سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود.. وزير الداخلية.. حفظه الله. سيدي.. لأن المملكة العربية السعودية.. اختصها الله بخصائص ربانية إسلامية عربية.. ورسالة محمدية مطهرة.. بأن جعلها مهبط الوحي، ومنطلق الرسالات، وكرّمها بالحرمين الشريفين.. وجعلها قِبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأعزها بالوحدة.. وأنعم عليها بالثروة، وطهّرها بالعقيدة الراسخة.. وكلف قادتها بنشر الرسالة السماوية السمحة.. رسالة الإسلام.. والسلم والسلام.. التي نزل بها القرآن الكريم، وبلغها خاتم الأنبياء والمرسلين.. نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلوات والتسليم. ولأن قادة هذه الأمة (حفظهم الله).. التزموا بحمل تلك الرسالة.. وتأدية تلك الأمانة كما أمرهم الله عز وجل.. فقد برزت في السنوات الأخيرة.. الصحوة الإسلامية وانتشر الإسلام في كل مكان من العالم، وأصبح للمملكة وقادتها صوت مسموع، ودعوة مستجابة، وفق مسيرة طويلة.. من العمل والإعداد الاجتماعي والعلمي، والفني، والمهني.. حتى بلغت الذروة.. واستوت على القمة.. وأصبح تأثيرها واضحاً، ونجمها لامعاً، وقمرها ساطعاً، وشمسها مشرقة.. بفضل الله سبحانه وتعالى.. ثم بفضل السياسات المنهجية الحكيمة.. المبنية على الاعتماد على الله.. ثم الثقة بالنفس.. المستمدة من الشريعة الإسلامية ونصوص الكتاب والسنة المحمدية المطهرة التي أمرنا الله بنشرها وتبليغها بالحكمة والموعظة الحسنة لمن شاء أن يؤمن.. ومن يكفر فعليه كفره، كما ورد في النص القرآني الكريم. هذا النور الرباني الذي أشرق على العالم.. من مهبط الوحي.. من قلب الجزيرة العربية.. من بطحاء مكة، ووادي قباء، ومن سهول نجد وهضابها.. ومن جبال السروات ووديانها.. ومن عسير إلى خيبر.. هذه الصحوة الإسلامية.. والدعوة المباركة أزعجت أعداء الأمة العربية والإسلامية في كل مكان.. أزعجت الصهيونية العالمية، وأزعجت قادة التعصب والضلال.. وأزعجت أمم الكفر والطغيان.. بقيادة وزعامة أمريكا الظالمة.. وحليفتها وأداة جبروتها (إسرائيل) التوسعية المحتلة.. بقيادة الإرهابي الأكبر (شارون) جزار الفلسطينيين في (غزة) والضفة الغربية، وفي صبرا وشاتيلا وغيرها من الأراضي العربية والمقدسات الإسلامية المختلفة، ولكي يوقفوا هذا المد الإسلامي ويطفئوا نور الله الذي خطف أبصارهم وأرهبهم جنّدوا جنودهم، وزرعوا دسائسهم في صفوفنا بتلك الفئة الضالة المنحرفة بمجتمعنا ليشغلوا حملة تلك الرسالة السماوية.. من قادة هذه الأمة وعلمائها، ومفكريها المصلحين.. بإحداث الفتن والقلاقل في المجتمعات العربية والإسلامية بصفة عامة.. وبهذه البقعة المباركة - المملكة العربية السعودية - بصفة خاصة. ولأن هذا الطريق صعب وشاق فقد تركزت أفكارهم وتدابيرهم الخبيثة.. وتوحدت اتجاهاتهم.. لاختراق الصفوف الإسلامية.. وتجنيد السذج والجهلة.. والساقطين الفاشلين من أنصاف المتعلمين من أبنائها.. بغسل أدمغتهم.. وتحريف أفكارهم، وسلب عقولهم، ومسخ إنسانيتهم، وتجهيزهم للقيام بأعمال التخريب، والتدمير في بلادهم.. والقتل والسلب لأهليهم وذويهم.. من حيث لا يشعرون.. ولا بالمكائد المدبرة لهم يعلمون. وأكبر شاهد على ذلك.. وأكثر تصديقاً لتلك الرؤية.. عملية تفجير.. مبنى المديرية العامة للمرور بالرياض.. التي يتوقف التفكير عندها كثيراً.. وطويلاً.. كيف؟؟ ولماذا؟ ولمصلحة من يعمد هؤلاء الضالون المنحرفون.. الى مثل تلك الأعمال.. في مثل تلك الأماكن الخدمية الوطنية.. التي ليس فيها.. إلا الآباء والأبناء، والاخوة من المراجعين.. والمواطنين والمقيمين على حد سواء.. فهل هذا من الإصلاح في شيء؟! وهل هذا من الإسلام في شيء؟ وهل هذا من التدابير العقلانية السوية؟! أم هي تدابير إجرامية مدبرة من خارج الحدود.. استطاعت وللأسف الشديد.. أن تبتلينا وتشغلنا بشرائح غير سوية من مجتمعنا؟! ولأنني أخشى أن يكون ما حصل.. هو أكثر من فكر تكفيري منحرف، وأكثر من رغبات إصلاحية مزعومة.. وإنما هو مسلسل طويل، ومخطط خطير من الخارج لأعمال إرهابية أكثر خطورة وأكثر إفساداً في الأرض.. لإشغال قادة هذه الأمة عن القيام بواجباتهم الدينية لنشر رسالتهم السماوية، وإشغال المجتمع بمشاكله الداخلية عن رعاية وتقديم الدعم والعون والمساعدة لإخوانهم المسلمين المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها.. وقتل الدعوة الإسلامية في مهدها ومهبط نزولها. ولأن مكافحة مثل تلك المخططات الصهيونية الكافرة.. تتطلب منا إستراتيجيات أمنية محكمة.. قوية وصارمة.. وبعيدة المدى، ومشاركات شعبية فاعلة ومؤثرة.. تساهم بقوة وعلى كل الجبهات.. في دعم الأمن الوطني.. وتعزيز الأجهزة الأمنية.. ومساندتها بكل ما يمكن من مساهمات مفيدة.. سواء على المستوى الاجتماعي بالتوعية والإرشاد.. او على الصعيد الأمني بالمراقبة.. وجمع المعلومات.. وكمشاركة وطنية متواضعة.. في رسم هذا الطريق.. أتوجه إلى رجل الأمن الأول العين الساهرة.. والرقيب الدائم.. صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.. وسمو الأمير أحمد نائب وزير الداخلية.. وسمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.. أتوجه إليهم.. وكلي أمل ورجاء.. في دراسة تشكيل مجالس (الأحياء) لما فيها من الخير والفوائد، والتي أقلها تقوية علاقات الجوار.. والتعرف على السكان.. والربط بين المواطنين فيما بينهم.. ثم فيما بينهم وبين أجهزتهم الإدارية.. وخصوصاً الأمنية منها ودراسة أحوالهم المعيشية، وأوضاعهم الاجتماعية.. وسلوكياتهم الأخلاقية.. ومناهجهم الفكرية.. ومذاهبهم الدينية، وأقترح لهذه المجالس.. تسعة أعضاء يتألفون من: عمدة الحي، ورئيس قسم التحري بقسم شرطة الحي، وعضو من مجلس المنطقة بالإمارة، وستة أعضاء يتم اختيارهم بالتزكية من خيرة سكان الحي حسب الكفاءة والثقافة، والأقدمية، وربط هذه المجالس بأقسام الشرطة.. وبرئاسة رئيس القسم المختص بالحي.. وعلى ضوء ذلك يتم تنظيم طريقة وكيفية العمل، ومسؤوليات المجلس وأعتقد أن هذه الفكرة فيما لو تمت.. سيكون لها كبير الأثر في الأحياء الشعبية.. وفي نفوس المواطنين جميعاً.. لأنها ستجلب لهم الطمأنينة والارتياح.. ثم انها ستؤتي ثمارها المختلفة بجانب الخدمات الأمنية الشاملة.. في الدين والاخلاق، وفي السلوك والآداب، وفي المعيشة والإسكان.. ومراقبة جميع الأمراض الاجتماعية والفكرية. ولاسيما فيما يتعلق بزراعة الإرهاب والإرهابيين المجندين من الخارج.. أو المنحرفين في الداخل.. ولاشك في أن تحقيق مثل هذه الآمال والتطلعات.. لن يكلف الدولة كثيراً.. ولن يأخذ زمناً طويلاً.. وسيحقق المشاركة الاجتماعية في المسؤوليات الوطنية، والعمل الجماعي على نبذ تلك الفئة الضالة. والقضاء عليها من جذورها.. ثم إنها فكرة حميدة.. وطريق قويم للرقابة العامة.. ومتابعة جميع السلبيات والمشكلات الاجتماعية.. ومعالجة جميع الأمراض المعوّقة لمسيرة التنمية.. في جميع أنحاء المملكة الغالية.. تحت قيادة وريادة قائد المسيرة المظفرة.. خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.. وجميع رجالات حكومته المخلصين.. ودمتم يا سيدي حصناً قوياً، ودرعاً أميناً لهذه البلاد وأهلها والمقيمين فيها والله يوفقكم ويعينكم والسلام عليكم.