استنكر عدد من الأكاديميين والمسؤولين والمثقفين ورجال القانون بالمنطقة الشرقية الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها عاصمة الوطن الرياض وبعض مناطق المملكة الحبيبة وأكدوا أنهم على ثقة ان هناك من يريد بالبلاد والعباد شرا منذ بداية الأحداث رافضين جمع التبريرات التي يقحم فيها الدين لتضليل المجتمع الطيب وأشاروا إلى ان مثل هذه الأعمال الاجرامية لن تزيد مجتمعنا المتماسك إلا تماسكا والتفافاً حول قيادته الرشيدة في وجه الإرهاب والإرهابيين ومحاولاتهم اليائسة المدحورة التي لن تستطيع النيل من وحدة وعزة وطننا الحبيب. وقال الدكتور شافي الدامر استاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان هذه الأحداث الإرهابية المؤسفة تعتبر بلاء بحد ذاتها، لكن ما يزيد من هول المصيبة هو محاولة ربطها بالاسلام والمسلمين بأي شكل من الأشكال. وأضاف الدامر: لايختلف اثنان على ان من قام بهذا العمل المشين لا يستهدف أمن بلادنا فحسب، ولكن يستهدف كل ما له علاقة بقيمنا الأساسية والتي على رأسها (وفي أولها) عقيدتنا السمحاء بل ان من قام بهذا العمل المشين قد قدم خدمات جليلة لكل ما يخدم الصهيونية وأفكارها المضللة بشكل عام. نعم ان من يقوم بمثل هذه الأعمال هو في نهاية المطاف لايخدم إلا مصالح الصهيونية العالمية سواء كان مدركاً لذلك أو لم يكن. إن الصاق تهم الإرهاب بالاسلام عمل صهيوني بالدرجة الأولى (فكيف بالعمل به) ان زرع الفتنة بين المسلمين وفي داخل أوطانهم الآمنة عمل صهيوني، إن إضعاف وتشتيت قوة الأمة من أوليات العمل الصهيوني، إن زعزعة أمن الدول المناصرة للحق الاسلامي - العربي - الفلسطيني من أساسيات الأعمال الصهيونية الهدامة. كيف لمسلم أن يقتل أخاه المسلم؟ كيف لعربي أن يقدم على مثل هذا الغدر المبين؟ كيف لسعودي ان يقتل أخاً سعوديا آخر؟ مازالت جميع أطياف المجتمع السعودي تعيش في حالة الصدمة الموجعة لهذا العمل المشين، ومازال المجتمع في حيرة من أمر هذه الفئة الضالة، في اعتقادي ان التغرير بهذه الفئة وصل حداً لايمكن تصديقه، بل ربما أن هذا التغرير وصل لمرحلة غسل الأدمغة لمن قام بتنفيذ هذا العمل المشين. وقال رئيس بلدية محافظة الجبيل المهندس شجاع المصلح ان ماحدث من تفجيرات في الرياض والتي نفذتها زمرة مارقة خارجة عن ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة إنما هي أعمال نابعة من حقد وضغينة على هذه البلاد التي أنعم الله عليها بالأمن والأمان وشرفها الله سبحانه وتعالى بالحرمين الشريفين والتي بعونه تعالى ستبقى كذلك إلى ان تقوم الساعة ولن يضرها بمشيئة الله تلك الأعمال الاجرامية التي لا تمت للاسلام بأي صلة وفي الوقت نفسه الذي نستنكر فيه كل هذه الأعمال التي قام بها هؤلاء المجرمون وأعوانهم نسأل المولى عز وجل ان يحفظ بلادنا من كل مكروه وان يرد كيد الأعداء والمجرمين إلى نحورهم والله القادر على ذلك وهو نعم النصير وأضاف المصلح ان ما حدث من اعتداء وعدوان وترويع وقتل لأبرياء لا حول لهم ولا قوة في بلد الاسلام ومهبط الوحي والذي عرف عنه الأمن والأمان والسعي دائماً للسلام لهو أسلوب اجرامي فاضح سينال مرتكبوه الجزاء الرادع قريباً بإذن الله. ومن جهته استنكر رجل الأعمال وراعي منتدى الثلاثاء الاستاذ جعفر محمد الشايب الأعمال الإرهابية قائلاً: إلى فترة قريبة كانت المملكة تعد من الدول الآمنة التي يضرب بها المثل في بعدها عن أعمال العنف والإرهاب تلك التي كانت سائدة في دول عديدة، واثرت على استقرارها ووضعها الاقتصادي والسياسي وكانت الصورة النمطية السائدة حول المواطنين السعوديين أنهم مسالمون وبعيدون عن العنف وان تاريخهم في علاقتهم مع حكومتهم لم يعترِه