قال مسؤولون إن قائد وحدة للشرطة العسكرية الأمريكية في سجن أبو غريب في بغداد يخضع لتحقيق بعد اتهامات بأنه صوّر سراً مجندات أمريكيات عرايا. وأضاف المسؤولون أن ليو ميرك البالغ (32 عاماً) العضو في الحرس الوطني لكاليفورنيا والذي كان قائداً للسرية 870 بالشرطة العسكرية يخضع الآن لتحقيق يجريه الجيش الأمريكي وأنه أعفي من الخدمة. وقال أندرو هوجان المتحدث باسم الحرس الوطني لكاليفورنيا (كان قائدهم وقادهم إلى العراق. وأثناء وجوده هناك وقع هذا الحادث). ويشتبه بأن ميرك وهو عسكري مخضرم شارك في حرب الخليج الأولى وعمل كمحلل مالي قبل أن يذهب إلى العراق صوّر المجندات أثناء استحمامهن في السجن. وقال المتحدث إن الشكاوى قدمت ضد ميرك في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وهذا الحادث هو الأحدث في سلسلة حوادث محرجة للقوات الأمريكيةالمحتلة في العراق. من جهة أخرى أعلن السناتور الجمهوري جون وارنر أن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وعدداً من كبار المسؤولين في البنتاغون سيدلون ظهر اليوم الجمعة بشهاداتهم أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ. وأوضح وارنر الذي يرأس هذه اللجنة أن رامسفلد ومسؤولين آخرين في البنتاغون منهم رئيس أركان الجيوش الجنرال ريتشارد مايرز سيدلون بشهاداتهم أمام اللجنة ابتداء من الساعة 11.45 حول مسألة تعذيب الأسرى العراقيين، على أن تستمر الجلسة زهاء الساعتين. وأشار إلى أن رامسفيلد أعرب دائما عن (استعداده) للرد على أسئلة الكونغرس. ومن المقرر أيضا عقد جلسة مغلقة بعد جلسة الاستماع العامة، كما قال وارنر. وقد دعي رامسفيلد الذي اتهمه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين والجمهوريين بسوء التعاطي مع هذه الفضيحة وعدم إبلاغ الكونغرس بها، إلى الإدلاء بشهادته في أسرع وقت. واعتبر السناتور الديموقراطي جوزف بيدن المسؤول الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، أن على رامسفيلد الاستقالة إذا ما أثبت التحقيق مسؤوليته في هذه القضية. ووعد السناتور الجمهوري ساكسبي شامبليس في تصريح لشبكة سي.ان.ان (بطرح سيل من الأسئلة على رامسفلد حول تلك الحوادث التي كان يتعين إبلاغ الكونغرس بها قبل فترة طويلة). وأعرب شامبليس أيضا عن أسفه لعدم حصوله على أجوبة شافية عن أسئلته حول هذه القضية خلال جلسة استماع مغلقة الثلاثاء في مجلس الشيوخ مع مسؤولين عسكريين، وأعرب عن (غضبه من جيش البر) المسؤول مباشرة عن سجن أبو غريب في بغداد. من ناحية أخرى قالت صحيفة واشنطن بوست أمس الخميس إن مجموعة جديدة من الصور حصلت عليها الواشنطن بوست تشمل صوراً أكثر تفصيلاً لسجناء عراقيين محتجزين في سجن عسكري أمريكي بالعراق. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن هذه الصور مماثلة للصور التي بثتها قناة تلفزيون سي.بي.اس.نيوز الإخبارية الأمريكية ونشرتها مجلة نيويوركر تبين سجناء عراقيين في أوضاع مختلفة مهينة. وتشمل المجموعة الجديدة أكثر من 1000 صورة رقمية تتراوح من مشاهد للحياة العسكرية اليومية إلى صور لمحاكاة جنسية بين الجنود. كما تبين بعض الصور فيما يبدو جنوداً أمريكيين يسيئون معاملة سجناء يرتدي كثير منهم ملصقات هوية. غير أن الصحيفة قالت إنها لا يمكنها أن تستبعد احتمال أن تكون بعض هذه الصور من قبيل التمثيل. وجاء في المقال أن الصور التقطت من صيف عام 2003 وحتى الشتاء وتم تناقلها بين أفراد الشرطة العسكرية في سجن أبو غريب غربي بغداد. ومن بين الصور صورة لجندي يمسك سلسلة لربط الكلاب التفت حول رقبة رجل في سجن عراقي. وكان الرجل عارياً ويرقد على الأرض. وتوجد صور لرجال عراة سجناء فيما يبدو كوّموا فوق بعضهم بينما وقف جنود حولهم. ووفقا لصحيفة البوست التقطت الصور بعدة كاميرات رقمية وتم تحميلها على أقراص مدمجة تم تناقلها بين الجنود في سرية الشرطة العسكرية رقم 372 وهي وحدة تابعة لقوات الاحتياط تتمركز في كريسابتاون بولاية ماريلاند. ونقل عن مصدر قريب من الوحدة قوله للصحيفة: إن هذه الصور كانت بين صور تحفظ عليها محققون عسكريون يحققون في الأحوال في أبو غريب. وأثارت إساءة القوات الأمريكية لسجناء عراقيين أسئلة عن مدى تحمل كبار زعماء الولاياتالمتحدة لبعض المسؤولية في خلق مناخ تبرر فيه الغايات الوسائل في إطار الحرب على الإرهاب. فمنذ هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 التي غيرت أمريكا اتبع الرئيس جورج بوش سياسة نشطة للدفاع عن المصالح الأمريكية ووصف بعض خصومه بأنهم (أشرار) وجردهم من حقوقهم. وربما يكون القرار المثير للجدل الذي يحرم المحتجزين من العراق وأفغانستان من وضع رسمي بمقتضى معاهدة جنيف أعطى الجنود انطباعا بأن (أي شيء جائز) في المعركة. ورغم أن بوش وعد بمعاقبة الجنود الأمريكيين الذين قتلوا سجناء عراقيين أو أساءوا معاملتهم إلا أنه لم يعتذر وكذلك لم يفعل وزير دفاعه دونالد رامسفيلد. وتعهد بوش العام الماضي بأن الولاياتالمتحدة لن تعذب أو تسيء معاملة المشتبه في أنهم إرهابيون. وقال توم مالينوسكي من منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس واتش)، (بعد 11 سبتمبر كان هناك شعور أعرب عنه الكثيرون سواء من داخل الحكومة أو من خارجها بأنه... لم يعد بإمكاننا بعد ذلك الالتزام بكل هذه القيود الليبرالية على التعذيب والاغتيال ولا يمكنك كسب حرب إذا تمسكت بهذه القيود). وأضاف (والآن يبدو أنهم قد يخسرون الحرب لأنهم أطاحوا بعيدا بتلك القيود). وقال مسؤولون بالجيش إن الجنود الأمريكيين قتلوا سجينين عراقيين العام الماضي ويجري التحقيق كذلك في عشر حالات وفيات أخرى من بين 25 وفاة من العراقيين والأفغان. وجاء الكشف عن الوفيات في أعقاب ظهور صور لسجناء عراقيين جردتهم القوات الأمريكية من ملابسهم وأساءت معاملتهم في سجن أبو غريب.