وأنا أقرأ الخبر المحزن عن سرقة مكتب الجزيرة بجدة في عدد الأحد قبل الماضي 22-6-1425ه، تبادر إلى ذهني المثل القائل (رب ضارة نافعة) وذلك لأمرين: أولهما: أن انتشار السرقة في المجتمع ضرر وخطر، ولهذا كان من الضروريات الخمس التي تكلف الإسلام بحفظها لمعتنقيه: حفظ الأموال، فجاء في الشريعة النهي عن الاعتداء على مال الآخرين، وإن ذلك من الكبائر بل جاءت بقطع يد السارق كما قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (38) سورة المائدة. والجزيرة حين تفجع بهذا الحادث فهي تنتظم في سلسلة الفواجع التي شملت: المدارس، والمحلات والمساجد والسيارات والمنازل.. و.... و... الخ. وإذا كانت بعض هذه الحوادث ناتجة عن حالات فردية فإن بعضها يدل على أن هناك مجموعات منظمة لمثل هذه الأعمال المشينة مما يستدعي وقفة قوية لصد هذا التيار الجارف فإن فيه معنى الإرهاب الذي أجمع الناس على محاربته. ثانيهما: أن النفع المرجو من الحادثة: هو أن تقوم الجزيرة بالخطوة الأولى على طريق الاصلاح، حين تستكتب العلماء والمتخصصين لدراسة الظاهرة من جميع جوانبها ثم تجمع تلك الرؤى والمقترحات وترفع الى المقام السامي لتفعيلها في الواقع الملموس. إننا ندعو أصحاب القرار إلى عدم التساهل في الأمر، وإلى التشهير بالمجرمين، وتصوير الأيدي المقطوعة في الصحف والتلفاز لما فيه من زجر الآخرين وبمثله قال الله تعالى حول جريمة الزنا {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (2) سورة النور. وليس في ذلك هدر لمكانة الإنسان مما قد تهذي به منظمات الحقوق لأن خالق البشر أعلم بمصالحهم وهو العليم الحكيم، ثم إن السارق هو الذي أرخص نفسه بفعله المشين فاستحق العقوبة. عز الأمانة أغلاها، وأرخصها ذُل الخيانة، فافهم حكمة الباري ويبقى الموضوع بحاجة منك - أخي القارئ - إلى إثراء، ودلوٍ تلقيه مع الدلاء.