الفواجع في هذه الحياة كثيرة، تأتي في النفس والوالد والمال وفي الصديق والرفيق وفي كل عزيز وكل غال ونفيس. آه منك ايها الموت ستتجرعك كل نفس رغم بغضها لك فكل نفس ذائقة الموت مع اننا ندعو في صلواتنا ان يجعل الموت راحة لنا من كل شر وندعوه سبحانه وتعالى ان يحيينا ما كانت الحياة خيرا لنا. خلال فترة مرض والدتي غفر الله لها أعطانا الله الامل والتمسك بأهداب الحياة اذا كانت خيراً لنا وأن يتوفانا إن كانت الوفاة خيراً لنا ومع ذلك الأمل تأتي ايها الموت بغتة في 7/7/1435ه وتخطف يد المنون الحنون والدتي: لولوة بنت محمد العبيلان رحمها الله.. ومع عظم المصيبة عليّ وعلى والدي وأخوتي حررت هذه الكلمات بحروف بالدمع وقلب يحترق على فراق أعز الناس. وها هي الايام تمضي على فراقك يا أعز الناس كأنها دهر من الصبر والاشتياق والمعاناة التي نعانيها بعدك، كم كان موحشاً وكئيبا فراقك يا غالية وكم عانينا الحزن والألم النفسي عندما ننظر إليك وانت راقدة على السرير الابيض وتتحسر قلوبنا عليك ولكن المؤمن يرضى بقدر الله وأنا اعلم أن شهادتي فيك يا أمي مجروحة ولكن أشهد الله أنكِ كنتِ من أندر النساء في خصالها وطيبتها وتواضعها وكرمها وحنانها ولم نبكيك نحن فقط بل جميع من كان يعرفك بكاكِ، وانا أتالم وأبكي كغيري على فراقك كل ليلة وأعيش ليالي من بعدك لا يعلمها الا الله ومن غير ميعاد وجدت نفسي تائهة في دوامة الحياة ومشاغل لم اكن اعلم بوجودها وحيدة، ولولا ايماني بالله الذي أعطاني الصبر والاحتساب ثم وجود والدي اطال الله في عمره وزوجي واخوتي وأولادي ادامهم الله ذخراً لي لما كنت اعلم ما مصيري بعد افتقادك. ختاماً نرجو الله أن يتغمدك يا أمي برحمته ورضوانه وأن يوفقنا جميعاً للسير على خطاكِ الذي تعلمنا منه الكثير وأن يوفقنا للسير في هذا الطريق الذي رسمتِيه لنا جميعاً وأن نستمر في تطبيق المبادئ والقيم الجميلة التي زرعتيها فينا. رحمك الله يا أمي وندعو الله أن يرزقنا الصبر والسلوان على فراقك.