أي تهديد أو مساس بأمن الوطن وقد تفاجأ الجميع من مواطنين ومراقبين بما يجري في المملكة وجعلوا يبحثون أسباب هذه الحالة التي تكاد تتحول إلى ظاهرة بسبب تنامي العنف وتصاعده على الرغم من النجاحات التي تحققها أجهزة الدولة في القبض على العناصر الإرهابية ومصادرة اسلحتها وذخائرها. وأضاف الشايب: لقد تنبهت أجهزة الدولة إلى هذه المشكلة وسعت جاهدة إلى معالجتها بصورة حازمة وجادة عبر العمل على اتجاهين الأول هو ملاحقة ومتابعة هذه العناصر والكشف عنها بصور مختلفة، والثاني هو عبر جهود توعوية وثقافية للحد من انتشار ظاهرة الغلو والتطرف والتشدد والتحريض على العنف والتي كانت البذرة الأساسية التي انطلقت منها هذه المجموعات. إن خطورة هذه الأعمال الإرهابية تتمثل في عدم احترام حرمة دم الانسان -مهما كان- والتعدي على القيم الاسلامية والانسانية في عدم مراعاة النظام العام والتجاوز عليه وهذه تؤدي إلى تجاوز كل المحظورات والموانع الاخلاقية والدينية، وتنتهك حرمات الأبرياء ممن ليسوا طرفا في القضية. ولقناعة الجميع بالأضرار السلبية الكبيرة الناتجة من هذه الأعمال الإرهابية، فإنه تقع علينا مسؤولية كبيرة كمواطنين يهمنا حماية وطننا من أي تهديد داخلي أو خارجي. لقد انكشف القناع المزيف لهذه الشرذمة الباغية الآثمة المعتدية على المسلمين هذه الفئة الضالة المضلة بفكرها المنحرف لاتخدع إلا الجهلة والسذج من عباد الله المؤمنين فهم بالأمس البعيد يزعمون أنهم يقتلون الكفار واليوم يقتلون المؤمنين رجالاً وأطفالا وكبار سن والا فما معنى ان يفجروا مكان ومعقل الأمن، أمن هذه البلاد بلاد المسلمين بلاد العقيدة والشريعة انهم يقتلون رجل الأمن المؤمن بربه المطيع لولاة أمره والذي يقدم خدمة لابناء الوطن. ووصف جاسم الياقوت مدير الاعلام الخارجي بالمنطقة الشرقية الذي حدث بأنه عمل اجرامي ولولا لطف الله ثم يقظة رجال الأمن الذين أبطلوا خلال الأيام القليلة الماضية 5 سيارات مفخخة ومجهزة للتفجير الواحدة منها كفيلة بتدمير حي كامل بمن فيه وأيضاً وفق الله رجال الأمن في التشويش على هذه السيارة التي انفجرت ومضايقة المجرم مما اضطره إلى تفجير سيارته بمسافة 30مترا عن المبنى المستهدف ما خفف من حجم الكارثة على المبنى والمناطق المجاورة له وهذا الحدث بالأمس كشف نوايا هذه الفئة الباغية وأكد أصالة الاجرام في نفوسهم وان هدفهم هو ترويع الآمنين وسفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها وهذا يدعونا أولا إلى تقديم العزاء لاسر الشهداء، وقال إنه آن الأوان بأن يحشد المجتمع بجميع فئاته من علماء ودعاة ومشايخ وأئمة وخطباء جوامع ومفكرين وكتاب ومثقفين وأكاديميين وأدباء ورجال أعمال نساء ورجالاً شبابا وشيابا كبارا وصغارا ان يحشدوا أنفسهم ضد هذه الفئة الباغية وان نرى القنوت في المساجد والصلوات ضد هذه الفئة ومن ناصرها وان تكون خطب هذه الجوامع خطباً توقظ الغافل عن غفلته وتوجه رسالة إلى المواطن والمقيم بهذه الأرض إلى أنه هو المستهدف وأنه إذا ضعف الأمل لا قدر الله فسوف لن نرى الأشذاذ الآفاق وأرباب السوابق والمجرمين يستخدمون البيوت الآمنة والنساء والأطفال وعندها لاينفع هذا الدعم لمثل هؤلاء لأننا في خندق واحد وكلنا الآن رجال أمن وأرجو ان نضع أيدينا في أيدي قيادتنا الرشيدة. واستنكر محافظ القطيف بالنيابة خالد بن عبدالعزيز الضعيان هذا الفعل الاجرامي المرفوض ديناً وعرفاً وبدأ حديثه بكلام خير البشر القائل: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). لقد عصم ديننا الحنيف دم المسلم وماله وعرضه وأصبحت هذه المحرمات الثلاث هي أشد ما يحافظ عليه ديننا وهي المسلمات التي لاخلاف عليها. وما يحدث من