لم ينجح إطلاق نار على أحد أئمة مدينة النجف في تبديد الهدوء الذي تنعم به المدينة من الخميس والذي تواصل أمس الجمعة، لكن على بعد بضع كيلومترات في الكوفة المجاورة جرى تبادل واسع النطاق للنيران. فقد تجددت الاشتباكات صباح أمس الجمعة بين عناصر ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأمريكية في مدينة الكوفة، حسبما أكد لوكالة فرانس برس شاهد عيان بعد مضي 24 ساعة على إعلان هدنة بين الطرفين. وأكد الصحافي العراقي صباح التميمي مراسل وكالة الأنباء الإيرانية لفرانس برس (أن الاشتباكات تجددت بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات (آر بي جي) عندما تقدمت ثلاث دبابات أمريكية إلى وسط الكوفة). وأضاف أن (الدبابات الأمريكية تمركزت أمام جامع ميسم التمار الذي يبعد 500 متر عن مسجد الكوفة الكبير، حيث يؤم مقتدى الصدر الصلاة كل يوم جمعة). غير أن الصدر لم يؤم صلاة الجمعة أمس وقال المتحدث عبر مكبر الصوت في المسجد السيد مقتدى الصدر يبعث لكم بتحياته وساتلوا عليكم خطبته. وقال الصدر في الخطبة التي قرأها الشيخ جابر الخفاجي: (يدخل العدو مرة المدينة ويقصفها وأنت ساكت. تضرب فيه قبة أمير المؤمنين (علي) وأنت ساكت. يدوسون على رؤوس شعبك ليس فقط بالأرجل وأنت ساكت. فمتى تتكلم؟) وأضاف الصدر هل الخطوط الحمراء تعني مكتب المرجعية فقط؟ في إشارة غير مباشرة إلى المرجعيات الشيعية الدينية وفي مقدمها آية الله العظمى علي السيستاني. وكان الآلاف من مناصري مقتدى الصدر قد تدفقوا إلى الكوفة من طرق فرعية تمر عبر المزارع بعد أن قطعت القوات الأمريكية الطريق الرئيسي الذي يربط الكوفة بالنجف، حيث يتحصن مقتدى الصدر منذ مطلع نيسان-أبريل. وغصت باحة مسجد الكوفة الداخلية بالمصلين بينما اتخذ آخرون مواقعهم خارج المسجد لأداء الصلاة التي درج مقتدى الصدر على أن يؤمها في الكوفة رغم الاشتباكات. وشهدت الكوفة اشتباكات صباحية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات (آر بي جي) بين مسلحي جيش المهدي والقوات الأمريكية التي تقدمت إلى وسط المدينة، حيث تمركزت أربع من دباباتها قرب مسجد ميسم التمار الذي يبعد 500 متر فقط عن مسجد الكوفة الكبير. ويأتي تجدد الاشتباكات بعد مضي 24 ساعة على هدنة بين الطرفين بدأت فعلياً على الأرض تمهيداً للتوصل إلى اتفاق لحل الأزمة سياسياً.