قتل وكيل وزارة الخارجية العراقية بسام كبة صباح أمس برصاص مجهول اطلق النار على سيارته في بغداد. وأصيب جنديان من قوات "التحالف" وعنصران من الشرطة العراقية بجروح في بعقوبة، وأصيب جنديان اميركيان في هبوط اضطراري لمروحيتهما. وعاد التوتر الى النجف بعد تبادل القوات الاميركية النار مع "جيش المهدي"، واعادة انتشار أنصار الصدر في مركز المدينة. قتل وكيل وزارة الخارجية العراقية بسام كبة صباح أمس برصاص مجهول اطلق النار على سيارته لدى مغادرته منزله في بغداد الى عمله. وقال الناطق باسم الوزارة ثامر الأعظمي ان "وكيل الوزارة المكلف شؤون المنظمات الدولية والتعاون بسام كبة اغتيل هذا الصباح أمس برصاص أطلقه عليه مجهول". وأصيب في الهجوم سائقه ايضاً بجروح. وأضاف ان كبة قتل في حي الاعظمية قرب مسجد العساف بعد مغادرته منزله ونقل جريحاً الى مستشفى النعمان في المنطقة نفسها حيث توفي من اصابات في بطنه. ونعت وزارة الخارجية العراقية كبة في بيان قالت فيه: "تعرض السيد بسام كبه وكيل وزارة الخارجية لاعتداء آثم لئيم قرب جامع العساف في الاعظمية فأصيب بطلق ناري نقل على اثره الى مستشفى النعمان لكنه توفي في المستشفى متأثراً بجروحه". وأضاف البيان "على رغم ان السلطات المختصة تحقق في هذه الجريمة البشعة، فإن العملية تحمل كل بصمات انصار نظام صدام حسين الشيطاني". وتابع: "لن نخاف من انصار صدام حسين. وسنواصل العمل كي يعود العراق عضواً مسالماً ومسؤولاً في المجموعة الدولية". ودانت الوزارة "هذه العملية الدنيئة ضد رجل كان مثالاً للنزاهة والاخلاص وحب الوطن". وأعربت "عن عميق حزنها لفقده في هذه المرحلة الحاسمة". وكان كبة، وهو شيعي من مدينة النجف، مستشاراً ديبلوماسياً لطارق عزيز نائب رئيس الوزراء في عهد صدام حسين، بعد ان كان سفيراً للعراق لدى الصين. وبعد سقوط نظام صدام حسين، انضم الى لجنة المتابعة في الوزارة الى جانب عقيلة الهاشمي عضو محلس الحكم الانتقالي التي اغتيلت في ايلول سبتمبر 2003 امام منزلها في بغداد. وكبة اول مسؤول حكومي يتعرض للاغتيال منذ تشكيل الحكومة الموقتة الجديدة في الاول من الشهر الجاري. وفي النجف تبادلت القوات الاميركية اطلاق النار مع أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس حيث تقدمت ثلاث دبابات اميركية بمحاذاة مقبرة وادي السلام في النجف واغلق جنود المدخل الشمالي للمدينة، فتصدى لها عناصر من "جيش المهدي" بالأسلحة الرشاشة وقذائف "آر بي جي" ما أجبرها على الانسحاب الى خارج المدينة. ولم توقع تلك الاشتباكات اي خسائر من الطرفين. لكن لوحظت عودة المظاهر المسلحة الى المدينة، مع اعادة افراد "جيش المهدي" انتشارهم في مركز المدينة، خصوصاً نقطة التفتيش المؤدية الى ضريح الامام علي بن ابي طالب، ونصب مدافع هاون في مقبرة وادي السلام. وأدى ارتفاع حدة التوتر إلى فرار الناس واغلاق المحال التجارية أبوابها ثم أعيد فتحها. وقتل الخميس ستة اشخاص، بينهم عنصران من ميليشيا الصدر، واصيب 29 على الأقل بجروح بينهم 10 من عناصر الشرطة في أخطر اشتباك في النجف بين ميليشيا الصدر والشرطة منذ بدء الاشتباكات قبل شهرين. من جهة أخرى أعلن محافظ النجف عدنان الزرفي "ان جيش المهدي افرج عن رجال شرطة كان خطفهم اثناء الهجوم على مركز الشرطة في غوري" الخميس الماضي. وافاد عناصر في "جيش المهدي" انه أفرج عن رجال الشرطة، الذين لم يكشف عن عددهم، بناء على امر من قائدهم مقتدى الصدر. وكان قائد شرطة النجف اللواء غالب الجزائري اعلن ان ستين شرطياً كانوا في المركز لحظة الهجوم، لكن لم تصدر اي اشارة عن عدد الذين اعتقلهم أنصار الصدر اثر الهجوم. واكد الذرفي ان رجال الشرطة في النجف تسلموا تجهيزات جديدة واسلحة خصوصا اجهزة اتصال متطورة جدا وقاذفات قنابل مضادة للدروع. ولا يزال ستة من عناصر الشرطة مفقودين منذ اندلاع الاشتباكات الخميس الماضي بين قوات "جيش المهدي" وشرطة مركز الغري. وينفي "مكتب الصدر" وجود العناصر المفقودين لدىه، بينما يؤكد ذووهم أن عناصر من "جيش المهدي" أسرتهم عند اندلاع المعركة حسب ما قال ل"الحياة" والد الملازم أول عقيل الذي فقد اثناء المعركة، والذي أكد أن ابنه "سلم نفسه الى جيش المهدي رافضاً القتال مع اخوانه" وفق ما أكده له زملاؤه من رجال الشرطة. وكان الزرفي أثار موضوع المخطوفين ودعا "مكتب الشهيد الصدر" إلى الافراج عنهم، بينما نفى الشيخ يحيى البغدادي، احد القضاة الشرعيين في المحكمة الشرعية التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ان يكون لديهم أي معتقل أو أسير. وقال ل "الحياة": "هذا كله اشاعات وافتراءات يريدون بها تشويه سمعة جيش الامام المهدي. وهذه السجون امامكم يمكن لكم الدخول لتتحققوا بأنفسكم". على صعيد آخر، قال ناطق عسكري اميركي ان "مروحية أميركية هبطت اضطرارياً شمال بغداد أمس ما أدى الى اصابة جنديين بجروح طفيفة". واضاف "انقلبت المروحية واشتعلت فيها النيران". وقال انه لم يتضح ما اذا كانت "نيران معادية" السبب في الهبوط الاضطراري للمروحية بين بغداد والتاجي حيث توجد قاعدة عسكرية اميركية. وأعلن ناطق عسكري آخر ان جنديين من قوات "التحالف" وعنصرين من الشرطة العراقية اصيبوا بجروح أمس اثر انفجار قنبلتين في مدينة بعقوبة 60 كلم شمال شرق بغداد. وأوضح ان قنبلة انفجرت في احد الاحياء الشرقية للمدينة ما ادى الى اصابة جنديين من قوات "التحالف" بجروح. وأضاف ان "قنبلة ثانية انفجرت غرب المدينة ما ادى الى اصابة عنصرين من الشرطة بجروح". إلى ذلك، أفاد شاهد ان قنبلة انفجرت أمس لدى مرور قافلة اميركية في بلدة الكرمة 20 كلم شرق الفلوجة ما أدى الى احتراق احدى العربات وهي من نوع "هامفي". ولم يعط الجيش الاميركي أي ايضاحات عن الحادث.