افتتحت قمة مجموعة الثماني الثلاثاء في سي آيلاند في الولاياتالمتحدة في جو من الانفراج بعد تبني الأممالمتحدة لقرار حول نقل السيادة إلى العراق وعلى الرغم من التحفظات الاوروبية على المشروع الأمريكي للاصلاحات في الشرق الأوسط. وقد تجلى هذا التفاهم بوضوح منذ العشاء الذي افتتح الثلاثاء هذه القمة للقوى العظمى في العالم. وتضم مجموعة الثماني الولاياتالمتحدة واليابان وبريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وكندا وروسيا, وبدأ قادة هذه الدول في الفندق الفاخر في سي آيلاند الجزيرة الصغيرة على شاطىء جورجيا، امس الاربعاء باستعراض وضع الاقتصاد العالمي, وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش عبر عن ارتياحه للاجماع الذي تم التوصل اليه بشأن القرار الأمريكي البريطاني في مجلس الامن الدولي، معتبرا انه (انتصار كبير للعراقيين). وقال بوش في هذه الجزيرة الواقعة جنوب شرق الولاياتالمتحدة ان مجلس الأمن (يؤيد الحكومة المؤقتة وانتخابات حرة وقوة متعددة الجنسيات). ويفترض ان يؤدي هذا القرار إلى تنظيم انتخابات عامة في كانون الثاني - يناير 2005 على ابعد حد ويحدد الشروط التي ستسمح للقوات المتعددة الجنسيات بقيادة واشنطن، بالبقاء في العراق بعد 30 حزيران - يونيو, ويأمل الرئيس الأمريكي في الحصول على دعم قادة دول المجموعة لمشروعه الذي يسمى (مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا) وينص على تشجيع اصلاحات سياسية واقتصادية في هذه المنطقة, وقال بوش ان (عراقا حرا سيشجع على تغييرات في الشرق الأوسط الكبير وهذا يشكل عاملا مهماً للانتصار في الحرب على الارهاب). لكن رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي عبر عن رأي تتقاسمه الدول الاوروبية، مؤكدا ضرورة تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين قبل كل شيء, وقال برودي امام الصحافيين ان (النزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو اكبر النزاعات كلها وهذا النزاع الكبير ما زال يدور هناك). ولمناقشة الاصلاحات التقى قادة الدول الثماني قادة عدد من الدول الاسلامية (افغانستان والجزائر والبحرين والاردن وتركيا واليمن), وقال الوفد الروسي الثلاثاء في بداية القمة انه ليس هناك اي اتفاق حول هذه المبادرة الأمريكية حتى الآن. وبحثت القمة الوضع الاقتصاد العالمي في ظل الانتعاش على الرغم من ارتفاع اسعار النفط وزيادة شبه اكيدة في معدلات الفائدة في الولاياتالمتحدة. الا ان المستشار الالماني غيرهارد شرودر دعا منظمة الدول المنتجة للنفط (اوبك) إلى اتخاذ مزيد من الاجراءات لزيادة العرض (بعد القرارات الاخيرة) التي اتخذتها اوبك. وكما يحدث تقليديا ستهتم قمة المجموعة اليوم الخميس بالتنمية, ويفترض ان يتبنى قادة دول المجموعة سلسلة من الاجراءات تهدف إلى الحد من المجاعة في منطقة القرن الافريقي.