قصيدتان في رثاء العسيلي

ندرك أن الفقيد -رحمه الله- يتمتع بحب الكثير من عارفيه وزملائه الشعراء..
ومع هذا كنا نفكر بالاكتفاء فيما تم نشره من مراث فيه إلى أن جاءتنا قصيدتان مميزتان، الأولى للشاعر الشيخ فيحان الشغار والثانية (مجاراة) لها على نفس البحر والقافية للشاعر المعروف لافي حمود الغيداني فقررنا أن تكون هاتان القصيدتان هما آخر ما ننشره من رثاء الشاعر الكبير محمد العسيلي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
القصيدة الأولى:
لا والله الا غاب من حرب رجال
رجال يحسب ف القبيله فقيده
ما ينتعوض العسيلي بالابدال
الله يغفر له.. ويرفع رصيده
أطلب عساه بجنة الخلد نزال
آمين قولوها عساها تفيده
عسى له بطوبى منازل ومدهال
حتى تعوضه ف الحياه الزهيده
دنياً عليها كل من حل رحال
فيها البقاء لله محصي عبيده
لكن عزاي انه ورث مجد وافعال
وشعرٍ يخلده الحفيد لحفيده
ومواقفٍ تعرف على مر الأجيال
وغير الوفاء فيه الخصال الحميده
أنا منه جاني معاريفٍ إجزال
بحر المكارم.. مكرماته فريده
اللي يعرفه زين ياقف له إجلال
ويسجم على فقد القصيد وعميده
فقدان رجلٍ له مواريث واعمال
من روس قومٍ بالمواقف عنيده
إلهم عزاي.. وخاتمة كل الأقوال
الله يغفر له ويرفع رصده
فيحان بن سلطان بن محماس الشغار
القصيدة الثانية مجاراة لقصيدة الشيخ فيحان الشغار:
لا هنت يا متوج صدر جزل الامثال
بأصدق مشاعر تحتويها قصيده
ماهو طرب.. غنيت من ضيقة البال
يدفعك دين.. وطيب راس.. وعقيده
وقفة وفاء في كل حال من الأحوال
عليك يا فيحان ما هي جديده
يا راس مال مدورت روس الأموال
لك مثلها وقفات.. ما هي وحيده
عزيت حرب بطيّب الجد.. والخال
اللي من الدنيا طوى الموت قيده
ووجزت في حكمة عقل.. يابن الأبطال
عن وصف ميزات الفقيد العديده
باللي علينا حقها فال.. وعقال
وروعة عمل جوهر جسدها تجيده
خلتني اجاريك.. واجر موال
من ضيقةٍ حروة فرجها بعيده
عقب اليقين.. اللي قطع كل الآمال
واللحظه اللي واقعتها شديده
شيبان.. صاروا وقتها مثل الأطفال
كلٍ يغص بعبرته في وريده
هذا الغياب اللي لا منه حصل.. طال
ويذوب منه القلب لو هو حديده
ارفع كفوفي معك الله واسأل
اللي ينفذ ما يشاه ويريده
يجعل لحد قبره بساتين واظلال
ويحييه بالجنه حياةٍ سعيده