دعا وزير السياحة الاسرائىلي جدعون عزرا الى تحويل الجدار الفاصل في الضفة الغربية الى "مزار" للسياح، لابراز "الحاجات الامنية" للدولة العبرية، فيما طالبت السلطة الفلسطينية الجمعية العامة للأمم المتحدة ب"التحضير لإجراءات" تشمل فرض عقوبات على اسرائيل، في حال واصلت رفضها الانصياع الى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي القاضي بإزالة الجدار، وتعويض الفلسطينيين المتضررين من أبنائه راجع ص5. جاء ذلك فيما أرجئ التصويت في الجمعية العامة على مشروع قرار قدمته السلطة بناء على الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي الى الاسبوع المقبل، بسبب استمرار المفاوضات مع دول الاتحاد الاوروبي التي ما زالت منقسمة على القرار. ويخوض الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني "معركة" لكسب كتلة الاتحاد الاوروبي الذي لم يتخذ بعد قراراً موحداً إزاء التصويت في الجمعية العامة، فيما دعت دول أوروبية الى إدراج الذرائع الامنية الاسرائيلية لبناء الجدار، في نص القرار. وخاطب مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة ناصر القدوة الجمعية العامة، وقال: "التهديد بحق النقض فيتو لن يثنينا وآخرين يلتزمون القانون الدولي، ولنتذكر ان ذلك الفيتو هو الذي قادنا الى أبواب محكمة العدل الدولية، اذ لم نجبن بل واصلنا سعينا الى تطبيق القانون في اطار الأممالمتحدة". ويطالب مشروع القرار الفلسطيني اسرائيل بالانصياع الى الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي، ويدعو الجمعية العامة الى الاجتماع مجدداً لدرس اتخاذ خطوات اضافية، لإنهاء الوضع غير الشرعي الناتج عن بناء الجدار. وكان مجلس النواب الاميركي صوّت بغالبية ساحقة ليل اول من امس على قرار يدعم موقف اسرائيل حيال الجدار ويدين احالة قضيته على محكمة العدل. واعتبر ان من حق الدولة العبرية الدفاع عن نفسها، لافتاً الى انخفاض العمليات الاستشهادية منذ البدء ببناء الجدار الذي يعزل مدناً فلسطينية ويقتطع مساحات واسعة من الضفة الغربية. ووجه ممثل اسرائيل لدى الاممالمتحدة داني غيلرمان انتقادات شديدة الى غالبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة، واصفاً اياها بأنها "لاأخلاقية وديكتاتورية". واعتبر ان اسرائيل تركز جهودها على "الأقلية الاخلاقية" التي "تتفهم ان الجدار يهدف الى انقاذ حياة الاسرائيليين". في غضون ذلك، رفض زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي شمعون بيريز اقتراحاً بتسلم منصب وزير الدفاع بدلاً من حقيبة الخارجية التي يطالب بها، قائلاً: "لست آتياً الى الحكومة لأقتل العرب. شاؤول موفاز وزير الدفاع يجيد ذلك أفضل مني". وكشف معلق بارز في صحيفة "هآرتس" ان بيريز يتخذ موقفاً رافضاً لهذا المنصب بعد تورطه بمجزرة قانا عام 1996 حين كان رئيساً للحكومة ووزيراً للدفاع في آن. واكد رئيس الوزراء ارييل شارون انه لا يمكن الحفاظ على "دولة يهودية وديموقراطية" اذا واصلت اسرائيل سيطرتها على مليون فلسطيني، لافتاً الى ان حكومته ستنفذ خطته لفك الارتباط. وزاد انه "سيظهر في نهاية المطاف خطأ كل من يظن ان بالإمكان مواصلة الاحتفاظ بمستوطنات غوش قطيف في غزة ومعاليه ارومين" في الضفة. وفي سياق الأزمة بين السلطة الفلسطينيةوالأممالمتحدة، نفى مسؤول في "كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، تصريحاً لناطق باسمها اكد ان الرئىس ياسر عرفات امرها الاسبوع الماضي بإصدار بيان مشترك مع "حركة الجهاد الاسلامي"، يحذر مبعوث الامين العام للمنظمة الدولية تيري رود لارسن من زيارة الاراضي الفلسطينية.