على عكس معظم التقارير الواردة من العاصمة النيجيرية أبوجا حول بداية متعثرة لمحادثات السلام السودانية فإن النائب الاول للرئيس السوداني اعلن انه تم الاتفاق على معظم الموضوعات في وقت تلقت فيه الحكومة السودانية اشادة قوية على جهودها بإقليم دارفور وهذه المرة من وزير الخارجية البريطاني الذي زار امس اقليم دارفور. فقد اعلن علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني عن توصل وفد الحكومة المفاوض في أبوجا إلى اتفاق حول معظم الموضوعات خلال التفاوض مع متمردي دارفور وقال انه لم يتبق سوى موضوعين هما محل الخلاف ولكنهما قابلان للتوصل إلى اتفاق حولهما، غير ان وكالة الانباء السودانية التي اوردت ذلك لم توضح طبيعة الموضوعين مثار الخلاف. وقد تم امس الثلاثاء استئناف المحادثات التي بدأت مساء الاثنين، وتأتي المحادثات قبل أسبوع من اجتماع الاممالمتحدة لمراجعة مدى تقدم الحكومة السودانية في نزع أسلحة ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب أعمال وحشية في دارفور، كما ستراجع المنظمة الدولية مدى تحسن الوضع الانساني في الاقليم. وقال الرئيس النيجيري ألوسيجون أوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي في كلمته في افتتاح المحادثات: (ما يقلقنا نحن في أفريقيا أن النيران تشتعل في جزء من بيتنا. إن الجار غير المسئول هو الذي يقف مكتوف الايدي ولا يحرك ساكنا لكننا يجب أن نفعل شيئا لأننا أشقاء). وكانت محادثات سابقة بين الجانبين قد انهارت في شهر تموز - يوليو الماضي بعد انسحاب المتمردين قائلين إن الحكومة لم تستجب لطلباتهم. ويرأس الوفد السوداني في أبوجا وزير الزراعة مجذوب الخليفة الذي رأس أيضا وفد الخرطوم في المحادثات السابقة. ويرأس المجموعتين المتمردتين كبار مفاوضيهم، حيث يرأس وفد جماعة جيش تحرير السودان رئيسها عبد الواحد النور ويرأس وفد حركة العدل والمساواة عضو مجلسها التنفيذي أحمد توجوت. وبعد الكلمات الافتتاحية بدأت المباحثات بين الوفود في جلسات مغلقة. ولم يعلن عن جدول أعمال المحادثات بالتفصيل. وقال الخليفة للصحفيين قبيل مغارته الخرطوم: إن المحادثات ستركز على (القضايا الامنية والانسانية والسياسية). وفي غضون ذلك قال يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور إحدى ولايات الاقليم الثلاث في بيان بثه التلفزيون الرسمي: إن المتمردين هاجموا ظهر الاحد موقعين للشرطة في دارفور لكنه لم يوضح وجود خسائر في الارواح أو المعدات. واتهم المسئول السوداني حركتي التمرد بالاقليم بالعمل على إفشال مفاوضات السلام التي تجري بين الطرفين حاليا في ابوجا، مشيرا إلى قيامها ب 81 انتهاكاً لوقف اطلاق النار. ومن جانبه وزير الخارجية السوداني إنه ألقي القبض على نحو 200 يشتبه بانتمائهم لمليشيا الجنجويد وفرضت على بعضهم عقوبات قاسية. ومن جانب آخر قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو خلال زيارة يوم الاثنين للخرطوم إنه ناقش مع المسئولين السودانيين خطة عمل وقعها السودان مع الاممالمتحدة في وقت سابق من هذا الشهر. وأضاف أن بريطانيا تقدم النصيحة العسكرية لقوات الحماية التابعة للاتحاد الافريقي. وقال سترو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني مصطفى عثمان إسماعيل عقب محادثات مغلقة: (ليست هناك خطط لإرسال قوات إلى دارفور). ووصف المسئولون البريطانيون الحوار مع السودان بأنه (قوي وصريح). وقد اشاد جاك سترو بالجهود التي بذلتها الحكومة السودانية لمعالجة الوضع الإنساني في دارفور. وقال إن افادات ممثل الأمين العام للامم المتحدة في السودان يان برونك وإفادات المنظمات الدولية تؤيد التقدم الكبير الذي حققته الحكومة السودانية لمعالجة الأوضاع في دارفور.