أوقعت الهجمات التي تشنها القوات المتعددة الجنسيات وقوات الشرطة العراقية ضد ميليشيات جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر خلال الساعات ال24 الماضية ما لا يقل عن 52 قتيلاً و174جريحاً في عدد من المدن وخصوصاً النجف، حيث تشن الطائرات الحربية هجمات ضد مواقع وسط المدينة. وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ الهدنة التي تم التوصل إليها بين البيت الشيعي والقوات متعددة الجنسيات في حزيران- يونيو الماضي. وتعهدت الحكومة العراقية بالقضاء على الميليشيات غير القانونية التي تعمل في البلاد، مؤكدة أن الهجمات التي تشن حالياً ضد ميليشيات جيش المهدي التابعة ستتوسع لتشمل مناطق أخرى من العراق. وقال جرجيس هرمز سادة المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي: (نحن مقتنعون مائة في المائة بأنه يجب ألا تبقى هناك ميليشيات لأي كان في العراق). وفي مدينة النجف أفاد شهود عيان أن دبابات أمريكية بدأت تتقدم نحو وسط المدينة حيث تتمركز جماعات مسلحة من ميليشيات مقتدى الصدر. وقال الشاهد صباح أحمد أن (دبابات أمريكية بدأت تتقدم من ساحة ثورة العشرين إلى ساحة الميدان حيث مدخل المدينة القديمة (وسط) التي تسيطر عليها جماعات الزعيم مقتدى الصدر. وأضاف أن (هذه الدبابات تلاقي مقاومة عنيفة من عناصر ميليشيات جيش المهدي مما أوقف زحفها بالقرب من مكتب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم. وكان مراسل وكالة فرانس برس قد أشار إلى أن الطيران الأمريكي قصف بالصواريخ مواقع في مدينة النجف وفي مقبرة المدينة حيث يتحصن عناصر من ميليشيا الصدر. وأشار المراسل إلى أن المدينة تعرضت لقصف عنيف من الطائرات الأمريكية وان سحب الدخان تتصاعد من بعض المباني وسط المدينة حيث ينتشر عناصر من ميليشيات جيش المهدي وهم يحملون القذائف المضادة للدبابات والأسلحة الرشاشة بكافة أنواعها. وبدت شوارع المدينة خالية من حركة السير والمارة والمحلات التجارية والدوائر الحكومية مقفلة. ولليوم الثاني على التوالي تعيش المدينة محرومة من الكهرباء والماء والخطوط الهاتفية الأرضية. ومنذ الخميس قتل عشرة عراقيين وأصيب 40 بجروح في النجف كما أفاد مصدر طبي في مستشفى النجف العام، كما أسقطت مروحية أمريكية وأصيب اثنان من أفراد طاقمها بجروح. ووفي الكوفة القريبة من النجف استقبل مستشفى المدينة ثلاثة قتلى وتسعة جرحى حسب الطبيب ناصر رضا. وفي مدينة الصدر في بغداد قتل 26 عراقياً وأصيب تسعون آخرون بجروح خلال الاشتباكات التي وقعت بين القوات الأمريكية وأنصار مقتدى الصدر ليل الخميس الجمعة، حسبما أفاد مسؤولون في عدد من مستشفيات المدينة. وقال الطبيب حسن نجم من مستشفى الصدر العام لوكالة فرانس برس: إن (المستشفى استلم جثة 18 قتيلاً و73 جريحاً). وأوضح أن (من بين القتلى امرأتين وأربعة أطفال). ومن جانبه أكد الطبيب خالد جبار لفتة من مستشفى الجوادر العام أن (المستشفى تسلم ثمانية قتلى و17 جريحاً). ويشار إلى أن مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية التي تقع شرق العاصمة العراقيةبغداد كانت قد شهدت ليلة الخميس الجمعة اشتباكات عنيفة بين أنصار مقتدى الصدر والقوات الأمريكية. وفي مدينة البصرة (550 كلم جنوببغداد) التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، قتل ما لا يقل عن خمسة عراقيين وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خلال الاشتباكات التي وقعت بين ميليشيات جيش المهدي والقوات البريطانية. ولم يؤكد الجيش البريطاني هذه الحصيلة لكنه أكد أن المفاوضات مستمرة مع أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. ومن جانبه قال سالم عودة نائب المحافظ الذي يعد أحد أنصار الزعيم الشيعي: (إننا نرفض آية مفاوضات مع قوات الاحتلال، هم اقترحوا علينا إطلاق سراح أربعة من أنصار جيش المهدي كانوا قد اعتقلوهم قبل يومين ولكننا لم نرد على هذه المقترحات بعد). وأضاف (سنستمر في القتال في البصرة طالما أن الوضع في مدينة النجف لم يعد إلى حالته الطبيعية، أن المقاومة لن تتوقف واعتقد أن تستمر المعارك هذا اليوم). وفي مدينة الناصرية قتل سبعة مدنيين وأصيب 13 بجروح ليلة الخميس الجمعة خلال اشتباكات بين القوات الإيطالية وميليشيات مقتدى الصدر، حسب ما أفاد مسؤول في الشرطة العراقية لوكالة فرانس برس. وسمع أصوات إطلاق نار متقطع في المدينة التي بدت شوارعها شبه خالية صباح أمس كما انقطع التيار الكهربائي عنها. وقال شهود عيان: إن أربعة ملثمين هاجموا أحد مراكز الشرطة في الجانب الشرقي من المدينة مما دعا رجال الشرطة إلى الرد عليهم وإجبارهم على الفرار دون وقوع ضحايا أو أضرار مادية في المبنى. وفي مدينة العمارة (366 كلم جنوببغداد) أصيب ثمانية مدنيين في اشتباكات وقعت بين أنصار الصدر والقوات البريطانية، حسب ما أفاد الطبيب مصطفى علي عبد الله من مستشفى الزهراوي. وقال الجيش البريطاني: إن 28 قذيفة هاون سقطت على مقر القوات متعددة الجنسيات دون أن توقع ضحايا. وفي كربلاء فرضت قوات الشرطة العراقية إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون وقوع اشتباكات كتلك التي تحصل في عدة مدن شيعية أخرى في جنوبالعراق، حسب ما أفاد مسؤول في الشرطة. وقال مصدر في الشرطة: إن (الشرطة كثفت إجراءاتها الأمنية ودورياتها ونقاط التفتيش في إجراءات احترازية لتجنب وقوع اشتباكات كتلك التي تشهدها بقية المدن العراقية).