شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى ان يعطي لمكةالمكرمة العديد من الصفات والسمات فمن أم القرى إلى البلد الحرام، والعاصمة المقدسة لبلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية، وكانت المشيئة أيضاً تلاحق أم القرى في كونها مركزاً للعلم، وسوقاً للتجارة، ومجالاً للتعرف والتعامل مع آلاف، بل ملايين من البشر المسلمين القادمين لأداء فريضة الحج والعمرة، وزيارة المشاعر المقدسة بها، إلى جانب هذا جاءت جامعة أم القرى كمنبر للعلم عبر تاريخ عريق امتد لأكثر من أربعة وخمسين عاماً حيث بدأت بالنهضة التعليمية، وفتح الآفاق، وأرادت لها حكومتنا الرشيدة المتمثلة في عناية مؤسسها جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، ومواصلة ابنائه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي كان أول وزير للمعارف - وزارة التربية والتعليم حالياً - والذي قدم للعلم وأبناء هذا الوطن سجلاً خاصاً للتنمية والتوسع والتطوير. ***** رائدة التعليم العالي: يقول الاستاذ الدكتور ناصر بن عبد الله الصالح - مدير الجامعة لقد كانت كلية الشريعة بمكةالمكرمة عام 1369ه هي رائدة التعليم العالي ومنطلقه في البلاد ثم اتبعها انشاء كلية المعلمين 1372ه وهذه هي البوادر الأولى لانطلاقة العلم والمعرفة للمملكة وابنائها، فقد كان الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود يعنى بنشر العلم والمعرفة وبناء الأجيال واعداد الرجال عنايته بتأسيس المملكة وبناء مرافق الدولة فيها. ويتابع مدير الجامعة الدكتور الصالح: وجامعة أم القرى تحظى بفضل الله بعناية خاصة من ولي الأمر مولاي خادم الحرمين الشريفين وأركان دولته حفظهم الله، مع ما تحظى به من دعم ورعاية عامة شملت كل مرافق التعليم في البلاد، فقد حرصت القيادة على ايلاء هذه الجامعة في مهبط الوحي ومهد الرسالة كل الاهتمام والمتابعة لمشروعاتها وتفقد أحوالها والاستجابة السريعة لمطالبها، وكذلك رعاية المناسبات الكبرى لها، وهو ما مكنها بعد فضل الله تعالى من النهوض برسالتها وتيسير ادائها لمهامها التعليمية والحثيثة وخدمة المجتمع. ويضيف معالي المدير فمما أفضل به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله- قيامه بوضع حجر الأساس بنفسه لمباني المدينة الجامعية في العابدية عام 1406ه واهداء قصر الضيافة بالزاهر للجامعة، وامره حفظه الله بتخصيص خمسين مليون ريال لترميم مقر فرع الطالبات بمكة، وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بتدشين المرحلة الأولى المنجزة من المدينة الجامعية بالعابدية والشروع في المرحلة الثانية في 1419ه، واهداء قصر الحويةبالطائف ليكون مقراً لفرع هذه الجامعة بها، ولعل الانجازات تتوالى من قبل ولاة الأمر، ففي عام 1419ه قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران برعاية المؤتمر الهندسي الخامس الذي أقامته الجامعة، وفي عام 1418ه قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة بوضع حجر الأساس لتطوير مقر الطالبات ورعاية المؤتمر العلمي الأول للخدمات التطوعية، ومع المناسبة أهدى سموه الكريم قصره العامر بالزاهر للجامعة للتوسعة على طالباتها، وفي عام 1419ه رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله، المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين، وقد حظيت الجامعة بالاهتمام المتواصل والرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة