كانت طفلتي تلاعب الهواء وهي تعانقه، وتمشي ومعها براءة كل طفل يمشي على هذه الأرض، خرجت طفلتي من البيت لأنها لا تعرف شيئاً يسمى الخوف ولا الرعب ولا تسمع ولم تربعينها ما يسبب ذلك، طفلتي العزيزة كانت تركض ليس خوفاً بل من أجل أن تسابق الأرض بخطواتها الصغيرة الكبيرة بعينها لكي تصل إلى المكان الذي خرجت منه لكي ترى من يحبهم قلبها وتضعهم في سواد عينيها، وتنعم بالراحة بعد رحلة الركض الطويل والمسافة التي طويت لكي تصل إلى مبتغاها ولكن لم تعلم طفلتي بما سوف يحدث ! ماذا حدث للطفلة (وجدان) هل جاءت ووجدت أباها يعانقها، وأمها تحتضنها، وأخاها يلاعبها، وهل وجدت دميتها الصغيرة في مكانها، وألعابها المتناثرة في كل زاوية من زوايا البيت التي كانت تجد فيه قمة سعادتها. فجأة وإذا طفلتي (وجدان) تنحني على الأرض هل من أجل أن تلاعب التراب لكي تبني بيت الأمل؟ أم من أجل الإمساك بحجر لكي ترميه في بحر المستقبل؟ أم من أجل أن تمسح خطواتها الأخيرة على ذلك الرمل وتسقيه من دمها؟ يا ترى هل وجدان الطفولة تعلم بما حدث؟ وهل كان في مخيلتها ان هناك من يستهدفها هي وغيرها؟ لا أعتقد أنها تعرف شيئاً اسمه (إرهاب) ولو كانت تعرف ،قد يدور في مخيلتها ان الإرهابي سوف يعطيها حلوى! ويمسك بيدها حتى يجعلها تصل الى بيتها بكل أمان! ويشاطرها الفرح عندما تجد دميتها وتلك الألعاب! ويحميها من ايدي الغدر وقتل النفوس الآمنة!. كل ذلك ضرب من الخيال يا وجدان. لم ولن ننسى أبناء الوطن والطفلة وجدان التي طالتها أيدي الغدر والإرهاب في ذلك التفجير الذي حدث في الرياض بمجمع المرور في شارع الوشم وهذا جعلنا نبكي الدم عندما رأينا ذلك المشهد وقد وقفت طويلاً عندما ذهبت إلى مكان الانفجار ورأيت مدى ذلك الاجرام في هذا البلد الآمن في قتل النفوس التي حرم الله إلا بالحق. نشجب ونستنكر كل تلك الجرائم بحق الإنسانية وذلك العدوان الغاشم من لدن فئة محسوبة على الإسلام والمسلمين وهو براء منهم على الإطلاق. جعل الله هذا البلد آمناً في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين والنائب الثاني حفظهم الله ذخراً للإسلام والمسلمين. كلنا دروع لهذا الوطن ونقدم أرواحنا من أجل أن يبقى شامخاً إلى يوم الدين، تقبل الله الشهداء الذين قدموا أرواحهم لهذا الوطن وكان الله في عون عوائلهم وأبنائهم في مصابهم الأليم.