قال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس السبت إن عدداً قليلاً فقط من الجنود الأميركيين في العراق أساءوا معاملة المعتقلين العراقيين. وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية إن (أميركا والعالم علما في الأيام الأخيرة بسلوك يصدم لعدد صغير من الجنديات والجنود الأميركيين في السجون العراقية). وأضاف أن (هؤلاء الأفراد كلِّفوا بمسؤولية مراقبة عراقيين معتقلين من قبل الأميركيين والقيام بذلك بطريقة إنسانية ولائقة بموجب القانون الأميركي واتفاقية جنيف) حول أسرى الحرب. وتابع (لكن ما رأيناه هو صور مشينة لمعتقلين يتعرضون لمعاملة سيئة وإهانات. هذه الممارسات لا تعكس قيمنا وتلطخ شرف وسمعة بلادنا). وأكد بوش (بعيد إبلاغ عسكريينا بهذه المعلومات فتح تحقيق واليوم يجري عدد من التحقيقات الرسمية التي يقوم بها مسؤولون عسكريون كبار. وقد اتهم بعض الجنود بجرائم. سنكتشف كل الوقائع ونعرض كل الانتهاكات). وأضاف (سيتم كشف المتورطين وسيحاكمون على أفعالهم وكل مراكز السجن في العراق ستراجع للتأكد من عدم تكرار أعمال من هذا النوع). وأوضح الرئيس الأميركي أن (ما جرى في هذا السجن العراقي ارتكبه عدد قليل جداً ولا يعكس حسنات حوالي مئتي ألف جندي خدموا في العراق منذ بداية (عملية الحرية) في العراق). وقال بوش إن الولاياتالمتحدة (أرسلت جنوداً إلى العراق لتحرير هذا البلد وتسليم السيادة إلى العراقيين وجعل أميركا والعالم أكثر أماناً)، معترفاً بأن الخسائر الأميركية ارتفعت إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة. وأوضح أن (الأسابيع المنصرمة كانت صعبة لكن قواتنا ستواصل عملها لمواجهة القتلة والإرهابيين الذين يريدون تخريب تقدُّم الديموقراطية في العراق). في هذه الأثناء قال جندي أمريكي قتل بالرصاص اثنين من العراقيين أثناء شغب في سجن أبو غريب في بغداد وأطلق رصاصاً مطاطياً على نزلاء إنه يلزم استخدام بعض القوة لإدارة سجن في وقت الحرب. وأضاف السارجنت تيري ستو (44 عاماً) من الشرطة العسكرية أمس (من المحتمل أن يقول قليل من الناس إنني قفزت إلى فرصة قتل إنسان. ونقل عن مجندة كانت من بين ستة جنود أمريكيين وجهت لهم اتهامات بإساءة معاملة السجناء العراقيين قولها أمس إن مهمتها كانت تحويله (السجن) لجحيم بالنسبة للسجناء العراقيين كي يتكلموا. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن المجندة سابرينا هارمان أبلغتها عبر البريد الإليكتروني أن ضباط مخابرات عسكرية أو رجال أمن مدنيين ممن كانوا يقومون بعمليات الاستجواب كانوا يسلمون المعتقلين لوحدة الشرطة العسكرية التي كانت هي مجندة فيها في سجن أبو غريب. ونقلت الصحيفة على موقعها على الإنترنت عن سابرينا قولها في رسائل عبر البريد الإليكتروني الأسبوع الماضي من بغداد أنها كانت مكلفة بجعل المعتقلين ينهارون استعداداً للاستجواب. وامتنعت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق على مقال واشنطن بوست قائلة إن الأمر رهن التحقيق. كما ذكرت الصحيفة