يقول الله - عز وجل: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}. مع كثرة المناسبات من الزواجات والعزائم، خاصة في الإجازة الصيفية حينما تكون قصور الأفراح والاستراحات قد فاضت بكثرة الحجوزات اليومية، والتي غالباً تكون في موسم الإجازة الصيفية ليلا؛ إذ تكثر الأفراح وتكثر الوجبات الغذائية بجميع أنواعها أصنافاً، ومن كل نوع وشكل، ويبقى الضيف أمام السفرة الممتدة على طول الكم من الأمتار أو الطاولات التي تسمى البوفيه المفتوح والفاكهة التي من كل نوع، والمشاريب من كل لون وصنف. كل هذه تعمد الشخص المضيف أن يفعلها لكي يفخر بها والناس تأكل والكثير من يترك بقايا الطعام متناثرة على السفرة من جميع الاتجاهات، وحينما تمتد يده على الفاكهة يأكل الشخص ربع البرتقالة أو نصفها والباقي يبقى لنهاية مطاف الوجبة ويرمى في الأماكن البعيدة عن القصور أو الاستراحات، ويبقى الطعام بين طنين الذباب والناس تقترب من الطعام لربما وتقول (هناك تبذير) للأسف الإنسان ينطقها ولكن لا يقتدي بها أو لربما يشعر بها، وهناك الكثير ممن يموت جوعاً في إفريقيا وبعض البلدان الفقيرة. أصبحنا نعلم وهذه هي المشكلة ونحن نقول إن شاء الله سيكفي المعازيم أي أننا نظن أن ما سنقدمه للضيف قليل، ولكن لا نقيم من سيكون على وجبة الغداء أو العشاء مثلا، والمشكلة ايضا اننا نتباهى بما نقدمه للضيوف، الكم من صينيات الحلوى بشتى الأنواع نتركها بعد الوجبة ولا نعلم عنها سوى أننا ندفع الكثير من المال في هذه الأصناف التي بدأ الكثير يحضرها قبل المناسبة بساعات من محلات الحلويات والمخابز المنتشرة في الآونة الأخيرة. عندما يرى الإنسان المأكولات بشتى أنواعها يتلذذ بشكلها ولكن المشكلة أننا عندما نضع يدنا على أي من الأصناف الغذائية لكي نأكل شيئاً منها تقف كل الرغبات لكثرة الأكل فيصبح شعورنا أنه تبذير. المشكلة في النهاية أننا عندما نجلس أمام السفرة نأخذ مكاننا جيداً وفي النهاية عندما ننتهي ربما شيء من الأرز قد تناثر خارج السفرة والضيوف تمر من جانب السفرة وتدوس النعمة بأقدامها!؟ * الدلم- [email protected]