى أن أمام الشخص وسائل كثيرة لها فوائد ومضار إذا ما استطاع أن يجعلها في طريقها الصحيح فسوف تنقلب عليه رأساً على عقب وليس الباندا فقط، ليس هذا دفاعاً لمن أساؤوا استخدام الباندا، بل دفاع عن الأسلوب والطريقة الصحيحة التي يستخدم فيها هذا الجهاز، فمثلاً لو قمت بتصوير نزهة برية أو تصوير للطبيعة، أو للأشياء غير المحرَّمة وغير الممنوعة هل هناك مشكلة؟ لا أعتقد في أن في ذلك أية مشكلة طالما أنها ليست فيما حرَّم الله، أما إذا استخدم في أمور غير لائقة وغير شريفة فهذه يستطيع أي شخص بليد الإحساس، عديم الغيرة أن يقوم بها سواء بالباندا او بغيره.. في اعتقادي الشخصي أن هذه الأمور لن تحل بهذه الطريقة حيال سحب هذه الأجهزة ومطاردة البائعين لها، لأنها وبكل بساطة سوف تصبح من الأمور العادية، وسوف يكون هناك ما هو جديد سوف يستجد الحديث عنه ويصبح جهاز (الباندا) من الأمور العادية، وهذا بالتأكيد ما سوف يحصل في القريب العاجل في ظل التطور السريع في عالم تكنولوجيا الاتصالات.. إذاً الذي يجب علينا إذا ما أردنا أن نساير هذا التطور التكنولوجي والمندفع بقوة في الطريق.. فبالحديث عن القادم وإيجاد الحلول له، وليس الحديث عن الحاضر أو بمعنى أصح عن الماضي.