إن من فضل الله تبارك وتعالى على هذه البلاد المباركة. أرض الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة - المملكة العربية السعودية - أن هيأ لها قادة مخلصين ورجالاً صالحين من لدن مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - إلى هذا العهد الزاهر الزاخر بالمعطيات والمليء بالمنجزات عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وأسبغ عليه ثياب الصحة والعافية - فأخذوا على عاتقهم المحافظة على أمن هذا البلد واستقراره والحفاظ عليه من الأيدي الآثمة العابثة بمقدراته ومحاربة الإرهاب بشتى صوره وألوانه فما برحت قيادتنا الرشيدة - أيدها الله بتوفيقه - تبذل الغالي والنفيس في سبيل إيقاف هذه الجرائم والأحداث الشنيعة التي تتعرض لها بلادنا الغالية بين الفينة والأخرى على أيدي شباب مغرر بهم في عمر الزهور تسببوا في إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وزعزعة الأمن في بلاد الحرمين وان المسلم ليعتصره الألم من هول ما يرى ويسمع من أحداث عظام على أيدي هؤلاء الشبيبة الذين انساقوا وراء مؤججي نار هذه الفتن والذين أصبحوا عالة على دينهم وأمتهم ومجتمعهم بما جروه من مصائب وويلات على الإسلام والمسلمين وعلى هذا البلد الذي ينعم بنعم عظيمة أهمها نعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان وكانوا عوناً للأعداء على تنفيذ مخططاتهم وتحقيق أهدافهم وغاياتهم الشريرة وما مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - أيده الله - والتي تجسدت في كلمته التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني - حفظه الله - والتي جاء فيها سمو ما تتمتع به قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - من نظرة ثاقبة وحكمة سديدة ورحمة أبوية وكانت تلك الكلمة موجهة لفئة من أبناء هذا المجتمع الذين حادوا عن الطريق وغرر بهم لتسليم أنفسهم في مدة شهر مع تكرم القيادة الرشيدة بالعفو عن الحق العام وتطبيق شرع الله فيما يتعلق بالحق الخاص وإني إذ أشكر قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - على هذه المبادرة الصائبة وهذا القرار الحكيم ليطيب لي ان أشيد بكل من يسلم نفسه وأخص المدعو صعبان بن محمد الشهري الذي قام بتسليم نفسه للجهات الأمنية مستفيدا بخطوته تلك من المهلة الممنوحة من ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة. وأجدها فرصة مواتية لأدعو البقية الباقية من المطلوبين أن يحذوا حذوه وان يقوموا بسرعة تسليم أنفسهم للجهات الأمنية ليستفيدوا من هذه المكرمة الملكية الكريمة وليعودوا إلى الرشد والصواب. فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل وان يتقوا الله في أنفسهم وفي ذويهم ومحبيهم ومجتمعهم المسلم المحافظ ويتوبوا إلى الله مما اقترفته أيديهم امتثالاً لقوله تعالى {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. وأدعو جميع المسلمين مواطنين ومقيمين يعيشون على تراب هذا الوطن الغالي ان يكونوا متعاونين على البر والتقوى وان يكونوا صفاً واحداً متلاحماً مع ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد المباركة محافظين على أمن هذا البلد واستقراره عيوناً ساهرة مع رجال الأمن والإبلاغ عن كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا البلد واستقراره وان يكونوا دعاة خير وهدى مع المحافظة على أولادهم وفلذات أكبادهم من الانخراط مع جلساء السوء وفاسدي العقيدة والأخلاق وتحذيرهم من الوقوع في حبائل الشيطان والانخداع بالأفكار الهدامة والمناهج الضالة وان يستغلوا وقت الإجازة بما يعود عليهم وعلى أمتهم بالنفع سائلاً المولى جلت قدرته أن يحفظ لهذه البلاد المباركة دينها وعقيدتها وأمنها واستقرارها ورخاءها وان يزيدها تماسكاً واجتماعاً وألفة واتحاداً وان يوفق ولاة أمرنا لكل خير وهدى وان يأخذ بأيديهم لما فيه الخير والسداد. كما اسأله تعالى ان يصلح أحوال المسلمين في كل مكان إنه.. سميع مجيب.