في مثل هذا اليوم من عام 1925 وبعد مرور سبعة شهور على خروجه من سجن لاندسبرج قام الزعيم النازي ادلوف هتلر بنشر الجزء الأول من بيانه أو كتابه «كفاحي». ويعتبر كتاب «كفاحي» عبارة عن رواية كتبها هتلر خلال فترة التسعة شهور التي قضاها في السجن، كما وضع خطة شاملة للهيمنة النازية على العالم. وسرعان ما أصبح هذا العمل دستوراً للحزب النازي. ففي أوائل العشرينيات امتلأت صفوف حزب هتلر النازي بالألمان الممتعضين المتعاطفين مع كره الحزب الأعمى للحكومة الديمقراطية في ألمانيا والسياسيين اليساريين واليهود. وفى نوفمبر 1923 بعد أن استأنفت الحكومة الألمانية دفع تعويضات الحرب إلى بريطانيا وفرنسا، شرع النازيون في أولى محاولاتهم للاستيلاء على الحكم وكان هتلر يحدوه الأمل في أن تنتشر ثورته الوطنية التي قادها في بافاريا إلى الجيش الألماني الذي كان يسوده السخط مما يؤدي بالتالي إلى الإطاحة بالحكومة في برلين. ومع ذلك، سرعان ما تم قمع التمرد وتم القبض على هتلر وعوقب بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة الخيانة العظمي. وفي السجن أمضى وقته يكتب سيرته الذاتية التي أطلق عليها «كفاحي» واستغل الوقت في تنمية مهاراته الخطابية. وبعد تسعة شهور في السجن أدت الضغوط السياسية من جانب مؤيديه في الحزب النازي إلى إطلاق سراحه. خلال السنوات القليلة التالية أدرك هتلر والنازيون من الرواد الآخرين أن حزبهم باعتباره حركة جماهيرية متعصبة قادر على الحصول على أغلبية البرلمان الألماني «رانجستاين» وذلك بواسطة الوسائل الشرعية في عام 1932 . وفى نفس العام قام الرئيس بول فون هنينبرج بالفوز على هتلر ولكنه في يناير 1933 قام بتعيين هتلر كمستشار، آملاً في الاستعانة بالزعيم النازي القوي كعضو في مجلس الوزراء. ولكن هنينبرج لم يقدر الدهاء السياسي لهتلر على النحو الصحيح وكان أول ما فعله هو استغلال احتراق مبنى البرلمان كذريعة للمطالبة بانتخابات عامة. وقد قام البوليس تحت قيادة النازي هيرمان جورينج بقمع أعضاء المعارضة للنازي قبل الانتخابات، وكانت النتيجة حصول النازي على الأغلبية. وبعد وقت قصير أمسك هتلر بزمام السلطة وأصبح الحاكم المطلق لألمانيا.