أمس السبت أن جندية من العسكريين الأميركيين الستة المتهمين بالإساءة للمعتقلين العراقيين صرحت بأنها تصرفت بهذه الطريقة بأوامر مباشرة من الاستخبارات العسكرية التي تريد زعزعة معنويات هؤلاء المعتقلين قبل استجوابهم. وقالت الصحيفة إن الضابطة في الشرطة العسكرية سابرينا هارمان التي ندبت للعمل في سجن أبو غريب قالت إنها كلفت بكسر معنويات المعتقلين قبل استجوبهم. وأضافت هذه الجندية الأميركية رداً على أسئلة في رسائل إلكترونية من بغداد (كانوا يأتون بمعتقل واحد أو عدة معتقلين في وقت واحد غطيت رؤوسهم ووثقت أيديهم). وأوضحت أن (مهمة الشرطة العسكرية كانت الإبقاء عليهم متيقظين وجعل حياتهم لا تطاق ليدلوا باعترافاتهم). وتابعت الصحيفة أن هارمان أكدت أن وحدتها التابعة للشرطة العسكرية كانت تتلقى أوامرها من ضباط الاستخبارات العسكرية الذين يديرون السجن ومن المدنيين الذين يجرون عمليات التحقيق. وأكَّدت (واشنطن بوست) أن الجندية رفضت مناقشة الممارسات التي تعرض لها المعتقلون وأي مسألة أخرى تتعلق بالاتهامات الموجهة إليها. وأعلنت متحدثة باسم الجيش الأميركي أن الجندية ليندي انغلاند التي ظهرت في إحدى الصور أمام عراقي عار من الثياب في سجن أبو غريب، وجهت إليها التهمة أمس بسوء معاملة أسير. يشار إلى أنها سابع عسكري توجّه إليه التهمة في قضية التجاوزات التي تعرض لها معتقلون عراقيون. وقالت الكولونيل ماري باتاغليا إن الجندية ليندي انغلاند (21 عاماً) ستمثل أمام هيئة اتهامية عسكرية تقرر بعدها ما إذا كانت ستحيلها إلى محكمة ميدانية. وأضافت (وجهت إلى الجندية اتهامات بالمشاركة مع أشخاص آخرين في إساءة معاملة أسرى عراقيين والتعرض لأسرى عراقيين في مناسبات عدة والقيام بأعمال مخلة). من ناحية أخرى طالب سيناتور أميركي أمس بإلقاء الضوء على حالات قتل واغتصاب في صفوف المعتقلين العراقيين بمناسبة التحقيق حول سوء معاملة معتقلين في سجون التحالف في العراق. وقال السناتور الجمهوري ليندساي غراهام، عضو لجنة القوات المسلحة التي أدلى وزير الدفاع دونالد رامسفلد بشهادته أمامها أمس الأول (يتوجب على الأميركيين أن يفهموا أننا نتكلم عن عمليات اغتصاب وقتل). وأوضح غراهام بعد جلسة الاستماع أن الفضيحة المتعلقة بتعذيب المعتقلين قد تتصاعد على ضوء تقدُّم التحقيق. وفي لندن واجه الجنود البريطانيون اتهامات جديدة أمس السبت بتعذيب السجناء في العراق مع قول أحد المعتقلين إنه تعرض لضرب وحشي من جنود وهم يضحكون. وقالت صحيفة بشكل منفصل إن جندياً بريطانياً رابعاً ملحقاً بوحدة تواجه انتقادات بالفعل تقدَّم باتهامات بسوء معاملة السجناء. وفي بيان لشاهد عيان حصلت عليه صحيفة اندبندنت قال المهندس كفاح طه إنه أصيب بفشل كلوي بعد أن قام جنود بريطانيون بضربه على مدى ثلاثة أيام في سبتمبر - أيلول عام 2003. وسيقدم بيانه للمحكمة العليا في لندن هذا الأسبوع في إطار طلب تعويض من بريطانيا تقدَّمت به عائلات العراقيين الذين يقولون إن أقاربهم قتلوا على يد جنود بريطانيين بما يتنافى مع القانون.