الصراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل,, صراع أزلي قديم، وأعداءُ الأمة العربية والإسلامية,, يتربصون بها في كل وقت، وفي كل حين، والرسالات السماوية عبر أطوار التاريخ,, قُوبلت كلها بالرفض والاستهتار، وجميع الأنبياء والرسل,, حُوربوا، وقُوتلوا، وعُذبوا,, ولكنهم صبروا، وصابروا، ورابطوا,, حتى مكنهم الله وثبّتهم على الحق بإرادته، وأزهق بهم الباطل بقوته، وأتم بهم نوره بقدرته، وبلغ بهم رسالاته بعونه، ونشر بهم دينه بنصرته, وهذا الدين الإسلامي الحنيف,, جاء مُتَمِّماً للأديان، ورسولنا الكريم جاء خاتما للرسل,, وحينما خصّ الله سبحانه وتعالى,, هذه الأمة,, في الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية) بتلك الخصائص,, وشرّفها بحمل تلك الرسالة، وكلفها بتبليغها والدعوة إليها,, التزمت بتلك التشريعات السماوية، وقامت بواجباتها بالتبليغ بها، والدعوة إليها,, بالحكمة والموعظة الحسنة بين الناس,, وعلى ضوء الصحوة الإسلامية الكبرى,, التي أخذت في التوسع والانطلاق في جميع الآفاق,, بفضل الله سبحانه وتعالى، تم بفضل القيادة الحكيمة، والتوجيهات الرشيدة، والدعم السخي,, لنصرة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ودعم قضاياهم، والوقوف إلى جانبهم,, سطعت شمس الإسلام في سماء الغرب، وأشرقت الأرض بنور ربها,, فاهتزت أركان الصهيونية العالمية,, وزُلزِلَت بهم الأرض من تحت أقدامهم، وارتجفت قلوبهم,, فتآلبت فرقهم، وتآمرت على الإسلام والمسلمين قياداتهم، وتنادى جمعهم,, لتنظيم الهجوم الكافر السافر,, على الإسلام والمسلمين، وخَصَّت هذا البلد الأمين، وقيادته الراشدة، بصفته القيادية,, في مهبط الوحي، وارض الرسالات، ومصدر الإشعاع الذي أعمى أبصارهم، وأرجف قلوبهم,, خَصَّت هذا البلد الأمين، والديار المقدسة بالهجوم السافر الكافر الملحد، ونظمت العمل الإعلامي المسموم,,, لتشويه صورة الإسلام,, وأحكام الشريعة الإسلامية,, بما لايتفق مع أبسط قواعد العقل والمنطق,, ومما يؤسف له كثيراً ان اتخذت من (منظمة العفو الدولية وحقوق الإنسان) الذريعة والأداة الطيعة,, لاستغلال النفوذ السلطوي عليها,, وجعلتها مطية سهلة لتنفيذ مخططاتها العدوانية على الإسلام والمسلمين,, عن طريق تأليف الأكاذيب، والمزاعم الباطلة عن (حقوق الإنسان) في المملكة العربية السعودية,, فتولت وللأسف الشديد تلك (المنظمة) المهمة بكل حرارة واندفاع,, وبكل صفاقة وحماقة,, ضد الإسلام والمسلمين بصفة عامة، وضد المملكة العربية السعودية بصفة خاصة,, لأنها تحمل لواء الإسلام، وتتمسك بأحكام (القرآن الكريم) وتعمل على تطبيقها نصّاً وروحاً,, في تشريعاتها وأحكامها الداخلية، ونشرها كما أمر الله بين الناس في الأرض,, الأمر الذي أزعج الصهيونية العالمية وأبهرها,, فلم تجد وسيلة أمضى وأقوى من النفوذ عن طريق تلك المنظمة الدولية,, التي انساقَت وللأسف الشديد,, بتأثير الفكر الصهيوني,, للبحث والتحري عن صغائر الأمور,, لتخلق من (الحبة قبة) كما يقول المثل، ولتُرضي الأسياد الصهاينة,, بمجهودات الهجوم على الدولة الوحيدة التي تحمل رسالة الإسلام الحقة,, وتتمسك بها، وتناضل من أجلها,, وتطبقها كما نزلت من عند الله,, وهي (المملكة العربية السعودية) غير عابئة تلك المنظمة,, بما يترتب على رؤيتها، ودعوتها من مخالفات خطيرة,, ضد الشرائع الإسلامية والعقائد السماوية,, التي لايجوز التعرض لها، ويحرم بنص الكتاب والسنّة النقص فيها، أو النّيل منها وتعطيلها, ونحن مع إيماننا ويقيننا ان هذه الهجمة الغربية,, هي جزء بسيط من مخططات كبيرة,, تحت التطبيع والتصنيع,, تستهدف الأمة الإسلامية بكاملها بصفة عامة، والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة,, وتعمل جاهدة للتصدي لتلك الصحوة الإسلامية (المنصورة بإذن الله) بشتى الوسائل، وبكل السبل,, وبجميع