دانت محكمة عسكرية أميركية المجندة سابرينا هارمن 27 سنة بست تهم، من أصل 7 موجهة اليها، تتعلق باساءة معاملة المعتقلين في سجن أبو غريب والاخلال بالواجب والتواطؤ. وأوضح الناطق باسم المحكمة العسكرية في فورت هود تكساس، جنوب جيمس وايتماير"في ما يتعلق بهذا الحكم، ستكون العقوبة القصوى التي يمكن ان تصدر في حقها السجن خمس سنوات ونصف السنة بدلاً من ست سنوات ونصف السنة، اذا دينت بكل التهم الموجهة اليها". واتهمت هارمن بوضع اسلاك كهربائية على اصابع سجين قبل ان تحذره من انه سيموت مقتولاً بالكهرباء، اذا وقع عن الصندوق الذي كان واقفاً عليه. وساهم نشر وسائل الاعلام صورة هذا المشهد في تفجر فضيحة سجن ابو غريب في ربيع 2004 التي أحرجت كثيراً الادارة الاميركية. كما اتهمت هارمن، التي تنتمي الى الشرطة العسكرية، ايضاً بأنها كتبت كلمة"مغتصب"باللغة الانكليزية على جسم احد المعتقلين. كما ظهرت في بعض من أكثر الصور المشينة التي التقطت داخل سجن أبو غريب بما في ذلك صورة ظهرت فيها خلف سجناء عراقيين عرايا متراصين فوق بعضهم في شكل هرمي. وعلى غرار معظم الجنود المتورطين في فضيحة ابو غريب، أكدت هارمن ان جنود الشرطة العسكرية في سجن ابو غريب كانوا يخضعون لضغط ضباط الاستخبارات العسكرية الذين كانوا يدفعونهم الى"تليين"المعتقلين لابداء المزيد من التعاون خلال استجوابهم. وأضافت ان"النوم والغذاء والثياب والفراش والسجائر كانت امتيازات تمنح مقابل معلومات". وكان محامي هارمن شدد على ان المجندة، التي كانت تدير مطعم بيتزا قبل استدعائها الى الخدمة العسكرية، ارسلت الى العراق من دون تدريب خاص في كيفية معاملة المعتقلين ومختلف الجوانب القانونية المترتبة عن هذه المعاملة. وقال:"عار على الجيش الاميركي وضعه عنصراً هارمن غير مؤهل وغير مدرب في وضع اضطرت معه الى تحدي قادتها". وسعياً الى اثبات ندم موكلتهم، قدم المحامون للمحكمة رسالة ارسلتها المجندة الى احدى صديقاتها في فيرجينيا شرق خلال 2003 أعربت فيها عن قلقها، معتبرة ان الفريق الذي يعمل في ابو غريب"ذهب ابعد من اللازم". وفي مرافعته النهائية قال المدعي الكابتن كريس غرافلين ان هارمان تصرفت بارادتها وشاركت في اساءة معاملة السجناء، وشدد على ان ما فعلته"ليس أمراً مضحكاً. ليست مزحة. هناك خطأ ما في هذا. ولا تدعوا الدفاع يبعد أعينكم عن الكرة". ومنذ بداية المحاكمة الاسبوع الماضي اختلف بعض شهود الاثبات الذين استدعاهم الادعاء مع رواية الحكومة عن دور هارمان. وقال المجند ايفان فريدريك، الذي يقضي الآن حكماً بالسجن ثمانية اعوام، انه هو لا هارمان الذي ربط السجين العراقي المغمى بسلك كهربائي في مسعى لحرمانه من النوم قبل استجوابه. وقررت الجندية هارمن الاعتراف بالتهم الموجهة اليها على غرار العريف تشارلز غرانر الذي اعتبر"قائد"هذه الممارسات، وأصدرت محكمة عسكرية في حقه حكماً بالسجن عشر سنوات في كانون الثاني يناير الماضي. كذلك أقر بالذنب عشرة جنود آخرين قبل ادانتهم بأحكام اقصاها ثماني سنوات سجناً. أما القاضي الذي يرأس المحكمة العسكرية في فورت هود فقرر في مطلع ايار مايو تعليق محاكمة المجندة ليندي انغلاند بعد شهادة لغرانر تناقض اعترافها بالذنب. وبدأت المحكمة العسكرية أمس مداولات لتحديد عقوبة هارمن.