استنكر المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الأعمال الإجرامية التي وقعت في عدد من مناطق المملكة، وأدت إلى قتل وإصابة العديد من العسكريين والمدنيين رجالاً ونساءً، شيوخاً وشباباً وأطفالاً بلا ذنب اقترفوه، إلى جانب إتلاف الكثير من الممتلكات الخاصة والعامة، وكذا ما لحق بعدد من المساجد من أضرار جراء ذلك العمل الأثيم. جاء ذلك خلال ترؤس معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ جلسة المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مقر الوزارة بالرياض أمس السبت التاسع عشر من شهر ربيع الأول الجاري، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة أعضاء المجلس. وأنكر المجلس هذا العمل الآثم الدنيء الذي وقع في المملكة العربية السعودية التي تحكِّم كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالها وشؤونها، مطالباً باتخاذ إجراءات صارمة وجادة لحماية المجتمع من تلك الأعمال الإجرامية، مؤكداً على دور جميع فئات المجتمع وفعالياته في التصدي لمرتكبيها بكل الوسائل حتى تقتطع جذورهم، وتخلص البلاد والعباد من شرورهم. كما حيا المجلس دعم الدولة السخي وولاة الأمر فيها للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم دعماً مادياً ومعنوياً، ومن ذلك تشجيع وإقامة المسابقات القرآنية في مختلف مناطق المملكة، ومنها المسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي كان لها الأثر الفاعل في تشجيع الناشئة والشباب على حفظ كتاب الله العزيز.. وفي كلمة لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ألقاها في مستهل الاجتماع، حث فيها أعضاء المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على الالتزام بالهدي النبوي في أعمالهم، وتسييرهم لمناشط جمعياتهم، وكذا الوعظ والإرشاد لطلبة الجمعيات عن مخاطر أفكار وأفعال هذه الفئة الضالة التي قامت بجرائمها النكراء الخبيثة، وذلك على إثر ما تتعرض له البلاد - حرسها الله تعالى - من المحاولات الآثمة من الفئة الباغية الضالة، للإخلال بالأمن في مدن المملكة المختلفة، وقيامها بين حين وآخر بتفجيرات في المجمعات السكنية وقتل الأبرياء من المواطنين والمقيمين، وسفك دماء الأنفس المعصومة، وترويع الآمنين، وإتلاف الأموال والممتلكات، والإفساد في الأرض، كما حصل من التفجيرات الإجرامية في مدينة الرياض، والأحداث الدموية في ينبع. وفي ذات السياق, شدد معاليه على أهمية توعية الناشئة من حفظة كتاب الله تعالى الذين يدرسون في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببشاعة جرائم الفئة الضالة، وخطر بغيهم وإفسادهم، وبيان شناعة أفعالهم، ومحاربتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ومخالفتهم للكتاب والسنة، وخروجهم على إجماع المسلمين، وسعيهم للإفساد، ووجوب مواجهتهم، والإسهام في كف شرهم، وأن نكون يداً واحداً أمينة قوية مع ولاة الأمر والعلماء في خندق واحد لمواجهة الباطل والشر، ونشر الحق والخير، وتقوية دعائم الأمن والاستقرار، لاقتلاع جذور الفساد والانحراف والغلو، وبيان أحكام الشريعة للناس، ودلالتهم على الخير وسبله، وتحذيرهم من الشر وطرقه، بالأدلة الشرعية من الكتاب الكريم، والسنة الصحيحة المطهرة. وأكد معاليه أن منهج الوقاية مهم جداً في توسيع دائرة تحصين الشباب من هذه الأفكار التكفيرية والخارجية البغيضة التي تنمو شيئاً فشيئاً في غياب العلم الصحيح، وغياب النظر الشرعي المتفق مع النصوص، ومنهج سلف الأمة، وعقيدة أهل السنّة والجماعة، وفي غياب المتابعة الراشدة للتحولات الفكرية لدى الشباب سواء من الأهل أو من المدرسة، أو من المجتمع، وهذه الوقاية يجب أن توسع عن طريق واجب إمام المسجد في تبليغ خطورة هذه الأفكار، خطورة التكفير، وخطورة التساهل في دماء المسلمين، أو التساهل بما يضر بالمسلمين في أمنهم وفي أعمالهم وفي أعراضهم، فدم المسلم حرام وماله حرام وعرضه حرام، وقتل المؤمن هو أعظم ذنب بعد الشرك بالله جل جلاله، والله جل جلاله يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)، ووصف الخوارج بأنهم كلاب أهل النار، وأنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان. وحمد معاليه الله - تعالى - على ما تحقق من إنجازات خيرة مباركة في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والمتمثل في زيادة الإقبال من قبل الناشئة والشباب على حلق التحفيظ، وكذا زيادة عدد الخاتمين والخاتمات لكتاب الله الكريم، مشيداً معاليه بالعناية الشاملة التي تبذلها المملكة منذ عهودها الأولى بالقرآن الكريم من خلال التزامها به دستوراً ومنهاجاً للحياة في كافة شؤونها الداخلية والخارجية، حتى صار الأمر لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي بذل كل الإمكانات، وسخر جل الجهود من أجل الاعتناء والاهتمام بكتاب الله العزيز وبأهله وحفظته من البنين والبنات. وأبرز الشيخ صالح آل الشيخ تلك الجهود الخيرة لولاة الأمر في هذه البلاد المباركة في هذا المجال، وهذا الالتزام بالقرآن الكريم، التي أثمرت الرغبة الجادة والكبيرة المخلصة لأبناء هذه البلاد في خدمة كتاب الله، تلاوة، وحفظاً، وتجويداً. وختم معاليه كلمته سائلاً الله تعالى أن يجزي قادة المملكة, وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني خير الجزاء على ما قدموه - وما يقدمونه - من أجل إعلاء كلمة الله، وأن يهدي المسلمين إلى التمسك بالقرآن والسنّة وجعلها دستوراً لهم ومصدراً لنظمهم كلها، مصداقاً لقوله - عزّ وجلّ -: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } (123) سورة طه. وقد وافق المجلس على الترخيص بافتتاح فروع في كل محافظة البرك، ومركز تبالة التابعين للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة عسير، والترخيص بافتتاح فرع في محافظة الخرج يتبع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، وكذا الترخيص بافتتاح فرع في محافظة صامطة يتبع الجمعية الخيرية لتحفيظ