مرت جامعة الطائف منذ إنشاء أولى كلياتها بثلاث مراحل تاريخية مهمة الأولى في الفترة من 1400ه الى1419ه وهي مرحلة البدايات المتمثلة بالموافقة السامية على إنشاء كلية التربية وظلت تخدم محافظة الطائف وتساهم في إعداد وتخريج الكوادر العلمية والتربوية المؤهلة من خلال برامجها وخططها ومناهجها المتعددة حيث ضمت أقساماً أدبية وعلمية وأسهمت بشكل فاعل في بث المعرفة والوعي والتثقيف والإعداد والتدريب والمرحلة الثانية من 1419ه الى 1424ه وهي مرحلة إنشاء كلية العلوم وانضمامها إلى كلية التربية في عام 1419ه حيث شكلتا معاً فرعاً لجامعة أم القرى لتحقيق التوازن بين التخصصات النظرية والعلمية إضافة إلى تقديم المزيد من البرامج والتخصصات التي يحتاج إليها المجتمع. أما المرحلة الثالثة من 1424ه وحتى الآن وفي ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الجامعة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولى عهده الأمين حفظهما الله أنشئت جامعة الطائف بتحويل فرع جامعة أم القرى والذي كان يحتوي على كليتين التربية والعلوم إلى جامعة مستقلة . وقد حصلت الجامعة عندما كانت فرعاً لجامعة أم القرى على منحة كريمة من الدولة رعاها الله حيث تم منح الجامعة مقر الملك سعود يرحمه الله بالحوية شمال محافظة الطائف لإقامة مباني الجامعة عليه وبعد استلام الجامعة للموقع رسمياً تم تخصيص موقع القصر مقراً للطلاب فقامت الجامعة بإعداد التصاميم المناسبة لإقامة مباني الجامعة ومنشآتها ومن ثم تم ترميم وتجديد المباني القائمة عليه سابقاً إضافة إلى أن الجامعة قامت باستثمار الأرض الفضاء داخل القصر بتشييد مباني مناسبة للتعليم الأكاديمي العالي وفي زمن قياسي أنشأت الجامعة الكليات والأقسام التابعة لها ومنها مبانٍ لكلية العلوم و لكلية العلوم الإدارية والمالية ولكلية الحاسبات ونظم المعلومات ولكلية الهندسة كما أقامت الجامعة عدداً من المرافق الحيوية داخل القصر حيث تم إنشاء مسجد ومطعم ومبنى الإدارة الطبية ومبان للمعامل والمختبرات والقاعات الدراسية وقاعة النشاط والخدمات الطلابية وقاعة الاحتفالات الكبرى. كما تم تشييد مباني للعمادات المساندة وهي عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلاب وعمادة المكتبات وعمادة التطوير الجامعي وأنشأت الجامعة كذلك مبنى مركز البحوث العلمية ومبنى مركز الحاسب الآلي وإدارة الوسائل التعليمية ومستودع كيماويات إلى جانب مباني للمعامل الخاصة بتربية الحيوانات ومزرعة أبحاث كما شيدت الجامعة عدة قاعات للاحتفالات والمؤتمرات ومركزاً متكاملاً للأنشطة الطلابية. وقريباً من موقع القصر حصلت الجامعة على منحة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله متمثلة في مجمع الأمير سلطان للتعليم الطبي وهو يضم كليتا الطب والصيدلة ونظراً لأن الموقع الحالي لا يستطيع الوفاء بالخطط المستقبلية للجامعة فقد حصلت الجامعة على موقع في منتزه سيسد الوطني لإقامة المدينة الجامعية عليه وانتهت الجامعة من إعداد الدراسات والتصاميم للمشروع وفقا لأرقى المواصفات في بناء المدن الجامعية وستبدأ المرحلة الأولى لتنفيذ المشروع قريباً. وأصبحت الجامعة تشهد الآن نقلة نوعية في مسيرتها التاريخية حيث بدأت تشق طريقها ضمن منظومة الجامعات