في وقت طالب فيه جدعون عزرا، وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف، بجعل جدار الفصل العنصري مزارا للسائحين، باركت كتلة السلام الإسرائيلية، يوم الجمعة، الموافق 16- 7 - 2004، قرار المحكمة الدولية في لاهاي، فيما يتعلق بجدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال في بيان لها : إن الجدار الذي قررت حكومة إسرائيل إقامته، يمس الأمن الأساسي للدولة العبرية، لأنه يعزز الكراهية، ويمنع السلام، ويفصل بين الإسرائيليين وبين العالم ويخلد الحرب.. وجاء في بيان نشرته في صحيفة هآرتس الاسرائيلية على صدر صفحتها يوم الجمعة، رصدته الجزيرة: أن حكام المحكمة الدولية أيضا، رفضوا إقامة الجدار بصورته الحالية، وقررت انه على إسرائيل إذا ما كانت بحاجة للجدار، يجب أن تقيمه على الخط الأخضر (حدود عام 1967)، كذلك قررت المحكمة العليا الاسرائيلية إلغاء الجدار في معظمه، وتقريبه من الخط الأخضر. كما جاء في البيان، أن المحكمتين، قررتا أن الجدار بكينونته الحالية، يخرق القانون الدولي ويمس حياة الفلسطينيين بدون أي مبرر. وانتهى البيان إلى القول: إن الجدار التي قررت حكومة إسرائيل إقامته، يمس بالأمن الأساسي لإسرائيل، لأنه يعزز الكراهية، ويمنع السلام، ويفصل بين الإسرائيليين وبين العالم ويخلد الحرب.. وكان جدعون عزرا، وزير السياحة الإسرائيلي، من حزب الليكود، دعا يوم الجمعة، الموافق 16 - 7 - 2004، في مقابلة صحفية إلى إضافة جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربيةالمحتلة، إلى الأماكن التي يتعين على السائحين مشاهدتها (لكي يساعد الزائرين على تفهم المشكلات الأمنية لاسرائيل)، حسب تعبيره! وكان السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة، داني غيلرمان، قد هاجم غالبية دول المنظومة الدولية التي اعتبرها (غير اخلاقية) و(دكتاتورية) لمجرد رفضها تأييد سياسة الاحتلال، الضم والتوسع الاسرائيلية. ويأتي هذا الهجوم غير الأخلاقي، بحد ذاته، على أعضاء المنظومة الدولية، مستبقا النقاش المرتقب يوم الجمعة؛ حول قرار محكمة العدل الدولية بشأن جدار الفصل العنصري الذي تقيمه اسرائيل على أراضى الفلسطينيين.. وتوقع السفير الإسرائيلي في تصريحات أدلى بها للإذاعة الاسرائيلية، صباح يوم الجمعة، رصدتها الجزيرة ؛ خوض معركة ضارية على الحلبة الدولية، مقابل الغالبية التي وصفها بغير الأخلاقية وغير الديمقراطية، التي تنضم إلى كل قرار ضد اسرائيل، على حد تعبيره. وقال هذا السفير: إن الجهود الاسرائيلية تتركز على ما سماه (الأقلية الأخلاقية) لكي تسمع صوتها زاعما أن هذه الدول تتفهم أن بناء الجدار يأتي لإنقاذ حياة الإسرائيليين، وكرر غيلرمان رفض اسرائيل الاعتراف بصلاحية المحكمة الدولية، مشيرا إلى انه يواصل اجتماعاته مع الدول التي عارضت تحويل الملف إلي المحكمة الدولية لاقناعها برفض مشروع القرار الذي قدمه الفلسطينيون، والذي يطالب بالزام اسرائيل بتنفيذ قرار المحكمة الدولية الذي اعتبر الجدار غير شرعي، يتناقض مع القانون الدولي، يخرق حقوق الإنسان الفلسطيني ويستولي على ممتلكاته.. ويطالب القرار الدولي اسرائيل بتفكيك ما تم بناؤه من الجدار على أراضى الفلسطينيين وتعويض المتضررين. وبزعم السفير الإسرائيلي أن الدول الأوروبية تعارض الاقتراح الذي قدمه الفلسطينيون وقاموا بتقديم مشاريع قرارات بديلة اعتبرها السفير الإسرائيلي (عملية) وتوازن إلى حد كبير بين شجب اسرائيل وشجب ما سماه (الارهاب). وأعرب السفير الإسرائيلي عن ثقته بأن مشروع القرار لن يمر في مجلس الأمن إذا ما قررت الجمعية العامة تحويله اليه، وهو مسألة شبه مؤكدة.. وقال انه مقتنع بأن واشنطن ستستخدم حق النقض (الفيتو). وكانت مصادر عربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت: ان الدول العربية سعت يوم الخميس الماضي، إلى كسب تأييد دول الاتحاد الأوروبي الخمس والعشرين في طار مساعيهم لحشد دعم أوسع لمشروع القرار الفلسطيني- العربي بشأن الجدار العازل.. وكانت المحكمة الدولية في لاهاي، وهي اكبر هئية قانونية دولية قررت في (رأي استشاري) الجمعة الموافق 9 - 7 -2004، أن الجدار البالغ طوله 600 كيلومتر ينتهك القانون الدولي بتوغله في أراضى الضفة الغربيةالمحتلة والتي أقامت فيها اسرائيل العديد من المستوطنات منذ حرب عام 1967