تأمل البحرين في مواصلة إنجازاتها في كأس أمم آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين حتى 7 أغسطس الحالي عندما تواجه اليابان حاملة اللقب في جينان، في حين يلتقي أصحاب الأرض مع إيران على استاد العمال في بكين اليوم الثلاثاء في الدور نصف النهائي. وسبق لإيرانواليابان فقط أن أحرزتا اللقب، ففازت به الأولى ثلاث مرات متتالية أعوام 1968 و1972 و1976م، والثانية مرتين عامي 1992 و2000م، في حين كان أفضل إنجاز للصين وصولها إلى المباراة النهائية في الدورة الثامنة في سنغافورة عام 1984 قبل أن تخسر أمام السعودية، بينما تشارك البحرين في النهائيات للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1998م حين خرجت من الدور الأول. ولم تعد الترشيحات مجدية في هذه المرحلة من البطولة التي شهدت أحداثاً كثيرة ولكنّ لكل منتخب حقاً مشروعاً بالتطلع إلى إحراز اللقب بعد التأهل إلى نصف النهائي. ويرفع المنتخب البحرين الراية العربية وحيداً في دور الأربعة بعد خروج سبعة منتخبات عربية شاركت في البطولة هي السعودية بطلة 1984 و1988 و1996م والكويت بطلة 1980م والإمارات وصيفة 1996م وقطروعمان (من الدور الأول) والأردنوالعراق (من ربع النهائي). وقد يستفيد المنتخب البحريني كثيراً من يوم راحة أكثر من نظيره الياباني لكن عليه أن يكون حذراً لأن فوز الأخير (الدراماتيكي) على الأردن في ربع النهائي سيرفع معنويات لاعبيه ويزيد إصرارهم على الاحتفاظ باللقب. وقدم الأردن هدية الفوز إلى اليابان بعد أن تحكم بالمجريات في الوقت الأصلي مهدراً عدداً من الفرص الخطرة للتسجيل، ثم سنحت له بعض المحاولات في الوقت الإضافي لكن النتيجة بقيت 1 -1 ، فلجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي شهدت حدثاً فريداً من نوعه. فبعد أن أهدر لاعبان يابانيان ركلتيهما، سنحت فرصة ذهبية للأردن لحسم الأمور في مصلحته ومتابعة الطريق إلى نصف النهائي لمواجهة البحرين في قمة عربية، لكن اليابانيين اعترضوا على سوء أرض الملعب عند تنفيذ الركلات وطلبوا نقل مكانها إلى المرمى الثاني، فاستجاب الحكم الماليزي محمد صالح صبحي الدين واعتمد المرمى الثاني بعد الركلة الثالثة ما رفع من معنويات اليابانيين وأثر على الأردنيين في الوقت ذاته فحسم حامل اللقب الركلات بنتيجة 4 -3. وكان المنتخب الياباني حتى الآن بعيداً جداً عن مستواه المعهود وتأثر بشكل واضح بالإصابات التي تعرض لها بعض نجومه قبل البطولة، لكن اللاعبين اليابانيين أكدوا انهم مصممون على الحفاظ على اللقب رغم الظروف التي مروا بها حتى الآن. وقال المهاجم المتألق تاكايوكي سوزوكي (أظهر اللاعبون اليابانيون إرادة كبيرة حتى الآن أهلتنا إلى نصف النهائي وستقودنا إلى إحراز اللقب)، معلقاً على المباراة الأخيرة مع الأردن بقوله: (كانت مباراة صعبة جداً لكنني سعيد بأننا فزنا بها ما سيزيد تصميمنا على الفوز في نصف النهائي أيضاً). في المقابل، لم يعد المنتخب البحريني يخشى شيئاً بعد أن فرض احترامه على جميع المنتخبات التي واجهها حتى الآن، فأكد قدرته على خلق الفرص وبناء الهجمات المنظمة المدروسة معولاً على لاعبين من العيار الثقيل في خط الوسط هما محمد سالمين وطلال يوسف، وعلى مهارة العديد من اللاعبين الآخرين. واللافت أن التشكيلة البحرينية تضم 18 لاعباً من أصل 22 تقل أعمارهم عن سن ال24، ويحسب لهم تعاملهم مع مجريات المباريات حتى الآن بروح قتالية عالية وخبرة ميزتهم في المباريات الأربع التي خاضوها. وكان المنتخب البحريني نداً قوياً لأصحاب الأرض في المباراة الافتتاحية