انحصر لقب بطل كأس اسيا الثالثة عشرة لكرة القدم المقامة في الصين حتى السبت المقبل بين صاحب الارض الصين وحاملة اللقب اليابان، اي انه سيكون من نصيب شرق القارة وذلك بعد خروج اخر ممثلين لغربها من نصف النهائي امس الأول الثلاثاء. وشهد نصف النهائي مواجهة بين منتخبين من شرق اسيا واخرين من غربها ومالت فيها الكفة لمصلحة الشرق بفوز اليابان الصعب على البحرين 4-3 بعد التمديد، والصين على ايران 4-3 بركلات الترجيح اثر تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1. وللمرة الاولى منذ عام 1968، يفشل اي منتخب من غرب اسيا في التأهل الى المباراة النهائية، وباستثناء اللقب الذي فازت به اسرائيل عام 1964 قبل ان تطرد من الاتحاد الاسيوي، فان الغرب يتفوق على الشرق في عدد مرات احراز اللقب برصيد سبع مرات مقابل اربع مرات فقط لشرقها.وتحتكر كوريا الجنوبيةواليابان الالقاب الاربعة لشرق القارة، الاولى فازت باللقبين الاولين عامي 1956 و1960 وعبثا تحاول منذ ذلك الحين اعادة الوصل معها، فيما احرزت اليابان لقبيها عامي 1992 و2000. اما بالنسبة الى منطقة غرب اسيا، فان ايران كانت اول من دون اسمه في سجلات البطولة عندما احرزت اللقب ثلاث مرات متتالية وهي الوحيدة التي حققت هذا الانجاز حتى الان اعوام 1968 و1972 و1976، تلتها الكويت عام 1980 وكانت اول دولة عربية تفوز باللقب، ثم فرضت السعودية نفسها واحدة من عمالقة الكرة الاسيوية حيث توجت بطلة ثلاث مرات اعوام 1984 و1988 ثم 1996. وتملك منطقة شرق اسيا فرصة رفع عدد القابها الى خمسة في البطولة الثالثة عشرة، التي ستتوج الصين للمرة الاولى في تاريخها، او اليابان للمرة الثالثة لتعادل الرقم القياسي المسجل باسم السعودية واليابان. يذكر ان اليابان لم تخسر اي مباراة نهائية لبطولة كأس اسيا بل فازت في المرتين السابقتين وتحديدا على السعودية، على ارضها عام 1992 ثم في لبنان عام 2000، اما الصين فتبلغ النهائي للمرة الاولى منذ عشرين عاما وتحديدا منذ خسارتها نهائي الدورة الثامنة في سنغافورة امام السعودية. وكانت البحرين على وشك قلب المعادلة والابقاء على فرص غرب اسيا حتى المباراة النهائية لانها كانت متقدمة على اليابان حتى الدقيقة الاخيرة 3-2 قبل ان يسجل يوجي ناكازاوا هدف التعادل فارضا وقتا اضافيا خطف فيه كييجي تامادا هدفا في الدقيقة الرابعة فشل البحرينيون بعد في تعويضه. ولم يكن عبور الصين الى النهائي سهلا ايضا بل بعد ركلات الترجيح 4-3 اثر انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي 1-1، علما ان ايران لعبت ناقصة الصفوف بعد طرد ستار زادة قبل نهاية الشوط الاول بخمس دقائق ورغم ذلك لم يستفد اصحاب الارض من تفوقهم عدديا طوال خمسين دقيقة في الوقت الاصلي وثلاثين في الاضافي. وعانت اليابان الامرين امام منتخبات غرب اسيا، فأولا خطفت فوزا صعبا على عمان في الجولة الاولى من الدور الاول 1-صفر، ثم تعادلت مع ايران صفر-صفر في الثانية في مباراتين صعبتين جدا عجزت فيهما عن فرض اسلوبها او سيطرتها على المجريات. وفي ربع النهائي، واجهت اليابان منتخبا اخر من غرب اسيا هو الاردني الذي قدم ارقى مستوياته في البطولة الاسيوية في مشاركته الاولى فيها، فبعد ان انتهى الوقت الاصلي بالتعادل 1-1، خاض المنتخبان وقتا اضافيا سنحت فيه فرصة ذهبية للاردن لحسم الامور قبل ثوان من انتهائه اثر كرة من انس الزبون الى جانب المرمى، ليحتكمان الى ركلات الترجيح التي سجلت فيها حادثة تاريخية. 1فبعد ان اطاح لاعبان يابانيان ركلتيهما فوق المرمى، طلب المدافع تسونياسو ميياموتو من الحكم الماليزي محمد صالح صبحي الدين تغيير نقطة تنفيذ ركلات الترجيح الى المرمى الثاني بسبب سوء ارض الملعب، فدخل الحكم التاريخ ونقل مكان تنفيذها في قرار لا سابق له حتى الان، ما رفع من معنويات لاعبي اليابان فقلبوا النتيجة وحسموا الركلات 4-3 وحجزوا بطاقتهم الى نصف النهائي. وفي دور الاربعة، كان قدر اليابانيين ايضا مواجهة منتخب من غرب اسيا لفت الانظار وقدم اداء متميزا وشموليا هو المنتخب البحريني، وعانى حامل اللقب كثيرا، فتخلف في الشوط الاول بهدف عبر علاء حبيل، ثم رد بهدفين في بداية الثاني قبل ان تمنى شباكه بهدفين عبر علاء حبيل ودعيج ناصر عبدالله، لكن ناكازاوا كان له كلام آخر وخطف التعادل في الثواني الاخيرة مانحا منتخب بلاده فرصة خوض الوقت الاضافي الذي ابتسم له الحظ بهدف لتامادا في الدقيقة الرابعة. وفي المرة الوحيدة التي واجه فيها المنتخب الياباني منتخبا من خارج منطقة غرب اسيا، وتحديدا التايلاندي، لم يجد صعوبة في الفوز عليه باربعة اهداف مقابل هدف، ولكنه سيواجه جاره الصيني في النهائي الذي يلعب باسلوب مشابه لاسلوبه بدرجة كبيرة سيسعى امامه الى تقديم ما عجز عنه امام منتخبات غرب اسيا. من جهتها، عانت الصين ايضا امام منتخبات الغرب، فسقطت في الامتحان الاول امام البحرين في فخ التعادل 2-2، ثم حققت فوزا صعبا على قطر بهدف وحيد، بعد ان كانت اكتسحت اندونيسيا بخمسة اهداف نظيفة، وهو المنتخب الوحيد ايضا من خارج منطقة غرب اسيا، وكانت اسهل المحطات غرب الاسيوية بالنسبة الى الصين في ربع النهائي حين فازت على العراق 3-صفر، لكن موقعتها مع ايران لم تكن مضمونة لولا النقص العددي في صفوف الاخيرة طوال الشوط الثاني وفي الشوطين الاضافيين، لكن ركلات الترجيح ابتسمت لها. ومع تحسن نسبي للمستوى الفني في الادوار النهائية للبطولة، يتعين على اليابانوالصين ان تقدما الوجه الحقيقي لشرق اسيا خصوصا بعد النقلة النوعية لها في مونديال 2002. فرحة لاعبي الصين بالفوز على ايران لقطة من مباراة البحرين واليابان