انضمت عشر دول من بينها ثماني دول شيوعية سابقة في وسط أوروبا وشرقها إلى الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أمس السبت في توسعة الأكثر طموحا منذ تأسيسه عام 1957 وانطلقت الألعاب النارية في القارة الاوروبية وصدحت الموسيقى في أرجائها إيذانا بتحول الاتحاد الأوروبي إلى كبرى مناطق التجارة الحرة في العالم إذ يبلغ عدد سكانها 455 مليون نسمة يتوزعون على مساحة 3.97 ملايين كيلومتر مربع. فبانضمام دول: قبرص وجمهورية التشيك وإيستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا ومالطا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، يصبح عدد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي 25 دولة وينتهي بصورة رسمية انقسام أوروبا الذي ساد منذ الحرب الباردة. وقام الرئيس البولندي ألكسندر كواسنفسكي برفع علم الاتحاد الأوروبي ذي اللون الأزرق المائل إلى الخضرة المرصع باثني عشر نجما ذهبيا في ميدان (بيلسودسكي) في العاصمة البولندية وارسو إيذانا بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي. وانطلقت الألعاب النارية تقرقع في سماء الليل الصافية في وارسو على أنغام سيمفونية قصيدة للبهجة وعزف القطعة الموسيقية (كونشرتو) للموسيقي فردريك شوبان الأكثر حبا بين أفراد الشعب البولندي. وفي ألمانيا المجاورة، صافح وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر نظيره البولندي فلودزميريز سيموزيفتش على أحد جسور نهر الأودر الذي يفصل بين ألمانيا وبين بولندا. وقال فيشر الذي بدا متأثرا بصورة لا تخفى على العيان (إنها للحظة تاريخية عندما يتعاون بلدانا اللذان كثيرا ما ناصبا بعضهما البعض العداء عبر قرون عديدة في صداقة تبعث على البهجة في نهاية المطاف). وبينما تصافح الرجلان وتعانقا وسط تهليل جماهير البلدين التي اصطفت على جانبي النهر انطلقت الألعاب النارية فوق رأسيهما. وعند بوابة براندنبرج الشهيرة في برلين شارك الآلاف من مواطني برلين في المهرجان وفي الهواء الطلق قدمت فيه فنون التسلية وألوان من مطبخ كل من الدول العشر الوافدة الجديدة. وعند منتصف الليل أضاءت الألعاب النارية السماء فوق البوابة التاريخية. وبدأت الاحتفالات بتدشين توسعة الاتحاد الأوروبي في أيرلندا التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد بإطلاق الألعاب النارية في سماء دبلن حيث احتشد زعماء 25 دولة للاحتفال أمس السبت بمراسم رفع العلم الرسمي للاتحاد الأوروبي ذي اللون الأزرق المائل إلى الخضرة المرصع باثني عشر نجما ذهبيا. وشاهد نحو 50 ألف متفرج إطلاق نحو 2000 طن من الألعاب النارية من سفن احتفالية في خليج دبلن في أكبر استعراض للألعاب النارية في أوروبا العام الحالي. وفي جوريتسيا وهي بلدة على الحدود السلوفينية الإيطالية سقط آخر (ستار حديدي) في أوروبا والذي قسم مدينة جوريتسيا منذ عام 1947 حيث شارك سكان البلدة في مراسم رمزية لتحطيم الجدار الذي قسمها كجزء من مراسم توسيع الاتحاد الأوروبي. وجوريتسيا التي يسكنها نحو 37 ألف نسمة قسمت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بين إيطاليا ويوغسلافيا السابقة. وكان رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي ضمن حضور الحدث التاريخي الذي احتفل به بإطلاق الألعاب النارية وبإقامة حفل موسيقي. ووصف الرئيس السلوفيني يانيتس درنوفشيك التوسعة بأنها (خطوة تاريخية). وأضاف درنوفشيك متحدثا إلى حشد من 3000 شخص في العاصمة لوبليانا (حلم عام 1991 عندما أعلنّا الاستقلال والذي كان برؤية أن نصبح جزءا من أوروبا تحول إلى واقع). وفي سلوفاكيا شهدت العاصمة براتسلافا استعراضا للألعاب النارية بينما صدحت الموسيقى في مستهل الاحتفالات التي ستقام على مدى يومين. ووجه رئيس الوزراء ميكولاس دزوريندا التهنئة إلى مواطنيه بهذا (الحدث التاريخي) الذي ترافق مع إحراق رمزي لسور حدودي قرب الحدود مع النمسا. وفي جمهورية التشيك جرى الاحتفال بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي باحتفالية ثقافية ضخمة في المسرح القومي في براغ. وقال رئيس الوزراء فلاديمير سبيدلا (أشعر بسعادة غامرة. قمنا بجهد كبير للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي). وبسبب فروق التوقيت بدأت كل من قبرص وليتوانيا ولاتفيا وأستونيا مراسم الاحتفال بالانضمام للاتحاد قبل ساعة من بدء الاحتفال الرسمي بتلك المناسبة في منتصف الليل (2200 بتوقيت جرينيتش). ففي تالين عاصمة أستونيا أقيمت احتفالات موسيقية في الهواء الطلق. وفي ليتوانيا قام المحتفلون الذين غمرتهم السعادة بهذه المناسبة بإضاءة أكبر عدد ممكن من الأضواء ليجعلوا بلدهم (أكثر بقعة مضيئة) في أوروبا في تلك الليلة. وقال رئيس لاتفيا (انتظرنا هذه اللحظة طويلا).وفي العاصمة القبرصيةنيقوسيا رفع علم الاتحاد الأوروبي في منتصف الليل بينما عزفت الموسيقى النشيد الوطني الأوروبي. وتبع ذلك حفل موسيقي. ولم يشارك القبارصة الأتراك في الاحتفالات حيث أن شطرهم في الجزيرة المقسمة استبعد من التوحد مع الشطر اليوناني الذي صوت مواطنوه ضد خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة القبرصية في 24 نيسان - أبريل. ومالطا أصغر الأعضاء الجدد احتفلت بالمناسبة بإطلاق الألعاب النارية أيضا التي أنارت سماء العاصمة فاليتا وباستعراض الليزر الذي شاهده 100 ألف متفرج.كانت الدول العشر قد بدأت قبل ست سنوات طريقها للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي بمفاوضات بشأن مجموعة المعايير اللازمة لتصبح هياكلها السياسية والاقتصادية تماثل نظيرتها في دول أوروبا الغربية. وبهذه التوسعة يصبح عدد اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي 20 لغة رسمية بدلا من 11 لغة.ويأمل الزعماء الأوروبيون في أن تصبح أوروبا الجديدة الموحدة أكثر قوة على الصعيد الاقتصادي والتجاري الدولي وأن تصبح فاعلا سياسيا أكثر قوة على الصعيد العالمي.وقد هنأ رئيسا وزراء رومانيا وبلغاريا اللتين من المقرر أن تنضما إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007 وتركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأعضاء الجدد في احتفالية (يوم الترحيب) التي اقيمت في دبلن امس السبت.