قرأت بعدد الجزيرة 11594 الصادر يوم السبت 8 من جمادى الأولى 1425ه ص30 صفحة عزيزتي الجزيرة موضوعاً مهماً عن إيجاد وقف لكل مسجد بناءً على موافقة مجلس الوزراء لتلبية احتياجات المسجد من عناية وصيانة واهتمام الذي جاء هذا القرار بناءً على اقتراح سابق من جريدة الجزيرة التي طرحت الفكرة وتفاعل معها الجميع وحققت أهدافها في تلبية تطلعات المواطن. ولا شك أن الآمال المعقودة على رجال الأعمال والموسرين (فاعلي الخير وطالبي الثواب) وذلك بزرع المعروف وإشاعته بين الناس بإيجاد وقف لكل مسجد، وهذا مطلب حيوي وعمل خير يتطلب تكاتف الجميع ودعماً إعلامياً يواكب الحدث ويعطي زخماً إعلامياً لحث أهل الخير والمحسنين على دعم هذا الصندوق للإسهام في عمارة بيوت الله ووقف يمتد نفعه وثوابه في الدنيا والآخرة إننا بحاجة إلى آلية في التنفيذ للوصول للهدف الأسمى. وبهذه المناسبة أذكر هنا (جامع التوفيق) الذي بناه فاعل الخير ابن سويد - رحمه الله - منذ ربع قرن في حي الصحنة بمدينة الدلم فقد تبرع له فاعل خير آخر حيث اشتريت عدداً من العقارات المحاذية له جنوباً وتم هدمها لتوسعة مواقف الجامع. كما تم شراء عددٍ من المحلات التجارية وأقيم شقق لصالح المسجد من أجرة تلك المحلات. إلا أن المسجد بقي على بنائه السابق. حيث إن شكله الخارجي لا يتناسب مع كونه مسجداً يكتظ بالمصلين وعلى طريق مهم وحيوي يخدم العابرين والمسافرين من جنوب المملكة إلى الرياض ومن دول الخليج والشرقية إلى عسير. فنجد دورات المياه بلا عناية والمحلات التجارية الملاصقة له بشكلها الحالي تشوه المظهر الحضاري. إن الوضع يتطلب دعم صندوق المسجد وتفعيل الصندوق الموجود لما فيه خدمة الجامع. حيث يحتاج فوق ما ذكر توسعته من الناحية الغربية وشراء العقارات القائمة لهدمها مع بيتي المسجد لإقامة مسجد يتناسب مع حي الصحنة وسكانه والمرتادين لطريق الجنوب. ليكون هذا المسجد أنموذجا حضاريا ومعلماً له مكانته.. فالمساجد وخاصة التي على طرق مهمة وعامة تحتاج إلى النظافة والصيانة الدائمة والاهتمام بدورات المياه فيها وأماكن مصليات النساء حيث إن بطريق الجنوب العديد من المساجد سواء المقامة في الأحياء أو المقامة بمحطات النفط يتطلب زيادة الاهتمام بها ومتابعتها المستمرة وتسديد احتياجاتها. وهنا أوجّه دعوة لفاعلي الخير وطالبي الثواب بالتفاعل مع الذي طرحته الجزيرة بإيجاد وقف لكل مسجد والإسهام والتبرع لهذه المساجد وإعطائها الأولوية بالدعم والاهتمام لتواكب النهضة الحضارية التي تشهدها مملكتنا في مختلف المجالات والله من وراء القصد.