سيطرت القوات الأميركية أمس الأربعاء على مكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الديوانية جنوب النجف بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل تسعة من عناصر هذه الميليشيا، وكان أحد مساعدي الصدر أعلن أن (تسعة عناصر من جيش المهدي قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح)، بدون أن يحدد عدد الجرحى في الاشتباكات مع قوات التحالف ليل الثلاثاء الأربعاء في الديوانية. وأوضح علي الخرسان أن الاشتباكات التي استمرت ساعات ليل الثلاثاء الأربعاء في وسط الديوانية (60 كلم جنوب النجف) توقفت عند الفجر. وأكد ناطق باسم قوات التحالف وقوع الاشتباكات بدون أن يذكر تفاصيل إضافية. وكان الخرسان أوضح مساء الثلاثاء أن (اشتباكات عنيفة تجري في وسط المدينة) مؤكداً أن قوات التحالف (حاولت طرد عناصر جيش المهدي) من الديوانية. وفي كربلاء قال شهود ومصادر مستشفيات إن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة اشتبكت مع ميليشيات موالية لمقتدى الصدر في مدينة كربلاء في ساعة مبكرة من صباح أمس الأربعاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة مقاومين. واندلعت الاشتباكات بعد ساعات من دعوة زعماء الشيعة السياسيون الصدر إلى نزع سلاح ميليشياته وتعهدهم بالتوصل إلى حل داخلي للأزمة المتفاقمة بينه وبين القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وتعد هذه الخطوة أول تحرك جماعي يقوم به خصوم الصدر السياسيون في محاولة لتجنب مزيد من العنف في مدينتي النجف وكربلاء واستعادة الأرضية السياسية التي خسروها أمام مقتدى الصدر. واندلع القتال بعد منتصف الليل حين أطلقت ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر قذائف مورتر وقذائف صاروخية وفتحت نيران أسلحتها الآلية على المواقع الأمريكية ومواقع القوات البلغارية في المدينة على بعد 110 كيلومترات جنوب غربي العاصمة العراقيةبغداد. وذكر شهود أن الجنود ردوا النار واستمرت الاشتباكات حتى الفجر. وقالت مصادر مستشفيات أن ثلاثة مسلحين قتلوا وجرح تسعة من بينهم ثلاثة حالتهم خطيرة. ولم يعلِّق الجيش الأمريكي على الفور غير أن شهوداً قالوا إن الطائرات الأمريكية ألقت منشورات بالعربية تدعو رجال الميليشيات إلى الاستسلام. وجرت اشتباكات مماثلة في النجف في وقت سابق من الأسبوع قتل خلالها خمسة مقاتلين على الأقل. وتوعدت القوات الأمريكية باعتقال أو قتل الصدر البالغ من العمر 30 عاماً وعضو إحدى العائلات التي تحظى باحترام كبير في النجف. ويسيطر جيش المهدي التابع له على النجف والكوفة وكربلاء القريبتين وله وجود في العديد من المدن منها العاصمة بغداد. وتقول القوات الأمريكية إن الصدر مطلوب لتورطه في اغتيال زعيم شيعي آخر هو عبد المجيد الخوئي وينفي الصدر ذلك. وأعلن زعماء الشيعة معارضتهم لهجوم الولاياتالمتحدة على النجف وكربلاء لاعتقال الصدر ونزع سلاح ميليشياته غير أنهم ناشدوه الرضوخ للنظام السياسي لعراق ما بعد الحرب. وقال الزعيم الشيعي محمد بحر العلوم في اجتماع للأحزاب الشيعية ومن بينها تلك الممثلة في مجلس الحكم العراقي إنه من العار مطالبة قوات الاحتلال بحل هذه المشكلة. وأضاف أن الأحزاب الشيعية تتخذ موقفاً واضحاً مطالباً بنزع السلاح في النجف وكربلاء لأنهما مدينتان مقدستان ويجب أن تتمتعا بوضع مثل الوضع الذي تتمتع به مدينة الفاتيكان. وكانت إيران التي تدعم تقريباً كل القوى السياسية الشيعية في العراق قد قالت في وقت سابق إنه على الولاياتالمتحدة أن تدع الساسة يحلون المشكلة بدلاً من إشعال الموقف بمحاولتها اعتقال الصدر.