هذه الفئة الضالة الخارجة عن تعاليم ديننا وقيمنا وعاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا المعهودة على كل حق واضح ماهو إلا حرباً ضد الاسلام وتعاليمه وضد مجتمعهم وبلادهم. إن ما يحدث في بلادنا من هذه الفئة الضالة هو بحق جريمة من أبشع الجرائم ومن الافساد في الأرض الذي لايقره عقل ولادين ولا فطرة وليس هناك أي مبرر لهذا العمل مهما كانت الدوافع والمسببات إلا أنه الفساد فهم يبغون فساد غلهم وحقدهم وظلمهم لإزهاق الأنفس البريئة والاعتداء بشق طرق الاعتداء الممقوت على المسلمين. قال صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم) وقال عليه الصلاة والسلام: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) وقال عليه الصلاة والسلام: (من خرج على أمتي بسيفه يضرب برها وفاجرها فليس مني ولست منه). وتحدث الدكتور محمد بن حسين آل عسكر من مكتب معالي وزير البترول والثروة المعدنية عن الإرهاب فقال: الإرهاب سلوك مزايدة على الجهل والظلام وهو جزء من التكوينات البشرية التي ينعدم فيها التجانس الفكري والعقائدي وقد تكون الغلبة للأطراف المتشددة فيها إلى ان يتحقق التوازن بفعل الالتفاف وخصوصاً المتضررين من أساليبه لأن الإرهاب لم يعد تلك الوسيلة المقبولة لتحقيق المطالب أو دفع ما تعتقده افتراضياً تلك المجموعات المنضوية تحت لوائه من تسلط أو طغيان. فكما ان للإرهاب مسببات ودوافع وطرقاً فله أيضا ردود فعل مضادة وبنفس الحدة إن لم تكن أعظم والنظم والأنظمة حددت ماهية الانسان وطبيعة حقوقه وواجباته وأي إخلال بها يعتبر تحديا للتوجه العام ولاسبيل إلى استمراره. يجب وظيف الاعلام كقنوات داعمة لكشف هذه الممارسات ونتائجها وطمأنة الرأي العام حول سلامته وتكامله. كل هذا أدى إلى إضعاف الإرهاب وأساليبه أما القضاء عليه فالمسألة وقتية وجهادية واجتهادية ضد العنف والإرهاب والمنتمين إليهما. وتحدث الكاتب الاستاذ محمد محفوظ مستنكراً بقوله: لاشك ان العمل الإرهابي يحملنا مسؤولية وطنية جليلة وكبرى تجاه هذه الأعمال التي تمارس القتل والتدمير في كل الاتجاهات التي تستهدف أمن الوطن والمواطن معا وهذه المسؤوليات الجليلة بامكاننا ان نبلورها في مستويين أساسيين أولا المستوى الأمني القانوني أو أننا ينبغي ان نكون شركاء في ملاحقة هذه الفئات الإرهابية وتسليمهم إلى العدالة لكي ينالوا جزاءهم القانوني والعادل فكل مواطن شريك أساسي في ملاحقة هذه الفئة وكشفها ورفع الغطاء الاجتماعي عنها، أما المستوى الثاني هو المستوى الفكري والثقافي أو اننا لايمكن ان نحارب الإرهاب بشكل فعال إلا بمحاربة تلك الأفكار والثقافات التي تصنع الإرهابي وتشرع له ممارسة القتل والتدمير تجاه أبناء جلدته ودينه. كما تحدث المحامي والمستشار القانوني محمد بن حمد الصعيب عن الأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخرا وما سبقها فقال: إن هذه الأعمال الإرهابية تؤكد إن الفئة الضالة تثبت ان أفعالها لاتمت للدين من قريب أو بعيد. إن ترويع الآمنين والحاق الأذى بالأهالي لايمثل عملا أخلاقياً لمناصرة فكره، وإنما يشكل جريمة فاضحة، وعدواناً لئيماً وإرهاباً للفرد والمجتمع. ويلاحظ ان الأيادي السوداء الملطخة بدماء الأبرياء قد ناقضت نفسها وادعاءاتها وغيرت أساليبها الخفية بالتعرض إلى رجال الأمن الشرفاء في مقراتهم فأين الوطنية في مثل هذا التصرف المجرم وهل جزاء حماة الأمن ودعاة الاستقرار والنظام ان تسلط عليهم مثل هذه الاعتداءات الآثمة. إنني أناشد نفسي وجميع المواطنين إدانة وشجب هؤلاء القتلة، ومساندة رجال الأمن في سعيهم لكشف الخلايا المجرمة والوصول إلى هؤلاء المعتدين لتلقينهم درساً ووضع حد لإفسادهم في البلاد.