استشهد أربعة فلسطينيين في بلدة طولكرم بالضفة الغربية وفي بيت لاهيا بغزة التي خضعت لعملية اقتحام إسرائيلية منذ الثلاثاء الماضي إلى صباح أمس الخميس أحدثت خلالها قوات الاحتلال عملية دمار هائلة طالت المنشآت العامة والمنازل. ففي بلدة طولكرم بالضفة الغربية استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية التي زعمت ان الشهداء كانوا من المطلوبين لديها.. وقال شهود إن الجنود أغاروا على البلدة عند الفجر وبدؤوا في اطلاق الرصاص بكثافة. وقالت متحدثة باسم الاحتلال إن الجنود واجهوا الفلسطينيين على مشارف البلدة واطلقوا الرصاص عليهم من مسافة قريبة، وأكد طبيب فلسطيني فحص جثث الرجال الثلاثة انهم أصيبوا برصاص أطلق من مسافة قريبة. وقالت المتحدثة باسم جيش الاحتلال إن الجنود عثروا على بنادق في مخبأ قريب لكنها لم تتمكن من تأكيد أن النشطاء كانوا مسلحين عندما أطلق الجنود الرصاص عليهم. وقالت رواية أخرى ان حوالي عشرين آلية مصفحة بينها دبابات اقتحمت مدينة طولكرم وطوقت المنزل الذي تحصن فيه الفلسطينيون ودار تبادل عنيف لإطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين والرجال الثلاثة الذين قتلوا فيه. والشهداء الثلاثة هم بلال أبو عمشة (27 عاماً) وغانم غانم (25 عاماً) وأيمن براهمة (30عاماً). كما سقط شهيد رابع أمس الخميس في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة برصاص القوات الإسرائيلية التي أصابت أيضا شخصين بجراح.. وقال الطبيب محمود العسلي مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا لوكالة فرانس برس أن الفتى محمد الملفوح (16 عاماً) استشهد إثر إصابته برصاصة في الرقبة أطلقها الجنود الإسرائيليون من دبابات تتمركز قرب حي أبراج الندى الإسكاني في بيت لاهيا. وأشار المصدر الطبي إلى أن صبيين آخرين (13 و14 عاماً) أصيبا برصاص الجيش الإسرائيلي وحالتهما متوسطة، ونقلا إلى مستشفى كمال عدوان للعلاج. وذكر شهود أن دبابتين على الاقل عاودتا التوغل وتمركزتا قرب حي أبراج الندى الاسكاني قرب بيت لاهيا بعد أن انسحبت عشرات الدبابات الإسرائيلية التي نفذت توغلا استمر منذ فجر الثلاثاء حتى صباح امس الخميس مخلفة وراءها دماراً هائلاً في المنشآت والمنازل.. وبذلك ترتفع حصيلة التوغل الإسرائيلي الذي بدأ الثلاثاء الماضي في بيت لاهيا إلى أربعة عشر قتيلاً فلسطينياً وسبعين جريحاً بينهم خمسة في حالة حرجة. وقد دمر الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا بواسطة المتفجرات المقر الرئيسي لجمعية تأهيل المعاقين والمقامة على مساحة خمسة آلاف متر مربع والتي تدعمها جمعية الهلال الأحمر الإماراتية كما دمروا بشكل كبير مركز التدريب في مقر الأمن الوطني. كما لحق دمار كبير في مقر مديرية التربية والتعليم ومدرسة تابعة للانروا ومركز اجتماعي تابع للشؤون الاجتماعية وروضة أطفال إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بمقر جمعية الاثراء والتراث الفلسطيني. وأوضح مصدر أمني أن عشرات الدونمات تم تجريفها ودمر الجيش الإسرائيلي عدداً من الدفيئات الزراعية في المنطقة إضافة إلى تدمير منزل بشكل كلي وعشرة منازل بشكل جزئي كما أصيبت أخرى بأضرار جسيمة واحترق أحدها بفعل قذيفة مدفعية. وذكر شهود عيان أن صالة تابعة لنادي خدمات جباليا اتت عليها النيران بسبب سقوط قذيفة مدفعية إسرائيلية. كما توغل الجيش الإسرائيلي ليل الأربعاء الخميس في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين بجنوب قطاع غزة وقام بتدمير ثمانية منازل كما أفاد شهود عيان ومصدر أمني فلسطيني. وأوضحت المصادر نفسها أن 25 آلية مصفحة على الأقل شاركت في عملية التوغل التي ما زالت مستمرة حتى صباح أمس الخميس. وذكر مصدر أمني، من جانب آخر، أن انفجاراً لم تعرف طبيعته وقع صباح الخميس في مخيم دير البلح للاجئين بالقرب من مستوطنة كفر داروم بجنوب قطاع غزة.