الأدوات التي تمكنهم من تحقيق أطماعهم,, لإطفاء نور الله، وتعطيل شرائعه وأحكامه السماوية,, التي حملت هذه المملكة,, بقيادتها الإسلامية,, ومسؤلياتها الشرعية,, مسؤولية الدفاع عنها، والالتزام بأحكامها كما وردت بالقرآن الكريم، والسنّة النبوية المطهرة,, التي بلغ بها في هذه الأمة، وخاتم الرسل محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحابته افضل الصلوات والتسليم,. ولست والله أدري، ولا غيري من المسلمين يدري!! عماذا تدافع (منظمة العفو الدولية) هذه وبماذا تطالب (منظمة حقوق الإنسان) تلك؟! فهل تريد منا ان نستبدل ديننا بدينهم؟! وعقائدنا بعقائدهم؟! وثقافتنا بثقافتهم؟! ونجنح إلى تعطيل أحكام الله في سفينة الغرق. لا,, لا أبداً,, فهذا والله لن يكون,, ولن يكون,, ونحن ولله الحمد في المملكة العربية السعودية بصفة خاصة، وفي العالم الإسلامي بصفة عامة,, نحتكم الى كتاب مقدس (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) ونحمل رسالات سماوية,, جاءت الى الناس جميعا,, تحمل في مضامينها المفاهيم الإسلامية، والخصائص البشرية كاملة غير منقوصة، ومحاكمنا الشرعية، وأحكام قضاتنا الشرفاء,, هي العليا، وهي الرائدة، وهي النافذة,, لأنها تستمد أحكامها من كتاب الله، وهدي رسوله الكريم، وقادتنا وحكامنا (حفظهم الله) هم حماتها، وهم نصرتها,, تستلهم منهم الرشاد,, وتنفّذ أحكام الله كما جاءت، وكما أنزلت على نبي هذه الأمة، وخاتم الرسل عليه أفضل الصلوات والتسليم. ولهذا فنحن ولله الحمد,, في المملكة العربية السعودية,,, قادة سياسيين، وعلماء شرعيين، وقضاة مهتدين وافراداً ملتزمين، نستنكر وبشدة,, تلك الهجمة الصهيونية الشرسة، على ديننا، وعلى معتقداتنا، وعلى ثقافتنا، وعلى خصوصياتنا المستمدة من الكتاب والسنّة,, باسم حقوق الإنسان، وباسم منظمة العفو الدولية,, ونطالب تلك المنظمات بالكف عنا، والتصدي لحقوق الإنسان الحقيقية المهدرة,, في كل مكان من العالم,, ونطالبها أولاً في البحث الحقيقي عن هوية حقوق الإنسان في ذاتها,, ثم اذا كانت صادقة فيما تدعو إليه,, فأين هي عن حقوق الإنسان في فلسطين والشيشان؟! وفي البوسنة والهرسك؟! وأين هي عن حقوق الانسان في الصومال والسودان؟! وأين هي عن حقوق الإنسان في كثير من بؤر الظلم والاضطهاد، ومحطات الجوع والفقر، ومدن الجهل والمرض,, في كثير من بقاع الأرض؟! أين هي من هذا كله,, إن كانت صادقة فيما تدعو إليه,,؟! لكنها منظمات (مبرقعة) لا ترى إلا بعين واحدة، ولا تعمل إلا بيد واحدة، ولا تفكر إلا بأجهزة الاستقبال والإرسال فقط,, ولهذا فإن هؤلاء المجندين للنّيل منا، ومن معتقداتنا الإسلامية، وديننا السماوي,, الذي به تحقق لنا العدل، والأمن، والبناء، والرخاء، والازدهار,, لن نلتفت إليهم، ولن نسمع لصوتهم النشاز، لقناعاتنا التامة بما نحن عليه، وما نعيش فيه، من أمن واستقرار، مصدره التشريع السماوي,, وليس تشريعات تلك المنظمات التعيسة الفاشلة، ولمعرفتنا بأهداف هؤلاء، ومعرفة مقاصدهم العدوانية الآثمة,, فيما يدعون إليه,, مما لا يتسع المجال لذكره في تلك المشاركة المختصرة، فإنني أكتفي بما سبقني إليه علماء الأمة، على منابر الجوامع والمساجد، وفي خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين، مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، وما تناقلته وكالات الأنباء من تصريحات رسمية لقادة الأمة، وطرحته الصحافة السعودية والعربية,, لكبار الكتّاب والمفكرين العرب,, وقادة الفكر الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها,, وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي هذه الأمة,, وهذا البلد الأمين,, من وساوس الشيطان، وأن يحفظها من المفسدين في الأرض، وأن ينصر دينه، ويُعلي كلمته، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.