دخلت دبابات أميركية الى وسط كربلاء واتخذت مواقع قريبة من المراقد المقدسة فيها "من دون أي مقاومة". واندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والقوات الأميركية في الكوفة أسفرت عن مقتل 41 عراقياً. كما وقعت مواجهات بين انصار الصدر وجنود ايطاليين في الناصرية أسفرت عن مقتل ثلاثة عراقيين. في غضون ذلك، لم يخف اعضاء مجلس الحكم الشيعة مخاوفهم حين ابلغ الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر المجلس الأربعاء ان قوات "التحالف" ستبدأ "خطة استراتيجية لفرض الأمن" في النجف وكربلاء والديوانية محافظات الفرات الأوسط. دخلت دبابات أميركية الى وسط كربلاء 110 كلم جنوببغداد واتخذت مواقع قريبة من المراقد المقدسة فيها، بعدما دمرت مكاتب الصدر بنيران المدافع الرشاشة الثقيلة. وذكر شاهد ان "القوات الاميركية لم تلق أي مقاومة". وتمركزت 8 دبابات و6 ناقلات جند في وسط المدينة على بعد 500 متر من مقامي الحسين والعباس. وأفاد شهود ان مواجهات عنيفة اندلعت بعد ظهر الخميس بين قوات "التحالف" وعناصر "جيش المهدي" في المدينة. واوضح حيدر حمودي 30 عاما وهو موظف يقطن في منطقة الاشتباكات "ان رتلاً من القوات الاميركية والبولندية توجه الى منطقة السعدية حيث يتمركز انصار مقتدى الصدر في جامع المخيم فاندلعت الاشتباكات". واكد شاهد آخر يدعى قيس جواد 20 عاماً "ان اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر "جيش المهدي" وقوات التحالف" في حي السعدية الذي يبعد كلم واحد عن العتبات المقدسة في كربلاء. واوضح ان بعض الاحزاب العراقية، التي لم يسمها، نشرت حواجز على الطريق المؤدية الى السعدية للحؤول دون عبور السيارات المدنية خوفاً من اصابتها. وكان الشيخ حمزة الطائي مسؤول "جيش المهدي" في كربلاء أعلن ان "اشتباكات وقعت ليل أول من أمس بين عناصرنا ودورية بولندية في منطقة الحر 5 كلم غرب كربلاء قتل خلالها احد مقاتلينا وحُرقت آليتان للبولنديين". وأكد الطائي ان عناصر "جيش المهدي" استهدفت بخمس قذائف "آر بي جي" مبنى المحافظة الذي تتمركز فيه القوات البولندية من دون ان يفيد عن الخسائر. وهدد بأن "كل مواقع تمركز القوات البولندية هي اهداف لقذائف جيش المهدي". إلى ذلك، أعلن ناطق عسكري اميركي ان القوات الاميركية قتلت أمس 41 مقاتلاً عراقياً من ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خلال معارك طاحنة على اطراف الكوفة. واضاف انه "لم تقع اصابات في صفوف قوات التحالف". وكان القائد الاميركي المسؤول عن هذه المنطقة اعلن سابقاً في حديث الى شبكة "سي ان ان" ان عدد القتلى بلغ 20 في صفوف "جيش المهدي" التابع للصدر. وصرح الكولونيل الاميركي بات وايت لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية ان حوالى 20 مقاتلاً من انصار الصدر قتلوا أمس في اشتباكات في الكوفة القريبة من النجف. وأوضح ان المقاتلين العراقيين قتلوا عندما تم دفع افراد ميليشيا "جيش المهدي" خارج مواقعهم، واشتبك الجنود الاميركيون معهم في قتال عنيف. واضاف: الكولونيل "يبدو اننا قتلنا حوالى 20 منهم". واندلعت المواجهات عند مدخل مدينة الكوفة بعيد اعلان الحاكم الاميركي المدني للعراق بول بريمر تعيين عدنان الذرفي محافظاً لمدينة النجف وطالب بنزع سلاح ميليشيات الصدر. إلى ذلك، أفاد الملازم اول في الشرطة العراقية زيد علي ان مواجهات اندلعت بين أنصار الصدر وجنود ايطاليين أمس قرب الناصرية 375 جنوببغداد، أسفرت عن مقتل ثلاثة عراقيين. وأضاف ان الاشتباكات التي وقعت في سوق الشيوخ الذي يبعد 30 كلم جنوب شرقي الناصرية، ادت الى مقتل مدنيين وعنصر من "جيش المهدي". وأكد ايضاً ان جندياً ايطالياً قتل، لكن هذه المعلومة لم يؤكدها مصدر عسكري ايطالي. وذكر العقيد انجيلو مورتشيلا في روما ان "مسلحين شنوا هجوماً على دورية ايطالية في سوق الشيوخ بالاسلحة الخفيفة والآر بي جي". وأضاف: "لم تتوافر لدينا معلومات عن مقتل جندي ايطالي ولا عن مقتل مسلحين. واصيبت آلية بأضرار خلال الهجوم". وكان مدير اللجنة المكلفة الشؤون الامنية في "مكتب الصدر" في الناصرية عدي محمد قال ان مواجهات وقعت "بين عناصر من جيش المهدي وجنود ايطاليين في منطقة سوق الشيوخ" من دون اعطاء تفاصيل اضافية. في غضون ذلك، لم يخف اعضاء مجلس الحكم الشيعة مخاوفهم حين ابلغ الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر المجلس الأربعاء ان قوات "التحالف" ستبدأ "خطة استراتيجية لفرض الأمن" في النجف وكربلاء والديوانية محافظات الفرات الأوسط. وكان بريمر أكد ان قوات "التحالف" ستفرض القانون وتعيد السلطة المدنية والحكومية العراقية في محافظات كربلاء والنجف والديوانية. وأصدر وزير الداخلية سمير الصميدعي امس قراراً بفصل عدد من ضباط الشرطة في تلك المحافظات، بينهم مدير الشرطة في الديوانية، كما أكد ل"الحياة" قيادي في مجلس الحكم حضر الإجتماع مع بريمر، الذي أعلن عن تعيين محافظ جديد للنجف هو عدنان الذرفي. وبدا ان رفض مسؤولي السلطة المدنية العراقية وقادة الشرطة مواجهة العناصر المسلحة التابعة للصدر اشعل غضب سلطة "التحالف" وبريمر. وكانت قوات "التحالف" احالت على التحقيق عدداً من ضباط الجيش العراقي الجديد ممن رفضوا الإشتراك في حصار الفلوجة، وأنهت من الخدمة 23 جندياً من الكتيبة 36 التي اسندت اليها مهمة القتال ضد المسلحين في تلك المدينة.