في دعم مشروعاتها ومناسباتها، وكل متطلباتها، وكان صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله من المؤازرين للجامعة علمياً وتربوياً وثقافياً وله من المواقف الجليلة التي لن تنسى مع مر الزمن، كما ان لمعالي الاستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي رعاية ومتابعة خالصة للجامعة وأعمالها وهو ينطلق في تطلعاته من قيم وأهداف جاءت بالخير للتنمية والتطوير. لقد جاء الكتاب الوثائقي السجل حافلاً بالعديد من التوضيح للمراحل التي مرت بها الجامعة منذ افتتاح كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، ثم كلية التربية بمكة، وكلية الدعوة وأصول الدين، وكلية اللغة العربية وآدابها، وكلية العلوم التطبيقية، وكلية العلوم الاجتماعية وكلية الهندسة والعمارة الاسلامية، وكلية الطب والعلوم الطبية، وكليتي التربية والعلوم بفرع الجامعة بالطائف ثم كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر ومعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، ومعهد البحوث العلمية وأحياء التراث الاسلامية وكلية المجتمع بالباحة وأخيراً كلية المجتمع بمكةالمكرمة. إن الجامعة في سجلها حافلة بالمراكز، العلمية والتعليمية والبحثية ومركز الدورات التدريبية واللغات، والوسائل وتقنيات التعليم، وتقنية المعلومات والتطوير الجامعي، والوثائق والمحفوظات والمجلات العلمية والمتاحف والادارات الخدمية المختلفة. سجل أعضاء الجامعة: ويمكن ذكر سجل أعضاء مجلس جامعة أم القرى منذ إنشائها على النحو التالي: * الرؤساء: الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله، الاستاذ الدكتور عبد العزيز الخويطر، الاستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري. * مديرو الجامعة: أ.د.راشد الراجح الشريف، أ.د.سهيل بن حسن قاضي، أ.د.ناصر بن عبد الله الصالح. * أمناء المجلس والخبراء: أ.د.عبد الرحمن بن صالح الشبيلي وكيل وزارة التعليم العالي، أ.د.محمود محمد سفر وكيل وزارة التعليم العالي،أ.د.محمد بن سعد السالم أمين عام مجلس التعليم العالي، أ.د.محمد بن عبد العزيز الصالح أمين عام مجلس التعليم العالي، الاستاذ عبد الرحمن صالح تونسي مدير عام مدارس الثغر النموذجية. * الأعضاء: د.عليان بن محمد الحازمي، د.منصور أبولبن، د.عبد الله سليمان الجربوع، د.عبد الله علي الرحمن الصنيع، د.عبد العزيز محمد الزيد، د.عبد الوهاب علي الحكمي، أ.د.محمد عبد الله بن حجر الغامدي، أ.د.عبد العزيز مصطفى عقاب، د.عبد الرحمن أمين مرغلاني، أ.د.محمد جميل خياط، أ.د.عدنان محمد وزان، د.صالح بن عبد الله بن حميد، د.حمزة حسين الفعر، أ.د.سهيل حسن قاضي، د.محمد أحمد العمري، د.أحمد بن ناصر الحمد، أ.د.علي عباس الحكمي، أ.د.محمود محمد علي أسدالله، أ.د.محمود حسن عبد الرحمن زيني، د.سعد حميد رميزان السبيعي. * محطات مضيئة: في عام 1369ه أسست كلية الشريعة بمكةالمكرمة على يد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله كأول صرح للتعليم العالي بالمملكة. 1372ه تخرجت أول دفعة من كلية الشريعة وكان عدد طلابها 41طالباً. 1372ه أنشئت كلية المعلمين بمكة التي تغير اسمها إلى كلية التربية. 1391ه ألحقت كلية الشريعة وكلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز. 1392ه أول رسالة ماجستير نوقشت بكلية الشريعة. 1398ه أول رسالة دكتوراه نوقشت بكلية الشريعة. 