سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"صنداي تايمز" تشير الى تصفية "حسابات قديمة"... وهونام يعلن بعد اطلاقه أنهم حرموه من النوم . اسرائيل تعتقل صحافياً نشر اسرارها النووية للاشتباه في حيازته معلومات جديدة من فعنونو
لم تكد الحكومة الاسرائيلية تخرج من مطب حملتها العسكرية الدامية في رفح، حتى وقعت في مطب جديد عندما اعتقلت الشرطة، ومن دون علم القضاء، مراسل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية بيتر هونام الذي ساهم قبل 20 عاما في كشف اسرار تتعلق بالبرنامج النووي الاسرائيلي زوده اياها الخبير التقني النووي موردخاي فعنونو. وللتخفيف من حدة الحرج الاسرائيلي الناجم عن كون الاعتقال تم بطريقة غير قانونية، وتحسباً لعودة التوتر الى العلاقات الديبلوماسية بين تل ابيب ولندن، سارع المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز الى عقد اجتماع طارئ شارك فيه ممثلون عن جهاز الاستخبارات الداخلي شاباك ل"لملمة" القضية، واعلن ان الصحافي البريطاني سيطلق ليل الخميس - الجمعة. ومساء امس بثت شبكة التلفزيون الاسرائيلية الثانية ان الشرطة اطلقت هونام الذي صرح الى الصحافيين الذين كانوا ينتظرون خارج السجن: "انا لست جاسوساً على الامور النووية. لا اعتقد انهم الاسرائيليون قاموا بعمل جيد". وقال "لقد مررت ببعض التجارب الصعبة" مضيفاً ان القنصلية البريطانية ومحاميه قدما له المساعدة. واشتكى هونام كذلك من انه حرم من النوم كما منع من التحدث مع زوجته خلال فترة وجوده قيد الاحتجاز. وعزت مصادر اسرائيلية اسباب الاعتقال الى "مخالفة" فعنونو القيود التي فرضت عليه عقب اطلاقه، ومنها منعه من الادلاء بتصريحات الى جهات اجنبية. وهو ما اكده المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس يارون عندما قال للاذاعة ان وراء الاعتقال "مبررات قانونية تتعلق بمخالفة القانون من خلال خرق القيود المفروضة على فعنونو"، مضيفاً ان "اسرائيل ستفهم هونام وغيره انها تتمسك بالحفاظ على قوانينها". وفي هذا الصدد، ذكرت اذاعة الجيش ان السلطات الاسرائيلية تشتبه بأن هونام كان على اتصال مع فعنونو لنشر كتاب، فيما اكدت مصادر اسرائيلية ان الشرطة ارادت التأكد مما اذا كان في حوزته شريط مسجل لمقابلة مع فعنونو بهدف نشرها في الصحيفة الاسبوع الجاري. الا ان محامي الصحافي افيغدور فالدمان نفى ارتكاب اي مخالفة قانونية، معتبراً ان ما جرى ليس إلا "هوس المؤسسة الامنية الذي لا ينتهي بفعنونو". كذلك نفى مدير تحرير "صنداي تايمز" ريتشارد كايسبي في اتصال اجرته معه "الحياة" ان يكون مراسلها يعد كتاباً عن فعنونو، موضحاً ان هونام كان يحاول منح فعنونو اي مساعدة يحتاجها بعد اطلاقه من السجن. والمح الى ان ما جرى هو تصفية "حسابات قديمة" تتعلق بنشر الاسرار النووية لاسرائيل قبل 20 عاماً. وفي تفاصيل عملية الاعتقال، اكد شهود بينهم عاملة في "منظمة العفو الدولية" أمنستي انترناشونال تقيم في فندق اقام فيه ايضاَ، ان خمسة اشخاص يرتدون لباساً مدنياً كانوا يحيطون بهونام في ردهة الفندق مساء اول من امس عندما ركض فجأة نحوها، وقال: "ابلغي صاندي تايمز انني اعتقلت"، قبل ان يسحبه هؤلاء الى غرفته وينزلوا مع حقائب لم يؤكد ان كانت تحوي حاجاته. وسمحت المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس للمحامي فلدمان بزيارة موكله مساء الخميس بعدما كان جهاز الاستخبارات ابلغه انه لن يسمح له برؤيته قبل مرور اربعة ايام على اعتقاله. وكان هونام وصل الى تل ابيب قبل اكثر من شهر لتغطية اطلاق سراح فعنونو في 12 نيسان ابريل الماضي، علماً بأنه واظب على توطيد علاقته معه طوال 18 سنة قضاها فعنونو في السجن. وبحسب مصادر اسرائيلية، اقام هونام في شقة استأجرتها له ال"بي بي سي" الذي يعد لحسابها فيلماً وثائقياً قد يتضمن لقاء صحافياً مع فعنونو يتحدث فيه عن تجربة اعتقاله في السجون الاسرائيلية. وفي لندن، اعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية جاكي اليوت في اتصال اجرته معها "الحياة" عن "قلقنا العميق تجاه عملية الاعتقال"، مشيرة الى ان الحكومة البريطانية تحاول "توفير الخدمات القنصلية للصحافي المحتجز". واضافت ان الحكومة لم تتأكد بعد من حرمان هونام من الحصول على محام، مؤكدة أنها تحاول الاتصال به.