قتلت القوات الإسرائيلية قيادياً من حركة حماس في بيت حانون، فيما توغلت قوات الاحتلال في عدة أنحاء من الضفة الغربية، واستمرت في غضون ذلك أكاذيب إسرائيل حول وجود منظمات شرعية بإشارتها إلى السعي لتفكيك منظمات تقول إنها غير شرعية، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي أن التسوية في غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمر غير ممكن؛ فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس الخميس مدينة أريحا مدعومة بآليات مدرعة واعتقلت عشرين فلسطينيا في عملية للبحث عن مطلوبين داخل المدينة التي تقع في الضفة الغربية. وسمع صوت الأعيرة النارية في الوقت الذي اتخذت فيه القوات والدبابات مواقع في قلب المدينة وفرضت حظر التجول، وقد فرضت قوات الاحتلال حظر التجول في المدينة وأغلقت كل مداخلها.وذكر صحافي لوكالة فرانس برس أن الجنود الإسرائيليين توغلوا في أريحا في حوالي عشرين سيارة جيب. وجرى تبادل لإطلاق النار في أربعة قطاعات في المدينة أدى إلى جرح فلسطيني واحد على الأقل، وساد الهدوء مدينة أريحا معظم الوقت خلال الأربع سنوات التي تلت اندلاع الانتفاضة الحالية. وفي الوقت نفسه توغلت قوات إسرائيلية في 15 سيارة جيب في البلدة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية حيث قامت بعمليات مداهمة وتفتيش واسعة النطاق.وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن القوات الإسرائيلية توغلت بعد ذلك في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية أيضا حيث واجهت مقاومة عنيفة قبل أن تبدأ عمليات تفتيش. وأضافت المصادر نفسها أن أحمد شلوش القائد المحلي لكتائب شهداء القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اعتقل في هذه المنطقة. وفي شمال قطاع غزة قتل الجنود الإسرائيليون أحد نشطاء حركة حماس خلال الليل. كما دمرت الجرافات بالقرب من بلدة بيت حانون عدة مئات من أشجار الزيتون في بستان. وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أمس الخميس أن إسرائيل سلمت الأمريكيين أخيرا لائحة ب28 مستوطنة عشوائية يفترض أن يتم تفكيكها بموجب (خريطة الطريق) الخطة الدولية لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. ويحاول الإسرائيليون إيهام العالم حول شرعية بعض المستوطنات بإطلاق لقب عشوائية وغير شرعية على البعض الآخر، رغم أن كل المستوطنات اصلاً غير شرعية بموجب القرارات الدولية. وأوضحت الصحيفة أن المستشار في وزارة الدفاع باروخ سبيغل قام بتسليم السفير الأمريكي في إسرائيل دان كورتزر اللائحة الثلاثاء، بعد ستة أسابيع من التأخير عن الموعد المتفق عليه. وتفيد هذه اللائحة بأن سكان 12 من هذه المستوطنات التي أقيمت منذ تولي رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في آذار - مارس 2001 أبلغوا أن عليهم إخلاءها وتم تفكيك سبع منها فعليا. في المقابل، تقوم السلطات الإسرائيلية بمنح تصاريح لعدد كبير من المستوطنات ال16 الأخرى المدرجة على اللائحة. وكل هذه المستوطنات، سواء منحتها الحكومة الإسرائيلية تصريحا أم لم تمنحها، غير شرعية في نظر القانون الدولي. إلى ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه أمس الخميس إنه سيزور إسرائيل في الأسابيع القليلة المقبلة بعد زيارته الأخيرة إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات. والتقى بارنييه مساء الثلاثاء ياسر عرفات الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي في مقره في رام الله في الضفة الغربية منذ كانون الأول - ديسمبر 2001م. وأثارت هذه الزيارة معارضة الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرييل شارون. وقال بارنييه: وجدت رجلاً يعاني دون شك من الوضع المفروض عليه معتبراً أن الوضع (غير لائق بزعيم الشعب الفلسطيني الشرعي). وجدد الوزير الفرنسي التأكيد أن الأوروبيين (ولا سيما فرنسا)، يعتبرون أن (لا اتفاق (ممكناً) دون ياسر عرفات). واعتبر بارنييه أن الهدف من هذه الزيارة القول بصراحة إنه لا يمكن إقامة السلام دون الفلسطينيين أو من خلال تجاهلهم.