1399ه تحول مركز اللغة العربية إلى معهد قائم بذاته. 1400ه أنشئت كلية التربية بالطائف. 1400ه أعلن صاحب الجلالة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله قيام جامعة في مكةالمكرمة باسم جامعة أم القرى. 1401ه صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء جامعة أم القرى بمكةالمكرمة واعتمدت لها ميزانية مستقلة اعتباراً من 1-7-1401ه وصدر نظامها الأساسي بقرار من مجلس الوزراء في 19-9-1401ه. 1401ه أنشئت كلية اللغة العربية وكلية الدعوة وأصول الدين. 1402ه أنشئت كلية العلوم كلية التطبيقية والهندسية. 1404ه انشئت كلية العلوم الاجتماعية. 1406ه في شهر محرم من هذا العام وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لمشروع المدينة الجامعية الجديدة بالعابدية. 1406ه صدر قرار انشاء معهد البحوث العلمية واحياء التراث الاسلامي. 1416ه أنشئت كلية الطب والعلوم الطبية. 1418ه وضع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حجر الأساس لمشروع تطوير مقر الطالبات بالزاهر. 1418ه صدر قرار تحويل مركز أبحاث الحج إلى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج. 1419ه دشن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني المرحلة الأولى لمشروع المدينة الجامعية الجديدة بالعابدية. 1420ه صدر قرار انشاء كلية العلوم بالطائف. 1423ه صدر قرار تحويل عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر إلى كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر. 1414-1422ه انتقلت كل من كلية الشريعة والدراسات الاسلامية وكلية اللغة العربية وآدابها وكلية الهندسة والعمارة الاسلامية وكلية الطب والعلوم الطبية وكلية التربية إلى المدينة الجامعية بالعابدية، كما انتقلت كل من كلية التربية والعلوم بمحافظة الطائف إلى قصر الملك سعود رحمه الله بالحوية. 1422-1423ه تخريج أول دفعة من الأطباء السعوديين وفيما يتعلق بسعودة الوظائف الفنية والمهنية وكذلك وظائف أعضاء هيئة التدريس، فقد حققت ارتفاعاً ملحوظاً في عام 1419ه مقارنة بما كانت عليه النسبة عند بداية الخطة. فقد بلغت نسبة السعودة لأعضاء الهيئة التعليمية خلال عام 1419-1420ه (70%) بينما كان المستهدف في الخطة تحقيق نسبة (63%) أما سعودة الوظائف القيادية والإدارية فقد بلغت 100%. وعملاً على توفير مزيد من التيسير في الروتين الإداري والتجانس بين الجهازين التعليمي والإداري فقد اتجهت الجامعة إلى اسناد أمور الاشراف على هذه الإدارات إلى عدد من اعضاء هيئة التدريس، مما كان له أثر في الارتقاء بسير العمل واضفاء مزيد من الضبط والمرونة على الأمور الاجرائية. * التطوير الأكاديمي: حقق هذا المحور الأساسي من محاور مهام الجامعة توسعاً وتطوراً كبيرين في المشروعات الأكاديمية وشمل ذلك افتتاح كليات جديدة.. ففي عام 1417ه قامت الجامعة بافتتاح كلية الطب والعلوم الطبية، كما تم فتح باب القبول بها للطالبات اعتباراً من عام 1419ه وتقدم الكلية برنامجين أحدهما في الطب والجراحة والثاني في العلوم الطبية، وتضم من الأقسام والتخصصات ما مجمله 15 قسماً. كما شهد العام الدراسي 1420ه افتتاح كلية العلوم بالطائف، محتوية على عدد من الأقسام والشعب التخصصية التي تمثل نواة لأقسام علمية جديدة ستنشأ تباعاً لسد الحاجة إلى هذه التخصصات، وعملت الجامعة على تدعيم فرع الطائف بالمرافق والخدمات المساندة، ليكون فرعاً قائماً بذاته. وتم