لا يمكن لأي منصف.. إلا أن يقول.. إن السياحة المحلية قطعت شوطاً كبيراً للأمام.. وحققت منجزات طيبة.. وقفزت قفزات جيدة للأمام.. والدليل على ذلك.. هو ذلك النمو الكبير فيها.. وذلك التزايد الملحوظ في النسبة السنوية لعدد السياح في الداخل. ** المناشط السياحية الناجحة.. والفعاليات الجاذبة وتوفير الخدمات المطلوبة للسائح.. نشطت في أكثر من مدينة.. وان كانت جدة.. تحتل المركز الأول.. لكنها.. وُجدت في أبها وعسير عموماً.. وفي الباحةوالطائفوالمدينةالمنورة والقصيم في أكثر من مدينة.. ومناشط ومناشط هنا وهناك.. ومهرجانات ومسابقات ووسائل جذب مختلفة.. لكن العاصمة.. والتي تحوي حوالي خمسة ملايين شخص.. ظلَّت نائمة سياحياً.. ولا يوجد فيها سوى الأشياء الموجودة في غير موسم السياحة. ** الرياض.. بينها وبين السياحة.. فجوة كبيرة.. قد نعرف.. وقد نجهل سرها.. أو كما يقول العوام.. (منتب.. مَلْزُوم) . ** الرياض.. لم تفعل أي شيء من أجل الصيف.. سوى المحاولات البسيطة.. من الأمانة.. ومن وزارة الشؤون الإسلامية.. ومن الجامعات.. ومن وزارة التربية والتعليم.. ومن جهات أخرى.. عملت حسب المتاح لها.. وحسب امكانياتها.. وفي حدود اختصاصها. ** أما السياحة المطلوبة.. فقد غابت في الرياض. ** في جدة مثلاً.. الشقق مليئة.. والفنادق (فل) والمطاعم مزحومة.. والملاهي ومحلات التنزه.. ممتلئة.. والشوارع مكتظة.. وكل شيء يعمل بكامل طاقته.. ويعجز عن استيعاب الناس.. وهكذا الأمر في الطائف.. وعسير.. والباحة.. والشرقية.. وأماكن أخرى.. ** وشوارع الرياض.. فاضية.. ولا نعرف في الصيف.. سوى (السّيدلان) ورُوثان المدينة.. والبرحي.. وكبدة الحاشي ورصيف الحوامل.. ورصيف التحلية.. مع أن الأمور هناك.. لا تسير على ما يرام دوما.. بل هناك مشاكل ومنغصات وخدمات غائبة.. حتى لو احتجت لدورة مياه فقط.. فلن تجدها.. ** الرياض.. التي تعلن.. أنها من أكبر المدن في العالم.. لم تعترف بعد.. بشيء اسمه.. سياحة.. ولا ترفيه.. ولا سعة صدر.. ولا متنزهات.. ولا أماكن سياحية.. ** الرياض.. أصرَّت على عادتها السنوية.. (طِبْيعها.. جعلها تسلم) مثلوثة.. وتفحيط في الجنادرية.. وأحواش (قعدان) مليئة بالشعير والبعوض.. والذبان.. ** في الصبح.. كبدة حاشي.. وفي الظهيرة مثلوثة.. ومندي.. ومظبي.. وكبسة دجاج. ** وبعد العصر.. برِّد على كبدك بسيدلانة.. وبعد المغرب.. صحن روثان أو برحي.. ودلة هيلها (يِشْرِق) وبعد العشاء.. تبسي.. كبسة بالدجاج.. أو كبسة مع لحم حاشي.. وبعدها.. تبسي (جح) أو (جرو روسي) .. ثم صكة بلوت حتى قبيل الفجر. ** ليس للحر.. إلا رجاله.. ** وليس للغبار.. إلا أبطاله.. ** وليس للمثلوثة وكبدة الحاشي والمندي.. والمظبي إلا (السنافية والنشاما) وطوال الشوارب.. والنهاية.. الكالسترول ألف.. والدهون الثلاثية مثلها.. والثوب (يِضُوق) والواحد.. يموت وهو يضحك.. ** في الرياض.. منذ الفجر.. تبدأ المعركة مع التريلات والشاحنات والقلابيات والدِّداسِنْ.. وسيارات الديانا.. المحملة بكل شيء.. والشيولات التي تغلق الشوارع.. والمحظوظ.. هو من يملك (دوج) أو جيب.. ويعشق (الدَّبَلْ) ويطمر الرصيف ويترك الزحام في مكانه.. ** لو أردت تمشية أولادك.. ما قِدامك إلا الثمامة.. تخرج بأولادك هناك وتفرش (بساط) وحولك.. زجاج مكسَّر.. وقواطي.. وفطيس.. وكروش.. وكراعين.. وجلود.. ويجب أن تكون (النِّعْلِة) جاهزة.. لقتل عقرب أو حية.. أو جرذي في حجم (الصَّخَلْ) . ** سطول التمر.. تملأ الأرصفة.. وسيارات السيدلان.. تسد المنافذ.. ** في الرياض.. تشتكي عيادات الدم.. من كثرة مرضى ضغط الدم.. والسكري وتشتكي.. عيادات الباطنية.. من كثرة مرضى.. القولون العصبي والمرارة.. ** في الرياض.. مخططات بالجملة للبيع.. وعقاريون وشريطية.. ووسطاء.. ولوحات في كل مكان مكتوب عليها (لدينا أراضي منح للبيع.. ونشتري أراضي المنح) . ** في الرياض.. سوق الحمام.. يوجد فيه كل شيء.. ابتداءً من (الدْيكة) وانتهاءً بالضبان. ** في الرياض.. هناك أكثر من مَجْلَبَةٍ للغنم. ** وفي الرياض (أخْيَسْ) مجاري في العالم. ** وفي الرياض.. أحياء يموت (البعِيْر) من شدة روائحها الكريهة. ** وفي الرياض.. الشارع مغلق.. وأمامك حفريات.. وأمامك نقطة تفتيش.. وممنوع الوقوف.. وممنوع الانتظار و (جَنِّبْ) يا راعي الكامري.. ووقِّف.. يا راعي الكابرس.. ** في الرياض.. مواعيدك كلها.. إما لتسديد مخالفة مرورية.. أو مراجعة مكاتب وزارة المياه.. لأن العداد (يِصْفِر) أو تدور في الأحياء بحثاً عن وايت شفط.. أو سرى في عيادة الأسنان.. أو (شحّاذ) يقص عليك سيرته الحياتية.. أو .. تهاوش مع خباز أو قصّاب..