يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ {26} يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ {27}} (إبراهيم 24-27). إن بلادنا بلاد الخير والرخاء وبلاد الأمن والأمان والعطاء, وستظل دائماً وأبداً ما دام هذا الدين عزيزا تحفظ اصوله، وتقام حدوده. ومن بلادنا بلاد الحرمين الشريفين انطلق الدين الحنيف الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحث على مكارم الأخلاق وجميل الصفات، والتي تعتبر منهجا للفرد والمجتمع والأمة، توجه الأخلاق، وتضبط السلوك، وتحفظ الجميع من الشرور. وكلما أخذ المجتمع من هذه القيم الإسلامية نال خيراً وفلاحاً. وإن هذا العصر تداخلت فيه الحضارات، ولبست الأفكار والمبادئ بعضها بعضا حتى تلبست على كثير من الناس، وفي مقدمتهم الشباب غير الواعي الذي تاه في خضم هذه الأفكار التي يأخذ بها، ولا يعرف أو يتحقق من مصداقيتها، سواء أخذها من كتاب أعجبه شكله، أو من صحيفة شده عنوان مقال فيها، أو من شبكة عنكبوتية يتباهى بأنه يكتب فيها. وإننا في هذا العصر العجيب بل الغريب محتاجون الى نشر الكلمة الطيبة، والحرص كل الحرص على الكلمة الصادقة التي تزرع المحبة في النفوس، وتهذب السلوك، وتسير بالمحتمع من حسن الى احسن، ولا سيما ان الكلمة الطيبة تبني أمة عظيمة، وان لوسائل الاعلام في بلادنا دوراً رائداً في نشر الكلمة الطيبة والصادقة سواء كانت المرئية أو المقروءة أو المسموعة, والتي كان لها الأثر الطيب في كثير من نفوس الناس ولا سيما ان الغالب من هذه الكلمات أنها تحمل كثيرا من المبادئ والقيم الإسلامية ومضمونها الوعظ والنصح والإرشاد والتوجيه الهادف الجاد. ولكن إذا كانت هناك بعض الاقلام غير المنضبطة، وهم قليلون إن شاء الله، والتي تخدش القيم والمبادئ الفاضلة فيجب توجيهها توجيها سليما، أو إبعادها عن وسائل الإعلام؛ فالكلمة إذا خرجت منك فإنها أصبحت ملكا للجميع، فالواجب الحرص على تلك الكلمات الفاضلة التي تهذب وتشذب النفوس، والبارئ جل ذكره يقول في محكم التنزيل: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.