السعودية الحديثة فأخذت تتنامى كلياتها من كليتين اثنتين عند إنشائها حتى وصلت إلى ثمان عشرة كلية هي كلية التربية وكلية العلوم وكلية العلوم الإدارية والمالية وكلية الحاسبات ونظم المعلومات وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الصيدلة وكلية الآداب وكلية خدمة المجتمع والكلية الصحية للبنين والكلية الصحية للبنات وكلية المعلمين وكلية العلوم الطبية التطبيقية بنين وبنات في محافظة تربة وكلية التربية والآداب في محافظة تربة وكلية التربية والعلوم في محافظة الخرمة كلية المجتمع في محافظة الخرمة وكلية العلوم والآداب في محافظة رنية وكلية المجتمع في محافظة رنية. كما صدرت الموافقة السامية الكريمة على إنشاء كليتين جديدتين هما كلية الشريعة والأنظمة وكلية التصاميم والاقتصاد المنزلي. وسعت الجامعة إلى الاهتمام بالتعليم العالي للبنات بالشكل الذي يتناسب مع ما وصل إليه التعليم العالي بالمملكة وتجلى ذلك عام 1425ه بأن أصبح قسم الطالبات في جامعة الطائف يطلق عليه عمادة الدراسات الجامعية للطالبات بدلاً من مسمى إدارة مقر الطالبات وبعد إلحاق كليات البنات بالجامعة تم إعادة هيكلتها ودمجها في نسيج الجامعة وتم توزيع مقار الجامعة على النحو التالي : مقر الطالبات بقروى ويضم كليات العلوم والحاسبات والعلوم الإدارية والمالية، ومقر الطالبات بالفيصلية ويضم كلية الآداب، ومقر الطالبات بالردف ويضم كلية التربية والاقتصاد المنزلي. وتولي الجامعة القبول عناية كبيرة خاصة مع التوسع والتطور الذي تشهده الجامعة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظة الله واهتمام المسؤولين بوزارة التعليم العالي , حيث أصبحت الطاقة الاستيعابية للطلاب والطالبات بالجامعة في ازدياد خلال الأعوام الخمسة الأخيرة ففي عام 1424/1425ه كان إجمالي الطلاب والطالبات 8688 وفي عام 1425/1426ه أصبح العدد يزيد عن 11 ألف و 193 طالب وطالبة و في عام 1426/1427ه كان إجمالي عدد الطلاب والطالبات ما يقارب 17 ألف طالب وطالبه وفي عام 1427/1428ه وصل إجمالي عدد الطلاب والطالبات بالجامعة إلى 23 ألفا و720 طالبا وفي العام الدراسي 1428/1429ه أصبحت الطاقة الاستيعابية للطلاب والطالبات بالجامعة في ازدياد حيث وصلت أعداد طلاب وطالبات الجامعة هذا العام أكثر من 32 ألفا و 466 طالب وطالبة موزعين على الكليات النظرية والعلمية. وحرصت الجامعة على توفير الكفاءات الوطنية من أعضاء هيئة التدريس خاصة في التخصصات التي تعاني الجامعة من نقصٍ فيها حيث تم استقطاب العناصر الممتازة ذات الكفاءة العالية من أعضاء هيئة التدريس من مختلف أنحاء العالم وازداد عدد أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم من المحاضرين والمعيدين ومساعدي الباحثين ومدرسي اللغة خلال العام الدراسي 1428/1429 حتى بلغ أكثر من 1793 عضواً بمختلف التخصصات النظرية والعلمية موزعين على الكليات وأقسامها . واهتمت الجامعة برفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس بدمج التكنولوجيا بالتعليم والاهتمام بالتطوير والتدريب لمواكبة التطورات العلمية والتقنية الحديثة. كما اهتمت الجامعة مع التوسع الذي تشهده بالكوادر الإدارية فسعت إلى استقطاب الموظفين المتخصصين حسب احتياجات الإدارات حيث أصبح