دانت المحكمة العسكرية في فورت هود تكساس المجندة الاميركية ليندي انغلاند بست من أصل سبع تهم تتعلق بسوء معاملة معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب في نيسان ابريل 2003 في الفضيحة التي اثارت استنكاراً دولياً واسع النطاق. وباتت صورة ليندي انغلاند 22 عاماً وهي تبتسم امام سجين عراقي عار تجره بحبل في عنقه، التي تصدرت صحف العالم بأسره، رمزاً لفضيحة سوء معاملة معتقلين عراقيين بأيدي جنود اميركيين في هذا السجن القريب من بغداد. وبالمقابل، برأت المحكمة المؤلفة من خمسة ضباط انغلاند من تهمة التآمر لإساءة المعاملة في قضية هذا السجين تحديداً. وتواجه انغلاند، التي لم تتفوه بكلمة لدى تلاوة قرار المحكمة، عقوبة السجن لمدة تصل الى عشر سنوات ولم يحدد اي موعد لاصدار الحكم. وذكر محامو المتهمة ان"شخصيتها الخنوعة"قادتها الى تنفيذ تعليمات الجندي تشارلز غرانر الذي كان آنذاك عشيقها، وهو والد طفلها، ويقضي حالياً عقوبة بالسجن عشر سنوات للوقائع ذاتها. وفي المقابل، اكد الادعاء ان انغلاند استمتعت بسحق اصابع اقدام السجناء العراة الذين ارغموا على التكدس على شكل هرم وبالوقوف امام معتقلين ملثمين وهي تشير الى اعضائهم التناسلية لالتقاط صورة لها في هذه الوضعية. واكد الادعاء ان كل الجنود الاميركيين يتلقون تدريباً كافياً لمعرفة ان القانون يحظر اي تجاوزات جسدية ونفسية بحق المعتقلين. وثبتت المحكمة بحق انغلاند اربعة اتهامات بالتجاوزات وسوء المعاملة بحق المعتقلين بارغامهم على التعري وتشكيل هرم بشري بأجسادهم. وكان رئيس المحكمة العسكرية علق في ايار مايو محاكمة انغلاند الاولى بسبب خطأ اجرائي اثر شهادة تشارلز غرانر الذي نقض اعتراف المجندة بالذنب اذ لمح الى انه هو من اعطاها الامر بربط احد المعتقلين بحبل في عنقه. وانغلاند هي العنصر التاسع والاخير في القوات الاميركية الذي توجه اليه التهمة رسمياً في اطار فضيحة ابو غريب، وتراوحت العقوبات الصادرة بحق الجنود الثمانية الآخرين بين طردهم من الجيش والسجن عشر سنوات. ولم يحاكم اي ضابط على رغم من معاقبة القائدة السابقة للسجن الجنرال جانيس كاربنسكي والكولونيل توماس باباس في اطار اجراءات ادارية خارجة عن اطار القانون. واصدرت محكمة فورت هود العسكرية قرارها فيما توجه اتهامات جديدة الى الجيش الاميركي باساءة معاملة معتقلين في العراق في تقرير لمنظمة"هيومن رايتس ووتش"نشر السبت ويستند الى شهادات عسكريين. وصدر التقرير بعنوان"تجاوزات في القيادة: شهادات مباشرة عن تعذيب معتقلين عراقيين بأيدي عناصر الفرقة المجوقلة الثانية والثمانين"ويشرح فيه رقيبان ونقيب الضرب والمضايقات التي كان المعتقلون في قاعدة مركوري قرب الفلوجة يتعرضون لها يومياً. وحقق الجيش الاميركي حتى الآن في 400 من المزاعم بشأن تعرض معتقلين لسوء المعاملة ادت الى اتخاذ اجراءات بحق 230 عسكرياً بحسب الناطق باسم سلاح البر الاميركي بول بويس.