تأخذنا الأيام عنك ولكن تأبى النفس لك بديلاً.. عزيزتي هذا القلم يسطر بحبره مشاركة في معاناة لطالما عاشها الكثير من الموظفين والموظفات وتتابعاً مع مقالة الأخ عبدالمحسن المحيسن في صفحة الرأي بتاريخ 26-7-1425ه حول (سلطة المكتب) فخ يقع فيه بعض المديرين.. عزيزتي.. لقد طرح الأخ قضية رنين وقعها في النفوس يملأ الآفاق (ألا وهي: التهاون في إصدار القرارات القائمة على الممارسات البيروقراطية دون أدنى اهتمام أو حرص على حقوق البشر ممن هم تحت سلطة هذه الإدارة أو هذا المسؤول إما جهلاً وعدم تثقيف أو عجزاً وتخاذلاً في حماية الآخر لضعف الشخصية أو الخوف على المركز الوظيفي.. لم يخطئ الهدف الأخ عبدالمحسن في طرحه بل أكد أن المعاناة التي يلمسها الكثير من إداراتهم لمنهل متعدد المشارب وإلا ما سيضير المسؤول بغض النظر عن سلمه الوظيفي إذا اتبع الحكمة والخوف من الله في إصدار أحكامه أو في اتخاذ قراراته.. مع التروي والتثبت من مصداقية ما يصله من معلومات قد تؤذي شخصاً في إدارته، وقد يكون الدافع للناقل سبب شخصي بحت.. عزيزتي.. قبل أن نوجه رسالة للمسؤول للاطلاع والثقافة علينا أن نذكره بالحق والعدل والقسط كما أمر الله سبحانه وتعالى مع الإخلاص والأمانة في عمله.. فهذه تعاليم ديننا الحنيف واقتداء بسيد البشرية صلى الله عليه وسلم وتواصلاً مع مسيرة الصحابة رضوان الله عليهم القيادية المثلى.. وكيف أن يد الله مع الجماعة والمسؤول في أي إدارة قوي بالله ثم بفريق العمل معه.. وهذا يعني أن القيادة الإدارية فن لابد من معرفته ووعيه جيداً ثم ممارسته بالصورة الصحيحة لنصل إلى النتائج المرجوة في خدمة المجتمع والعاملين.. لذا.. على هذا المدير أو المسؤول أن يتعرف على القواعد التي في اتباعه لها يكون النجاح له ولهيئته العاملة.. ذكرت هذه القواعد في كتاب خاص بالقيادة مترجم يا حبذا لو وجد في مكتبة كل مسؤول حتى يستفيد من خبرة الآخرين وتجاربهم. اختصاراً هذه بعض القواعد التي أعجبتني: 1- إعطاء الناس أهميتهم فإذا أردت كسب من يعمل معك فإياك وتهميش جهودهم أو إنكار عطاءاتهم. 2- حفظ وتنفيذ الحكمة القائلة: (يهلك الناس حيثما غابت الرؤية) أي لابد من وجود رؤية وأهداف واضحة عند المسؤول، لأن فريق العمل ينجذب إلى الأهداف والرؤية المستقبلية له.. حيث يدركون بكونهم الأفضل دائماً من خلال شخصية قائدهم. 3- معاملة الآخرين كما تحب أن يعاملوك. 4- العدالة في توزيع المهام وساعات العمل والتقدير. 5- تتحمل مسؤولية أفعالك والاعتراف بالخطأ. 6- تطبيق أسلوب الشطيرة في التوجيه والنقد للموظفين، فابدأ بالثناء على حسن الأداء والأهمية ومن ثم ألحقه بالتوجيه الإيجابي غير الجارح ولا المهين. 7- اتباع أسلوب التجول والتعرف على مرءوسيك وتذكر أن الإنسان ليس رقماً أو اسماً أو مرتبة بل من لحم ودم وله آماله وطموحاته ومشاكله وغيرها. فلابد من أن يرى المسؤول من هم تحت سلطته ويرونه ويلامس معاناتهم (فكلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته) كثر العدد أو قل فهم أمانة في عنقك، ويقال بأن يوليوس قيصر كان يعرف أسماء جنود فيالقه وهم بالآلاف ويناديهم بأسمائهم فكانوا له نعم الجنود والأتباع وجلبوا له الانتصارات. 8- الإصغاء والإنصات: فن لا يجيده كل شخص، استمع إلى مرءوسيك وتفهم وضعهم وأصغ إليهم، فكم من نجاحات تحققت عن طريق الإنصات للصوت الآخر في الحديث والحوار. 9- امنح موظفيك الفرصة بالتفكير لأنفسهم ودعهم ينفذون ما تريد تنفيذه دون تدخل منك إلا إذا سألوك ذلك فلديهم القدرات والعقول والخبرات التي ستفيدك ولا تستهن بهم. 10- تقدير العمل الجيد عن طريق التقييم العادل فعليك بمراجعة نفسك (ما هي المكافآت التي قدمتها للعاملين معك؟ كم هي الطرق التي فكرت فيها لتعميم نجاح موظفيك؟ وكم هي عدد المرات التي قلت فيها لشخص منهم (أهنئك) إدارتك فخورة بك؟ عزيزتي.. كثيرة هي القواعد لبناء الشخصية الإدارية والقيادية الناجحة.. ولكن هل سيطلع المديرون والمسؤولون لأنفسهم ولدفع عطاءات العاملين معهم.. لعل وعسى أن يتم ذلك لنتطهر من الإرهاب الإداري يا عزيزتي.