قال مسؤولون امريكيون ان اقتراحين رئيسيين في مبادرة الشرق الاوسط التي تقودها امريكا مع مجموعة الدول الثماني قد يخضعان لتعديلات جوهرية او يستبعدان في مؤشر لانحسار الطموحات الامريكية في هذا الصدد. واقترحت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الاربعاء اقامة العديد من المؤسسات الجديدة لتصادق عليها قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى التي ستعقد في سي ايلاند بولاية جورجيا الاسبوع المقبل لدعم جهود الاصلاح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الجديدة في الشرق الاوسط.وقال مسؤولون ان الاقتراح الخاص بانشاء منتدى من اجل المستقبل" والذي سيوفر مظلة دائمة لبحث عملية الاصلاح في الشرق الاوسط يحظى بالاهتمام الاكبر في قمة الثماني التي تعقد ما بين الثامن والعاشر من الشهر الجاري الا ان مصير اقتراح اخر بتشكيل مجموعة للمساعدة في تحقيق الديمقراطية ومؤسسسة للديمقراطية غير مؤكد. وحسبما اقترحت الادارة الامريكية ستصبح القضية الاولى للقمة هي مبادرة الشرق الاوسط الكبير والتي اعيد تسميتها لتصبح مبادرة مجموعة الثماني للشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا مما يعكس قلقا من الخطة الامريكية. وبعد ان اثارت مسودة اولية اعتراضات كبيرة من جانب الاوروبيين والعرب خففت الادارة الامريكية من طموحاتها لتعزيز الاصلاحات الديمقراطية والاقتصادية على المدى الطويل في منطقة اصبحت معقلا للمتطرفين المعادين للغرب على حد قولها، الا ان المسودة الجديدة تضمنت مجموعة المساعدة لتنسق بين المؤسسات الامريكية والاوروبية غير الحكومية التي ترعى برامج ديمقرطية بالاضافة الى مؤسسة ديمقراطية تساعد في تحقيق هذا الهدف عن طريق انشاء مؤسسة متعددة الاطراف خاصة بالشرق الاوسط على غرار صندوق دعم الديمقراطية الامريكي وهو مؤسسة خاصة لا تهدف الى الربح وتسعى لدعم المؤسسات الديمقراطية في العالم. وتعثرت الجهود الامريكية نتيجة انعدام الاستقرار في العراق والعنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين وفضيحة اساءة معاملة السجناء العراقيين التي زادت من الكراهية لامريكا. وقال مسؤول امريكي لرويترز : يبدو ان مؤسسة الديمقراطية استبعدت كما يبدو ان مجموعة مساعدة الديمقراطية يجري تعديلها". واكد مسؤول اخر : الوثائق والمواد التي اطلعت عليها لا تتضمن ذكر اجهزة سوى منتدى من اجل المستقبل. كما اشار مسؤول ثالث الى انه غير متأكد تماما فيما يتعلق بالشكل الذي ستتخذه "المؤسسة" خلال القمة او بعد ذلك. وتوقع المسؤول ظهور شيء على غرار "مجموعة المساعدة" الا ان الشكل المحدد لذلك لا يزال قيد البحث. وشكك اعضاء في مجموعة الثماني فيما وصفه مسؤول امريكي بأنه تحرك بعيد المدى وباسرع من اللازم، وذكروا انهم يفضلون التعامل مع الامور المتعلقة بالاصلاح في الشرق الاوسط في اطار منتدى للمستقبل لا الاعلان عنه مرة واحدة الان. انهم يريدون بحث الامر باسلوب معتدل وليس بتشكيل "مؤسسات" اكثر من اللازم في قمة سي ايلاند. وقال الان لارسون وكيل وزارة الخارجية الامريكية للشؤون الاقتصادية امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان الولاياتالمتحدة العازمة على دعم الاصلاح في الشرق الاوسط ستستغل رئاستها لمجموعة الثماني والتي تستمر عاما كاملا لدفع المبادرات التي توافق عليها القمة. واضاف لارسون الذي يساعد في تنظيم القمة انه في الوقت الذي يجري فيه بحث بعض الاقتراحات سيكون هناك اساس للعمل الجماعي خلال القمة.واكد لارسون : لقد اتخذنا قرارا حاسما بالا تنتهي رئاستنا في العاشر من يونيو بنهاية قمة سي ايلاند.. بل سيتعين علينا دفع عدد من المبادرات الى الامام خلال بقية العام وان "مبادرة الاصلاح" هذه هي واحدة من اهم المبادرات. واردف قائلا ان منتدى من اجل المستقبل اصبح في مقدمة جدول اعمال القمة وهو امر اجمعت عليه مجموعة الثماني. وسيكون المنتدى مقرا دائما لوزراء الحكومات لتبادل الآراء وبحث افضل الممارسات لدعم الاصلاح والتعاون وتحقيق توافق في الآراء بين دول المنطقة. وصرح بان هناك اتفاقا على عقد اجتماع للمنتدى قبل نهاية العام وعلى ضرورة مشاركة المجتمع المدني ودوائر الاعمال والحكومات فيه.