حفل هذا العدد من مجلة الفيصل الثقافية الشهرية بموضوعات أدبية وفنية وتاريخية كثيرة، واستطلاعات مصورة، بدأت بتحقيق حول (المتغيرات الحضارية والاجتماعية لسكان مركز النمو بمنطقة عسير)، أعدّه د. أنور بن محمد آل خليل، تناول فيه التحولات الإيجابية التي طرأت على حياة سكان مراكز النمو والإسكان الخيري بمنطقة عسير، موضحاً أن الغرض من إنشاء هذه المراكز هو تخليص فئات من أبناء المجتمع من حالة الرتابة والخمول والاتكالية، ثم خلق تنشئة اجتماعية حديثة، وقد جاءت الدراسة عن خيرية الملك فيصل بالحريضة، وخيرية الأمير سلطان بالقحمة. وكتب يوسف الطالبي مقالة بعنوان: (الاتصال والإعلام: إشكالية المصطلح والتباس المفهوم)، أوضح فيها أن المصطلح وضبطه يشكلان حجر الزاوية في بناء المعرفة، كما أن أهداف وسائل الإعلام تقوم على: التعليم والتثقيف والتوعية، والترفيه، بالإضافة إلى تنوير الرأي العام المحلي والدولي، وتكوين ثروة من المعلومات حول المجتمعات المعاصرة، ونقل المعرفة والثقافة. وكتب معتصم زكي السنوي عن (ما تقدمه الفلسفة للإنسان المعاصر)، شارحاً أنه لا يوجد في الفلسفة فرض عقلي لا يقبل الرفض، ولا توجد نظرية تتفوق على ما عداها، وهذا هو ما يخلق جو الحرية الكامل داخل إطار الفلسفة. وجاء موضوع الغلاف بعنوان: (عندما تؤكل البذور: مفهوم البنك الدولي الجديد حول الرخاء العالمي) تناول فيه غسان أبو السعود المفهوم الجديد الذي طرحه البنك الدولي لتحديد معنى الرخاء والادخار المجدي، والمتمثل في أنه لا بد من حسم كلفة استهلاك الموارد الطبيعية من الأداء الاقتصادي الإجمالي لمعرفة الادخارات الحقيقية، وهذا ما جعل بعضهم يرى أنه ليس ثمة إنسان عاقل يأكل البذور أو يدمر التربة، لأن ذلك يعني فقدان الحصاد مستقبلاً. وفي مجال التاريخ كتب عبدالقادر بلمعلم أحدو عن (المجتمع القرطبي في القرن الخامس الهجري) مسلطاً الضوء على هذا المجتمع خلال عصر دول الطوائف، وما شهدته من ظواهر اجتماعية في القرن الخامس الهجري، وعادات بعض شرائح المجتمع، وموقف سكانها من التدخل المرابطي في الاندلس. وكان استطلاع العدد بعنوان (الأرجنتين: ملتقى الباحثين عن أسرار الطبيعة) تناول فيه د. غازي سليمان حاتم المقومات السياحية في الأرجنتين، وأهم المعلومات عنها، مع سرد تاريخي، وتعريف بعاداتها وتقاليدها وفنونها. وفي مجال الأدب تناول أحمد حسن الخميسي (تلاميذ المدارس في الشعر العربي المعاصر) وأورد كثيراً من الأشعار التي تصورهم في مختلف أوقاتهم (داخل الصف وخارجه)، كما تحدث عن التعليم بوصفه عملاً شاقاً ومهمة صعبة، ويزيد من متاعبه شغب التلاميذ وضجيجهم. وجاءت قصائد العدد: (اعتذار) لفوزية العلوي، و(هناك) لمحمد الجلواح. ومن القصص القصيرة في العدد: (الدن الصغير) لجي دي موبسان، ترجمة: عبدالجليل مصطفاوي، و(الموت بين عقارب الساعة) لنورة ضحيان العتيبي. وقدم د. سهيل صابان عرضاً لكتابين عن (فن الخط والتذهيب والزخرفة في تركيا) الأول بعنوان أمير الخط: حسن جلبي، والثاني بعنوان: فن التذهيب (الزخرفة)، لنوليفر كرت فيز، وقدم محمد سيد بركة عرضاً لكتاب (الفلاكة والمفلوكون) لأحمد بن علي الدلجي الذي تناول سوء الحظ الملازم لبعض الناس. وجاء حوار العدد مع المستشرق جيل كيبيل المتخصص في دراسات العالم الإسلامي، قدّم فيها عرضاً تاريخياً مع بعض الرؤى التي قد تتفق الناس حولها أو يختلفون، وكان جيل قد قدّم، قبل هذا اللقاء، محاضرة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن (الإسلام السياسي المعاصر). وتضمن العدد الأبواب الثابتة: (رسائلكم)، و(ردود وتعقيبات)، والمسابقة التي رصدت عدداً من الجوائز القيمة للفائزين، و(الملف الثقافي) الذي يرصد الحركة الثقافية العربية والعالمية خلال الشهر، وختم العدد ب(خاتمة المطاف) بعنوان (القصبات: تراث معماري مغربي مهدد بالاندثار) لإبراهيم ايت حو.