في عام 1422ه تحويل عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر إلى كلية، تباعاً لتنامي برامج التأهيل والتدريب التي تقدمها ومع مطلع العام الحالي أعلن عن قيام كلية الطب والعلوم الطبية بالطائف في عام 1424ه كلية المجتمع بالباحة وفي عام 1425ه تم الاعلان عن كلية المجتمع بمكةالمكرمة. ومن البرامج المستحدثة انشاء أقسام وشعب جديدة في الحاسب الآلي ورياض الأطفال في كل من فرعي الجامعة بمكةالمكرمةوالطائف، وتحويل شعبة المحاسبة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية إلى قسم مستقل. وتم افتتاح قسم لهندسة الحاسب الآلي بكلية الهندسة والعمارة الاسلامية، وقسم آخر لعلوم الحاسب بكلية العلوم التطبيقية. ويعكف المختصون على استكمال الاجراءات لافتتاح قسم للتعليم الخاص وبصفة عامة فإن كليات الجامعة تجري مراجعات دورية وتقويماً شاملاً لبرامجها ومفردات مناهجها، بهدف تطويرها وتحديثه وتنمية التخصصات التي يشتد عليها الطلب، وتستدعيها حركة التنمية الشاملة في البلاد. وكان من ذلك، في مجال ترشيد التخصصات، أن اتجهت كلية الشريعة والدراسات الاسلامية إلى إعادة هيكلة قسم التاريخ الاسلامي، ليصبح قسماً للتاريخ والحضارة الاسلامية، بعد دمج قسم الحضارة الاسلامية فيه. كذلك تمت مؤخراً الموافقة على نقل قسم الاعلام من كلية الدعوة وأصول الدين إلى كلية العلوم الاجتماعية، وتطوير تخصصات الجغرافيا في هذا القسم. كما اقتضى انحسار الطلب على بعض التخصصات ايقاف القبول بقسم الاقتصاد المنزلي بالطائف، وكذلك أقسام التربية الفنية، والتربية الرياضية، والبلاغة والنقد في مكةالمكرمة. وفي كلية اللغة العربية وآدابها، فقد أخذت الكلية بتفعيل قسم لغات الشعوب الاسلامية. وقد بدأت الدراسة بهذا القسم في شعبة اللغة الفارسية مع مطلع العام الدراسي 1421ه.ويهدف هذا القسم أساساً إلى الانفتاح على التراث الإسلامي عامة وتشجيع الدراسات التقابلية والمقارنة مع اللغات الاسلامية وآدابها، وتخريج كوادر تحسن تداول هذه اللغات. وتتجه الكلية إلى طلب إقرار توحيد الخطة الدراسية لتخصصات اللغة العربية في خطة واحدة ذات فرعين: لغوي وأدبي كما تجرى كليات الجامعة مراجعة شاملة لمفردات المقررات الدراسية والعمل على تطويرها تواؤما مع تطور العلوم والمناهج واحتياجات المجتمع ومع مخرجات مدارس التعليم العام. وكان قد تم مؤخراً فصل الإعداد التربوي عن التأهيل التخصصي وجعله مرحلة مستقلة ويخفف عن المخرجين الذين لا يتجهون إلى مهنة التدريس وبهذا الخصوص تدرس الجامعات حاليا امكانية تقديم مقررات الاعداد التربوي مجتمعة في فصول المستويات الأخيرة للدراسة. * توفير الفرص التعليمية: ففي التخصصات الفنية خاصة حققت جامعة أم القرى أسبقية حيث أخذت منذ عام 1418ه تعد مجموعة من برامج الدراسات الفنية والتأهيلية لخريجي الثانوية طويل المدى. وطرحت في عام 1420ه لبرنامج التأهيلي لأعمال السكرتارية لأول مرة على مستوى جامعات المملكة والتحق به عدد كبير من الطلاب ومن ثم جرى تقديم برامج أخرى للطالبات فيما بعد ثم قدمت الجامعة عدداً من برامج الدبلومات الفنية لإعداد فنيي مختبرات في كل علوم الأحياء والتحاليل الكيميائية والكائنات الدقيقة، وبرنامجاً آخر يمنح درجة الدبلوم في أعمال الحج والعمرة، وقد أسهم في إعداد هذا البرنامج كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر وسعياً من الجامعة إلى تأهيل حملة الثانوية العامة