توفي قبل عدة ايام الشيخ الفاضل علي عبدالله اليعقوب (رحمه الله تعالى) عن عمر يناهز 72 عاماً وهو أحد ابناء حائل المخلصين جداً. مات المعلم، الأب، الحنون.. بعدما كان راقداً على السرير الابيض لايقدر على الحراك.. وبعدها فقدنا علماً من اعلام المنطقة فهو استاذ الجيل.. تاركاً وراءه كنوزاً عدة.. منها.. (الأدب.. والمحبة.. وحسن الخلق.. القيم النبيلة.) بموته انطوى علم من أعلام الجيل الماضي ظل صادقاً مع مجتمعه.. قرابة الخمسين عاما قضاها في عمله لخدمة دينه.. ووطنه عرفته شيخاً جليلاً.. قوي الحجة.. صادق النية.. وافر المعلومات.. عاشقاً لحائل.. لا يحب الاضواء (سمة الكبار)، برحيله فقدنا رجلاً كريماً يحب الخير ويحب العطاء والنزاهة والصدق والانصاف والصراحة والإخلاص في العمل، مما أعانه على النجاح طويلاً في تحقيق طموحاته رحل عنا.. وترك لنا اشياء جميلة جداً من القيم الرفيعة. أبوسعود - كان مدرسة ناجحة في حياة الكثير من أبناء المنطقة منهم من أصبح معلماً وطبيباً ومهندساً ومديراً ، كل تعلموا منه ونهلوا من تجاربه. ففي المجال له حديث لبق.. يتمتع بالصدق.. له تواضع جم مع الصغير قبل الكبير.. مما حبب الناس اليه. مات - رحمه الله - محبوباً. (محبوب).. الصفة الوحيدة التي لا يختلف عليها اثنان (وفيٌّ).. جداً مع المعارف والاقارب (بصلة الرحم) (عملي).. عنوانه الأكيد.. وبالذات في خدمة الوطن انقطع عن الحياة برحمة ربنا (وبإذنه تعالى) عملك صالح.. وعلمك نافع.. واولاد يدعون لك بالرحمة.. سمعتك طيبة.. افضالك واضحة.. انك زمن في رجل كل لغات العالم.. وحتى لغة البكاء.. لا تستطيع ان تصف مدى حزننا عليك.. حزنت القلوب.. وتفجرت العيون بالدموع ستبقى ذكراك وسيرتك في عقولنا وقلوبنا فأنا تشرفت منذ الصغر برؤيتك (خميس بعد خميس) في الرحلات البرية مع (الشبه) الى (السفن, ظلظل، الى المدينةالمنورة الى شمال المملكة.. وغيرها الكثير)منذ حوالي 25 عاما عرفتك شهما كريماً منبعاً للصدق والتواضع. قوي الايمان شديد الحجة.. عفيفاً طاهر النوايا. تعلمت منك دون أن تقول لي: تعلمت العطاء والتضحية الصامتة.. لم لا أتعلم ورفيق دربك وصديقك هو والدي الفاضل الشيخ (إبراهيم حماد عثمان الصايغ) يرحمه الله. فأنتما متطابقان متفاهمان في كل الخصال الحميدة تعلمت من والدي الإيثار والتضحية الصامتة وتعلمت منك يابوسعود محبة الكبير واحترام الصغير. أنتما عنوان الصدق.. لكما كل الفضل في نجاحنا الي سبل السعادة.. انتما (شمس وقمر) حياتنا يعلم الله مقدار حزني على فراق والدي.. وبعده بخمس سنوات فراق ابوسعود. موت.. ادخل الحزن لكثير من البيوت. لكن نفس الحزن علَّمنا الصبر.. وعلمنا ان نسير على خطاكم. في المقبرة رأيت الكثير من اهالي حائل (الصغير, والشاب والكهل، جاؤوا من كل مكان يبكون يدعون لك بالمغفرة. رأيت ابناءك.. يبكون.. حزناً.. على فراقك بكيت معهم كثيراً فأنت مثل اعلى لي بعد والدي كلهم يبكون يودعونك الوداع الأخير.. ويعزون فيك إن القلم يعجز ان يعبر عن مدى حزننا عليك، والله اننا نحبك قبل الموت وندعو لك بعد الموت. لماذا لا نبكي؟!! وأنت الحريص على طلب العلم ونشره، صادق المثابرة في تحصيله، منذ الصغر لازمت كبار العلماء والمشايخ حتى اصبحت منهم ومثلهم. قرابة الخمسين سنة خدمة للدين.. والوطن. كنت في حديث جانبي مع ابنك - فهد - حفظه الله يسرد لي بعض مزاياك ويدك الخيرة مع الفقر، فقلت له انا ملازمه اكثر من 25 سنة تعلمت وعرفت عنه الكثير.. فهو يزرع سبل الصبر في طريقنا يزرع أساس النجاح في حياتنا سنفقدك كثيراً (ياباسعود) في رحلة الخميس لكن الخالق اختارك وهذه سنَّة الحياة ابن أدم ميت ولد ميت.. وهكذا تسير الحياة قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وفي قول آخر لله سبحانه وتعالي : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } إلى أبنائك العشرة - حفظهم الله -. عليكم بالصبر لأن فقيدكم هو فقيد حائل كلها فهو والد للجميع. فأنا بكيت كثيراً عندما مررت مع منزلك الأبيض الجميل (كبياض قلبك) بكيت اكثر عندما رأيت وفاء زملائك.. اصدقائك ابنائك كان قوياً ومثيراً تستاهل كل الدعاء والحب الكثير فأنت محبوب الجميع. إلهي.. اغفر له وارحمه وجميع أموات المسلمين إلهي.. ألهم ذويه وأهله الصبر والسلوان يرحمك الله أيها الشهم الكريم وجمعنا وإياك في جنات النعيم بإذنه تعالى. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ألى جنة الخلد (يا ابوسعود) والحمد لله رب العالمين.