تجاهلت اسرائيل الجهود الدولية المبذولة لدفع عملية السلام، واستبقت اجتماع اللجنة الرباعية ووصول مبعوث اميركي الى المنطقة، بالعمل على تغيير الوضع على الارض خصوصا في مدينة القدس بهدف احكام الطوق حولها. تزامن ذلك مع اعلان باريس ان وزير خارجيتها ميشال بارنييه الذي يصل الى القاهرة مساء اليوم، سيلتقي الرئيس ياسر عرفات رغم المعارضة الاسرائيلية الشديدة. في الوقت نفسه، شكا نواب بريطانيون من ان جنوداً اسرائيليين اطلقوا النار عليهم خلال تفقدهم مخيم رفح المنكوب اول من امس. راجع ص 6 و7 وفيما ينتظر وصول مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى الاراضي الفلسطينية، وايضا ممثلي اللجنة الرباعية الدولية في 24 الجاري، كثفت السلطات الاسرائيلية جهودها لتهويد القدس من خلال مصادرة ما امكن من اراضي الفلسطينيين. وفي هذا الاطار، ازاحت قوات الاحتلال الحاجز العسكري المقام على مدخل بيت لحم بمسافة 500 متر على حساب اراضي المدينة، لتصادر بذلك 15 الف دونم لصالح التوسع الاستيطاني وتوسيع حدود بلدية القدس التي صنعتها اسرائيل. ويفسح هذا الاجراء في المجال امام اقامة التجمع الاستيطاني الضخم في بلدة الولجة، كما يشكل خطوة متقدمة على طريق تطويق جنوبالقدس بالمستوطنات والحيلولة دون اي تواصل جغرافي فلسطيني بين القدسالشرقيةوجنوبالضفة الغربية، ويحد من حركة المواطنين الى حين استكمال بناء الجدار العازل في المنطقة. وبموازاة ذلك، انهت السلطات الاسرائيلية اقامة برج عسكري في حاجز قلنديا على طريق رام الله - القدس، كما كثفت اعمال البناء في الجدار العازل في منطقة الرام القريبة من القدس، وكثفت الحواجز "الطيارة" المفاجئة في البلدة. وتجاوزت الاعتداءات الاسرائيلية الفلسطينيين لتطاول نواباً في البرلمان البريطاني وصلوا الى مدينة رفح جنوب قطاع غزة للاطلاع على الاوضاع المأسوية التي يعيشها الفلسطينيون والدمار الهائل لمساكنهم الذي حول اجزاء كبيرة من المدينة الى مناطق منكوبة. واكدت البارونة ليندزي نورثوفر من الحزب الديموقراطي الليبرالي انها تعرضت وزميلين لها عضوين في حزبي العمال والمحافظين الى اطلاق نار صدر من موقع عسكري قريب، مشيرة الى ان ازيز الرصاص مر من فوق رؤوسهم، وان المزيد من الطلقات النارية اطلق عندما توجهوا الى سيارات تحمل شعارات كبيرة لمنظمة الاممالمتحدة التي اشرفت على الجولة. وتساءلت: "اذا كان الجيش على استعداد لاطلاق النار على وفد برلماني تحت اشراف الاممالمتحدة، فان المرء يتساءل عن طبيعة المعاملة التي يلقاها عامة الفلسطينيين". ووقع الحدث اول من امس في المنطقة التي قتل فيها الشاب البريطاني توم هرندل الذي قتل برصاص جيش الاحتلال العام الماضي. في غضون ذلك، اكدت مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية ل"الحياة" ان بارنييه لن يغير خططه للقاء عرفات نزولا عند الضغوط الاسرائيلية وتهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بعدم استقباله، مشيرة الى ان الوزير الفرنسي سيزور اسرائيل لاحقا بعد عطلة الصيف ويأمل في لقاء شارون، لكن اذا لم يلتقه فان فرنسا غير عازمة على تغيير سياستها وخطها تلبية لشروط شارون. واوضحت انها تعتبر الرئيس عرفات الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ولا يمكن التراجع عن التحاور معه. ويصل بارنييه مساء اليوم الى القاهرة في مستهل جولته الاولى في المنطقة منذ توليه منصبه. وسيؤكد الوزير الفرنسي للمسؤولين المصريين موقف بلاده من الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وينقل اليهم قرارات القمة الاوروبية في بروكسيل، وذلك قبل ان يتوجه الى الاردن حيث يستقبله الملك عبدالله الثاني. ويستأنف جولته في 29 الجاري عندما يتوجه الى رام الله.