عددهم /724 / موظفاً في جميع المراتب إلى جانب الاهتمام الذي أولته الجامعة بتدريب الموظفين حيث أوجدت لهم الدورات التخصصية داخل المملكة وخارجها. وبالنسبة للدراسات العليا بالجامعة بدأت من العام الجامعي 1428-1429ه بمرحلة الماجستير بهدف العناية بالدراسات العليا والإسهام في إثراء المعرفة الإنسانية بكافة فروعها عن طريق الدراسات المتخصصة في العديد من المجالات المختلفة , وتشرف عمادة الدراسات العليا بالجامعة على برامج الماجستير القائمة حالياً في كلية الآداب وكلية التربية وكلية العلوم, ويبلغ عدد الطلبة في مرحلة الدراسات العليا الآن أكثر من 100 طالب وطالبة. وأولت الجامعة البحث العلمي كل الرعاية والاهتمام لتنشيط وتطوير حركة البحث العلمي في شتى حقول المعرفة وأنشأت مركزاً للبحوث لتشجيع أعضاء هيئة التدريس والباحثين على إجراء البحوث العلمية في المجالات التطبيقية والنظرية والتقنية خصوصاً فيما يتعلق بالبحوث التي تتميز بالأصالة والابتكار وخدمة المجتمع وخطط التنمية الوطنية وقد قامت الجامعة بتنفيذ مشاريع بحثية متميزة ومن ضمنها مشاريع حصلت على براءات اختراع ومشاريع نشرت أبحاثها في مجلات علمية متقدمة وتشترك الجامعة مع المراكز العلمية المرموقة في تنفيذ عدد من أبحاثها. ومع التوسع العلمي الذي تشهده الجامعة في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين أنشأت الجامعة عماده مستقلة للمكتبات وبعد إتمام تأسيس المكتبة المركزية للطلاب أصبح عدد العناوين بها يتجاوز 40 ألف عنوان كما أنشأت الجامعة مكتبة مركزية بمقر الطالبات وتقوم بإنشاء مكتبات فرعيه في المقرات المختلفة للجامعة كما زودت مكتبات الجامعة بمعامل للبحث الالكتروني عبر شبكة الانترنت وتسعى الجامعة الآن إلى توفير الكتاب الالكتروني . وسعت الجامعة بعد تأسيسها عام 1424ه إلى توفير المعامل الحديثة وفق أعلى المواصفات وتزويدها بأحدث البرامج والتجهيزات الحديثة فزادت المعامل بكلية العلوم من / 7 / معامل في التخصصات المختلفة إلى أكثر من / 60 / معملاً وأنشأت معامل لكلية الطب والصيدلة والحاسب الآلي وكلية التربية والعلوم الإدارية والمالية وهذا التطور اشتمل أيضا على المعامل في كليات البنات والاقتصاد المنزلي ومعامل متخصصة للبحث العلمي في مركز الأبحاث إضافة إلى الصوبات الزجاجية وبيت الحيوان. وفيما يختص بخدمة المجتمع وبعد إعلان تأسيس الجامعة سعت جاهدة إلى إيجاد نظام علمي ذو جودة عالية قادر من خلال التواصل والتفاعل مع شرائح المجتمع وتخريج كوادر بشرية مؤهلة ومتخصصة في مختلف حقول المعرفة تلبي حاجات سوق العمل وتخدمه المجتمع بجميع شرائحه وتلبي احتياجاته العلمية والتدريبية والفنية بما يخدم ويحقق إيجاد الكفاءات العلمية العاملة بجميع القطاعات والمؤسسات كما يساهم في تلبية حاجة المجتمع نحو إيجاد حلول علمية لمواجهة الزيادة المطردة في إعداد خريجي الثانوية العامة . وبعد انضمام كليات البنات في محافظة الخرمة وتربة ورنية إلى الجامعة تم إعادة هيكلتها بالطرق المدروسة التي تخدم التعليم الأكاديمي العالي كما صدرت الموافقة السامية الكريمة على إنشاء ثلاث كليات جديدة في هذه المحافظات وهي كلية العلوم والآداب برنية وكلية المجتمع بالخرمة وكلية العلوم الطبية التطبيقية بتربة.