تجددت الاشتباكات صباح أمس الجمعة بين عناصر ميليشيا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر والقوات الأمريكية في مدينة الكوفة بعد مضي 24 ساعة على اعلان هدنة بين الطرفين. واكد الصحافي العراقي صباح التميمي مراسل وكالة الانباء الايرانية لفرانس برس ان الاشتباكات تجددت بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات (آر بي جي) عندما تقدمت ثلاث دبابات أمريكية الى وسط الكوفة. واضاف ان الدبابات الأمريكية تمركزت امام جامع ميسم التمار الذي يبعد 500 متر عن مسجد الكوفة الكبير حيث يؤم مقتدى الصدر الصلاة كل يوم جمعة. ولكنه لم يصل أمس في المسجد. وتدفق الاف من مناصري مقتدى الصدر الى الكوفة من طرق فرعية تمر عبر المزارع بعد ان قطعت القوات الأمريكية الطريق الرئيسي الذي يربط الكوفة بالنجف حيث يتحصن مقتدى الصدر منذ مطلع نيسان/ابريل. وغصت باحة مسجد الكوفة الداخلية بالمصلين فيما اتخذ آخرون مواقعهم خارج المسجد لاداء الصلاة. واحتمى نحو 20 رجلا، يرتدون زي جيش المهدي ومسلحين بقذائف صاروخية وبنادق، في المباني ووراء اشجار النخيل قرب المسجد. وقال مراسل لشبكة تلفزيون/سي ان ان/ ان عدة قذائف مورتر سقطت في القاعدة الأمريكية الرئيسية عند اطراف النجف. وقضت النجف نفسها اهدأ ليلة لها خلال اسابيع ولم يتضح ما اذا كان المقاتلون عند الاطراف مازالت لديهم اوامر من الصدر الذي يبدو انه رضخ للضغوط من الزعماء الشيعة الذين اثار قلقهم اسابيع من اراقة الدماء. وتوافقت هذه التطورات مع الهجوم الذي تعرض له موكب سلامة الخفاجي (عضو مجلس الحكم) بينما كانت عائدة إلى بغداد من النجف، بعد اجتماعات عقدتها وزميلها أحمد الجلبي مع أنصار الصدر. ولم تصب سلامة الخفاجي بأذى لكن ثلاثة من حراسها أصيبوا وتوفى ابنها عندما هوت سيارته في نهر خلال الهجوم. يشار الى ان موفق الربيعي مستشار الامن القومي في العراق اعلن يوم الخميس ان قوات الإحتلال الأمريكي وعدت باحترام الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين مقتدى الصدر والاطراف الشيعية لحل ازمة المدن المقدسة لدى الشيعة. وقال الربيعي في مؤتمر صحافي عقده في قصر المؤتمرات مقر الائتلاف في بغداد ان سلطة الائتلاف كانت على علم بتطورات المحادثات وكانت تتابع عن قرب المحادثات التي كانت تتم بمباركتها. واضاف ان قوات التحالف "وعدت باحترام الاتفاق ولو لم يحصل ذلك (الوعد) لما تم الاعلان عن الاتفاق. وقال المسؤولون الامريكيون الذين لم يشاركوا في المفاوضات مع الصدر انهم سيعلقون العمليات الهجومية ردا على سحب المقاتلين من الشوارع. ولكنهم حذروا من انهم سيردون على اطلاق النار اذا تعرضت القوات الأمريكية لهجوم. ولكنهم رفضوا مطالب الصدر باعفائه من تهمة القتل وأصروا على ان يحل بشكل كامل جيش المهدي. وأكد أحد قيادي جيش المهدي طلب عدم الكشف عن هويته إننا نحترم ونطبق الاتفاق الذي جرى بين الصدر والبيت الشيعي والمفاوضين ولكن القوات الأمريكية لن تحترم هذا الاتفاق وهي التي تقوم دائما بعمليات استفزاز تهدف إلى إثارة المشكلات المستمرة بعد يومين من الهدوء الذي عاشته المدينة. لكن لم يعرف ان كانت الهدنة تمثل نهاية لطموحات الصدر أم انها محاولة للبقاء والمحافظة على قواته سليمة لكي يكون له نفوذ وتأثير على السياسات العراقية الجديدة بعد انتهاء الاحتلال. من جهة أخرى تعرضت سيارة الشيخ صدر الدين القبانجي عالك الدين المعتدل الذي أم صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي في النجف، تعرضت لاطلاق نار عند انتهاء الصلاة.