والالتحاق بالبرامج الجمعية للنجاح الذي حققته برامج الدورات والدبلومات، عملت على تقديم مزيد منها على نحو ما هو موضح في أعمال كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر. وتم مؤخرا إقرار تقديم سنة تأهيلية تتيح للمتقدمين لها فرص إكمال دراساتهم الجامعية في مختلف التخصصات. * وفي النمو العددي وزيادة الطاقة الاستيعابية: كان إجمالي عدد طلاب كليات الجامعة وطالباتها في مختلف التخصصات والمراحل الدراسية في عام 1420ه عند قيام الجامعة 11.620 طالب وطالبة منهم 1142 بمرحلة الدراسات العليا وارتفع هذا العدد في عام 1422ه إلى أكثر من 29 ألف طالب وطالبة وتعمل الجامعة حاليا على تحقيق الافادة القصوى من القدرات والمرافق التي تحققت لها ورفع طاقة التشغيل بما يمكنها من استيعاب أكبر عدد من الطلاب. * التأهيل العلمي العالي: حرصا على توفير الكوادر التدريسية الوطنية المؤهلة بجامعة أم القرى بمختلف أقسامها وتخصصاتها العلمية، وسعيا إلى متابعة مستجدات العلوم ومواكبة الجديد في مناهج البحث العلمي ونظرياته تواصل الجامعة ايفاد المبتعثين سنوياً إلى مختلف الجامعات الكبرى في العالم للحصول على درجات الدكتوراه والماجستير فيها، كما توفد الجامعة عدداً آخر في بعض التخصصات في بعثات داخلية إلى بعض جامعات المملكة وتحققت في ذلك مؤخرا معدلات عالية فقد بلغ عدد الطلاب الذين هم على رأس البعثة نحو مائتي دارس منهم دارس ودارسة يتلقون علومهم في جامعات أوروبا والولايات المتحدة وكندا، إلى جانب عشرة دارسين على بعثات داخلية بجامعات المملكة، ويمثل ذلك معدل نمو يصل إلى عشرين ضعف ما كان عليه عدد البعثات في نهاية عام 1415ه وتأتي تخصصات الهندسة والعلوم التطبيقية بعدد يصل إلى 45 مبتعثا ثم البعثات الدراسية الأخرى في تخصصات العلوم الاجتماعية والتربية والمحاسبة والآداب. * تنمية البحث العلمي: يأتي هذا المحور استكمالا للحديث عن مشروعات التطوير والتحديث، وضمنها دعم القدرات البشرية وتهيئة الامكانيات لمتابعة الجديد والاسهام في تحقيق الاضافة إلى علوم الانسانية ومعارفها عن طريق البحث العلمي والابتكار. ومعروف ان ترقي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات علمياً ووظيفياً رهن بما يقدمونه من أعمال بحثية جديدة.وتسير حركة البحث العلمي في جامعة أم القرى في مخطط متساوق من مهام التعليم، مكملة لرسالتها في نشر العلم وتنمية البحث العلمي وخدمة المجتمع وتلجأ الجامعة في سبيل ذلك إلى تهيئة الجو المساعد على البحث العلمي، ودعمه بطرق مباشرة وغير مباشرة، وتيسير وسائل انتاج وتنويع منافذ نشره.. ويتولى ذلك أساساً معهد البحوث العلمية بما يضم من مراكز البحث العلمي المتخصصة والتي بلغت تسعة مراكز بيد ان المعهد ليس هو الجهة الوحيدة في ذلك، فمن المعروف ان روافد البحوث وقنوات انتاجها ونشرها، تشمل كل ما يصدره أعضاء هيئة التدريس وباحثو الدراسات العليا من أعمال عبر المراكز العلمية المتخصصة، أو المؤتمرات والندوات والدوريات العلمية. هذا إلى ما يصدرونه من ذلك في كتب مستقلة عن دور النشر الخاصة. فمن حيث تهيئة الظروف المشجعة على البحث واجراء الدراسات العلمية تحض الجامعة على تلبية طلبات أعضاء هيئة التدريس للتفرغ العلمي للبحث وفق الضوابط والحوافز الموضوعية لذلك. وقامت الجامعة خلال العامين الأخيرين بتخصيص جوائز سنوية للأداء البحثي المتميز إلى جانب التميز في العمل التدريسي والإداري وخدمة المجتمع.