وخطف نقطة التعادل 2 -2 في الوقت القاتل بعد أن تقدم في البداية، وانتزع نقطة ثانية من تعادل آخر مع قطر 1 -1 في الثواني الأخيرة أيضاً، ثم أكد تطور مستواه بفوزه على إندونيسيا 3 -1 وبلغ ربع النهائي حيث تغلب على اوزبكستان بركلات الترجيح 4 -3 بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي 2 -2 . الصين - إيران انتظر منتخب إيران حتى مباراته مع كوريا الجنوبية في ربع النهائي لكي يقدم عرضاً يليق بإمكانات لاعبيه بعد أن كان أداؤه باهتاً في الدور الأول، ففي البداية فاز على تايلاند المتواضعة 3 - صفر ثم افلت من خسارة أمام عمان وخرج بنقطة ثمينة اثر تعادلهما 2 -2 ساعدته كثيرا في بلوغ دور الثمانية، ثم تعادل سلبا مع اليابان في مباراة خلت من اللمحات الفنية والأفكار الكروية. ولكنه ظهر بمستوى مرتفع جدا أمام كوريا الجنوبية وكان صاحب المبادرة منذ البداية فسجل ثلاثة أهداف وجاء الرابع عبر لاعب كوري عن طريق الخطأ، لكن تلقت شباكه ثلاثة أهداف أيضاً مما يكشف وجود ثغرات دفاعية واضحة يتعين على المدرب الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش وضع حد لها قبل المواجهة مع الصين التي تتميز بأداء سريع خصوصاً عبر الأطراف. وتألق الثنائي مهدي مهدافيكيا وعلي كريمي أمام كوريا الجنوبية وكانا مفتاح الفوز، الأول بتمريراته المتقنة والثاني بأهدافه، وسيكون عليهما عبئاً كبيراً أمام الصين. واعتبر برانكوفيتش (أن الفوز على كوريا الجنوبية منح لاعبيه ثقة إضافية لمواصلة مشوارهم نحو اللقب بعد كل ما رافقهم في المباريات السابقة). وسيتمكن برانكوفيتش من الحصول على خدمات المدافعين رحمن رضائي وعلي بدوي مجدداً بعد أن نفذا عقوبة الإيقاف مباراتين اثر عراكهما في المباراة ضد عمان في الجولة الثانية من الدور الأول، لكن يبقى محمد نصرتي موقوفا لمباراتين أخريين. ولم يؤكد الهداف الإيراني العملاق علي دائي حضوره في البطولة حتى الآن واكتفى بهدف واحد في أربع مباريات لكنه أكد أن الأهم فوز المنتخب بقوله: (لا يهم أن سجلت أنا أم أحد زملائي بل المهم أن نحقق الفوز)، مضيفاً (احذر منتخب الصين من أن عاملي الأرض والجمهور لن يكونا كافيين له للاستمرار في البطولة، فنحن سنلعب بثقة زائدة بعد فوزنا على كوريا الجنوبية ولا نخاف أصحاب الأرض أبدا إذ إننا قادرون على هزيمة أي منتخب). ولن يفوت الصينيون فرصة استضافتهم النهائيات دون إحراز اللقب الأول لهم في البطولة لكي يؤكدوا أنهم باتوا فعلاً من عمالقة الكرة الآسيوية، لكنهم لم يقدموا حتى الآن ما يؤكد ذلك رغم فوزهم السهل على العراق في ربع النهائي 3 -صفر. ويتميز الأداء الصيني بالسرعة والهجمات المرتدة والتمريرات الخطرة عبر الأطراف، لكن المدرب الهولندي اري هان لم يوظف حتى الآن قدرات لاعبيه جيدا رغم تألق العديد منهم وفي مقدمتهم الهداف المخضرم هاو هايدونغ الذي قال: (من يشاهد مباراتنا الأولى مع البحرين ومباراتنا الأخيرة مع العراق يرى مدى التطور الذي طرأ على أدائنا في هذه البطولة). أما هان فقال (فوجئت بالطريقة التي لعبت بها كوريا الجنوبية أمام الإيرانيين لأنها سمحت لهم باللعب بحرية دون الضغط عليهم)، مضيفاً (اعترف بأن إيران قوية وهذا ما أظهرته بتسجيلها أربعة أهداف في مرمى كوريا، لكن لا بد من الإشارة إلى أنها سجلت تسعة أهداف ومنيت شباكها بخمسة في أربع مباريات، بينما سجلنا 11هدفاً وسجل في مرمانا هدفان، ولهذا السبب أنا واثق من قدرة منتخب الصين على الفوز بالمباراة). وتتفوق إيران على الصين في المواجهات ال 15 بينهما من خلال تحقيقها 9 انتصارات.