واصلت اسرائيل تدمير المنازل الفلسطينية على الرغم من الاستنكارات الدولية لهذه الجرائم، وفي اطار هذه الاستنكارات فان تركيا تستعد لاستدعاء سفيرها في اسرائيل، وفي التطورات ايضاً قيام المخابرات الاسرائيلية باعتقال صحفي بريطاني ساهم في كشف اسرارها النووية. فقد ذكر وزير الخارجية التركي عبد الله جول: إن بلاده يحتمل أن تستدعي سفيرها لدى إسرائيل قريباً للتشاور تعبيراً عن عدم رضا أنقرة إزاء العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقال جول للصحفيين في أنقرة (مع استمرار هذه العمليات وحيث إننا معنيون باستئناف عملية السلام ومستعدون لعمل أي شيء للمساعدة يحتمل أن نستدعي سفيرنا خلال الايام القادمة). وأوضح جول أن السفير قد يستدعى الى أنقرة (لتبادل الآراء) ثم يعود إلى إسرائيل. يأتي ذلك في وقت يتزايد فيه التوتر في العلاقات بين تركيا وإسرائيل في أعقاب العمليات العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وصف إسرائيل يوم الاثنين الماضي بأنها (دولة إرهابية). ومن جانب آخر اعلن مصدر قضائي ان الشرطة الاسرائيلية اعتقلت مساء الاربعاء الصحافي البريطاني بيتر هونام الذي نشر منذ حوالي عشرين عاماً الاسرار التي كشفها الخبير النووي الاسرائيلي موردخاي فعنونو حول الاسلحة النووية الاسرائيلية. وقالت المسؤولة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا التي شهدت اعتقاله ان (خمسة من عناصر الامن باللباس المدني قاموا بتوقيفه وتمكن بابلاغي بذلك بينما كانوا يقتادونه الى جهة مجهولة). واضافت (قال لي انه اعتقل وطلب مني ابلاغ - صنداي تايمز - ووسائل اعلام اخرى). من جهته اكد افيغدور فيلدمان احد محامي فعنونو (حاولت الاتصال به منذ توقيفه عن طريق الشين بت لكن هذا كان مستحيلاً). واضاف ان (اختفاء رجل مثله بين ليلة وضحاها امر غير مقبول ابداً). وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان السلطات الاسرائيلية تشتبه بان الصحافي كان على اتصال مع فعنونو لنشر كتاب. وكان حكم على فعنونو بالسجن في 1986 بتهمة (الخيانة) لنقله معلومات الى صحيفة (صنداي تايمز) عن مفاعل ديمونة (جنوب اسرائيل) حيث كان يعمل. وقد فرضت قيود مشددة عليه منذ خروجه من السجن في 21 نيسان - ابريل من بينها منعه من لقاء اجانب بدون اذن مسبق ومن الحديث عن عمله في المحطة النووية. ويلف الغموض البرنامج النووي الاسرائيلي. وتكتفي اسرائيل بالقول انها لن تكون اول من يدخل الاسلحة النووية الى الشرق الاوسط مع ان الخبراء العسكريين الاجانب يؤكدون استناداً الى الاسرار التي كشفها فعنونو، انها تمتلك بين مئة ومئتي رأس نووي. وفي اطار الاعتداءات الاسرائيلية اليومية فقد دمر جيش الاحتلال فجر امس الخميس منزلي عائلتي ناشطين فلسطينيين في نابلس شمال الضفة الغربية. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الجنود الاسرائيليين نسفوا الطابق الثاني من منزل نايف ابو ساره القيادي في كتائب شهداء الاقصى المنبثقة في حركة فتح في منطقة نابلس. كما نسف الجنود الاسرائيليون منزل سامي سيد سلامه الناشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي قتل في عملية استشهادية ضد عسكريين اسرائيليين في 22 ايار - مايو الماضي في الضفة الغربية. ومنذ آب - اغسطس 2002 نسف الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة مئات المنازل التي يملكها فلسطينيون الى جانب اكثر من الفي منزل دمرت خصوصاً في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. وتدين المنظمات الانسانية هذه السياسة معتبرة انها عقوبة جماعية.